تنشأ الحركات المناضلة الإسلامية وغير الإسلامية في العادة كردة فعل على الجور والطغيان الذي يمارسه الحكام حيث استلاب الحقوق وتكميم الأفواه وممارسة أبشع أنواع الظلم والجبروت والتنكيل بالشعوب ومصادرة حريتها الفكرية واستلاب حقوقها المدنية والاجتماعية والسياسية تحت نظام شمولي يستخدم كل أنواع التسلط والجبروت يساعده في ذلك الشعب نفسه حيث الانقسام والنفعية والتبعية وضعف القيادة إن وجدت أصلا إضافة إلى الجهل والفقر والتخلف فالشعوب العربية أو شعوب العالم الثالث لازالت إلى اليوم تتحرك او يحركونها من منطلق ما هو واجبك ! بينما الشعوب في الغرب تنطلق من منطلق ما هو حقي ؟ وبين الحق والواجب مسافة شاسعة وكبيرة تؤسس لنظام الحكم وإرادة الناس و وعي الشعوب فالشعب الذي تعلم ما هو واجبه فقط ؟ ولم يعرف ما هو حقه سيكون بلا شك شعب مطيع وخانع وخاضع لكل الحكام والسلاطين بينما الشعب الذي نشأ على نظرية أين حقي فسيكون بلا شك شعب متحرر يرعب الحكام ويهز كراسيهم وسيكون سببا مباشرا في وضع وتصميم نظام الحكم هناك, ان الحركات الإسلامية جاءت كردة فعل ضد هذه الأنظمة الشمولية الفاشية التي يرزح تحت سياطها الشعب المستضعف فكانت هذه الحركات دائما تقض مضجع الحكام وتسبب لهم كوابيس وارق دائم, استطاعت هذه الحركات ان تستقطب كل الأشخاص الذين يبحثون عن حرياتهم وفك اسر عقيدتهم التي أسرتها النظم الشمولية وقيدتها بسلاسل كبيرة يصعب فتحها أو النيل منها وزرعت داخل نفوس هذه الشعوب المستضعفة أصناما عملاقة وأحجار متكدسة ومتكلسة متكونة من الخوف والقلق والضياع والانقياد والخضوع والخنوع , ان تكسير هذه الأحجار والأصنام داخل نفوس هذه الشعوب ليس بالأمر السهل بل كان بحاجة إلى إعصار كبير بحجم التغيير الذي أطاح بنظام صدام سنة 2003 وبحجم التغيير الذي أطاح بالرؤساء العرب في الربيع العربي ,كان للحركات الإسلامية دور كبير في إمساك زمام الأمور بعد التغيير وفي كل البلدان وكان اختبارا صعبا جدا لها لأنها ستمارس بنفسها السلطة والسلطة تعني الملك والمال وهو ما كان سببا في سقوط الكثير من الحركات ومسالة إعادة هذه الحركات إلى الواجهة مرة أخرى صعب جدا إلا إذا كانت هناك قيادات متمكنة تستغل الفرصة المؤاتية لتعود بهذه الحركات إلى الواجهة من جديد ! في العراق مثلا كان العراقيون يعلمون النضال الكبير والتاريخ الجهادي لمنظمة بدر او فيلق بدر وبعد عام 2003 واشتراك منظمة بدر بالأنشطة السياسية ودخولها في عالم السياسة والسلطان بشكل مباشر جعلها شبه منسية او متهمة لان اغلب الحركات والتوجهات والتيارات الإسلامية بشتى أنواعها التي انطوت داخل التحالف الوطني كانت مقصرة مع الشعب كل التقصير مهملة له مهتمة بمصالح أتباعها وأنصارها تتحرك داخل إطار المصالح والتوافقات تاركة كل المبادئ والقيم التي ناضلت من اجلها هذه الحركات , بدر استطاعت ان تعود الى الواجهة بفعل شجاعة قيادتها واستغلال الفرصة في السير قدما ورسم طريق الحقائق التي طالما ذبحت بسكاكين المصالح فكان السيد هادي العامري يعمر ما هدمه الآخرون حتى المقربين منه جدا, صحح الأخطاء بيده لا بلسانه في زمن طالت فيه الألسن وقصرت فيه الأفعال , استطاع الرجل ان يقف في الميدان ويرسم صورة مشرقة لرجل مسئول في الدولة لا يختفي خلف الحمايات والمكاتب وينظّر للآخرين ويشاهد النار ولم يقترب منها بل تقرب حتى اكتوى بلهيبها ,استطاع هذا الرجل ان يقود القتال بنفسه ليعيد منظمة بدر الى الواجهة ويمسح عنها كل الغبار الذي لحقها وتراكم عليها في السنوات السابقة لتعود لامعة ناصعة تلمع كالبرق في في ذهن كل مظلوم ومضطهد وكل حر أبيّ ينشد الكرامة والانتصار في زمن باع فيه ممثلو الشعب (أعضاء التحالف الوطني) ناخبيهم بابخس الأسعار وانصاعوا للاراداة الداخلية والخارجية في رفض تسلم بدر لوزارة الداخلية لأنهم يعلمون ان هؤلاء سوف يكشفون ويكتشفون البيوت السياسية المهمشة التي كانت ولا زالت ورش للتفخيخ ومجازر للذبح !وهذا ما يضر بالوحدة الوطنية التي نذبح تحت اسمها بلا هوادة ! ,,نتمنى ان تحافظ بدر وقيادتها على الرصيد الشعبي الجديد وان تحاول ابعاد كل من يكون سببا في تشويه سمعتها بعد ان استطاعت العودة الى الواجهة والميدان .