ايها الاكاديميون والتدريسيون والكتاب العراقيون والعرب ..حذار من الناشرين “العالميين” الزائفين والمطابع الكاذبة التي تدعي بنشر كتبكم واطاريحهم وباللغة الانكليزية على الصعيد العالمي. لا يهمكم اعلاناتهم وجمال صفحات الشبكة (الويب)، وحسن تنظيمها وما يدعونه من نشر عالمي واخراج باهر لكتبكم فهؤلاء مثل اصحاب المجلات العلمية المزيفة التي تدعي النشر العالمي على الشبكة العنكبوتية لا يهمهم الا ما ستدفعونه انتم من اجور. انها شركات وهمية يديرها محتالون تنفذ عمليات نصب على السذج من الكتاب والأكاديميين المستعدين لدفع اجور مهما كان مبلغها لأجل نشر كتبهم.
الكتاب الذين ينشرون عن طريق دور النشر الزائفة على انواع، فهم اما ان يكونوا من المغرر بهم ومن السذج الذين لا يعرفون اساليب نشر الكتب في العالم، فتنطلي عليهم الحيلة، او من اليائسين اوالمحتالين الذين يريدون التظاهر والتميز والتفاخر الكاذب من اجل الحصول على منافع آنية كالترقية العلمية. وكثير من هؤلاء الكتاب لا يملكون حق نشر ما يدعونه لهم فكتبهم اما ان تكون مسروقة بالأصل، او ان تكون محتوية على نسبة عالية من الاقتباسات المسروقة من كتب او مصادر اخرى.
ان الكتب “المنشورة” من قبل دور النشر “العالمية” هذه تعتبر كتبا زائفة بالرغم من انك تجدها تباع عن طريق بائعي الكتب كالامازون وغيرها، والسبب في اعتبارها كتب زائفة لأنها لم تمر بطريق النشر الطبيعي للكتب العالمية والذي يبتدئ عادة بطرح مشروع الكتاب الذي يعرض على اخصائيين لتقييم المشروع وتحديد اهمية الكتاب المقترح ودرجة نجاحه في سوق الكتب، ومن ثم تقييم الكتاب بعد كتابته وتنقيحه، والتأكد من عدم تضمينه لاقتباسات غير مشروعة وأخيرا يتم التعاقد مع المؤلف بعقد يتضمن نقل حقوق الطبع والنشر وتحديد نسبة الارباح التي ستعود الى المؤلف، والتي تعتبر الفرق الرئيسي بين الكتب الزائفة والكتب الاصيلة. إن شركات النشر العالمية تمنح المؤلف نسبة من الارباح سنويا وعلى قدر حجم المبيعات فعلى سبيل المثال استلم سنويا نسبة مالية من مبيعات كتبي التي اصدرتها عن طريق شركات نشرعالمية معروفة حتى ولو كان الكتاب قد صدر قبل اكثر من عقد من السنين. ومن صالح هذه الشركات ان تقوم بالترويج لهذه الكتب وان تقوم ببيعها لمكتبات الجامعات العالمية وغيرها. اما دور النشر الزائفة فمهمتها الاساسية هي طبع الكتاب بعدد محدود من النسخ تسلم معظمها للكاتب بعد دفع الكاتب نفسه لأجور باهظة بما فيها اجور الطبع ويتم الاتفاق عليها مسبقا، ولا تتحمل هذه الشركات اي مسؤولية قضائية لنشر كتب مسروقة او عن محتويات هذه الكتب، لذا فهي مستعدة ان تنشر بأية لغة كانت وحتى لو كانت لغة غير مفهومة وحتى لو احتوى الكتاب العلمي الاكاديمي في تشريح الكبد على اغاني كاظم الساهر، فهو لن يستطيع مقاضاة الشركة الوهمية ولكنه سيستطيع مقاضاة الكاتب هذا طبعا اذا تمكن من الوصول اليه. دور النشر هذه تحتال على الكاتب الذي يقع في حبائلها بعقود ليست في صالحه وتسبغ له وعودا كاذبة للاستمرار في سرقته مستندة في ذلك على جهل الكاتب بطرق النشر الاصولية.
اخيرا، احذر الكتاب العراقيين والعرب من النشر عن طريق دور النشر الزائفة والتي يمكن معرفتها ببحث بسيط على الغوغل. انها دور نشر متخصصة في سلب اموال الكتاب وسلب حقوق كتبهم وفي ايقاعهم في مطبات قانونية وأمور هم في غنى عنها الا اذا كان الكاتب يعرف طبيعتها وهدفه هو نشر كتاب مسروق او مزيف او تافه ولا يجد له دار نشر حقيقية. و ادعو الكتاب العراقيين ان يهتموا بنشر كتبهم عن طريق جامعاتهم وعن طريق دور النشر العربية لأنه طريق اسلم وافضل من ناحية نشر المعرفة بين صفوف ابنائنا. كما ارجو تفهم الفرق بين طبع الكتاب عن نشره حيث تجد كثير من الكتاب يرغبون في طبع كتبهم على حسابهم الخاص الا إن هذا يحدث لكتب الروايات والأدب، ولكنه لا يحدث للكتب العلمية المتخصصة.
ملاحظة اخيرة: كتبت هذا التحذير بسبب ازدياد عدد الكتب المنشورة من قبل بعض التدريسيين العراقيين عن طريق دور نشر اوربية زائفة ووضع صور هذه الكتب على صفحات التواصل الاجتماعي بحيث اصبحت كما هي عليه عملية النشر في المجلات العلمية الزائفة مفخرة ظاهرية للكاتب من حيث كونه انجاز علمي وتربوي مهم.
قاعدة عامة (ولكل قاعدة استثناء): النشر بسهولة ولقاء دفع مبالغ مالية هو نشر زائف.