23 ديسمبر، 2024 10:06 ص

بداية الموسم البغيض

بداية الموسم البغيض

ما أن إنتهت الانتخابات البرلمانية العراقية في الثلاثين من شهر نيسان الماضي والتي مر عليها أكثر من شهر حتى الان ، وسرعان ما تآهب أصحاب العقول المريضة والمرتزقة والانتهازيين والوصوليين والخونة والعملاء ، وما أكثر ما يحويه الجراب من هؤلاء وأمثالهم في الواقع العراقي الراهن ، لممارسة نفس النمط السلوكي المخجل والمسيء لمشاعر المواطنة العراقية الصادقة، وهو مشهد بدأنا نراه منذ سقوط حكم صدام حسين عام ٢٠٠٣ وحتى يومنا هذا بعد كل عملية إنتخابية في العراق .

فتأبطا السيد عباءته متوجها لإيران رافضاً الولاية الثالثة للمالكي ، ولم تمض ايام حتى طار على أثره طارق نجم مطالبا بولاية ثالثة للمالكي من إيران ، في حين توجه النجيفي والسامرائي صوب تركيا ، شاكين لاوردغان ظلم الشيعة لهم في تقسيم الكعكة ، رافضين الولاية الثالثة ، ولا حاجة لتناول زوار قطر والسعودية لانها حاضرة ليل نهار في واقع كعكتنا الباهتة .

أما الأخوة الأكراد فقد ذهبوا الى ما هو ابعد من ذلك بعد طلبهم مساعدة الولايات المتحدة في كتابة دستورهم

المنتظر وربما كانت إسرائيل على خط الكتابة او باشرت فعلا بأبداء النصح الدستوري للأخوة الرفاق .

إن ما يثير حفيظتي أمام هكذا مهانة واضحة في نمط وسلوكيات الساسة العراقيين هو عدم قدرتهم على التساؤل ولو بشيء يسير من ألاحساس بالوطن وأوجاع الناس وكرامتهم النابعة من إنتماءهم بمختلف أطيافهم وألوانهم  ، لوطن عريق يحمل بين ضفتي نهرينه وبين أحضان جباله شعباً ذا عمق في أصل تاريخ البشرية وتكوينها وتعايشها على مدى الآلاف السنين ، وهو ليس بذلك التساؤل الكبير والمحيّر عن عدم سلوك الآخرين في تلك الدول والبلدان لنفس ذلك النمط والنهج في تصدير الأزمات الداخلية واللعب بالأوراق الطائفية والعرقية والقومية لتحقيق مكاسب سياسية داخل بلدانهم بالرغم من كون واقع تلك الدول ليس بأحسن حالاً منا .فأيران تواجه عقوبات اقتصادية قاسية وقطيعة دولية واسعة بسبب مشروعها النووي وسياساتها الخارجية المرفوضة من كثير من دول الجوار منها ، وتركيا هي الاخرى ليست بأحسن حالا من جارتها ، فبرغم فوز اوردغان وحزبه في الانتخابات البرلمانية لكن ذلك لم يُسكت أفواه الآلاف من معارضيه في شوارع ومدن تركيا، بعد توعد اوردغان لحركة خدمة التي كانت حليفته بالأمس وآلد خصومه اليوم واتباعها داخل مؤسسات الدولة التركية ، أما أزمة قطر وعزلتها عن محيطها الخليجي بسبب أدوارها المتعددة في رسم وتطبيق أجندات الغرب فيما يخص مشروع الشرق الاوسط الجديد  ، وقلق السعوديون من المستقبل السياسي لحكمهم وما يواجهه أمراء ال سعود من صراعات داخلية ، كلها مشاكل وأمور مستعصية ومقلقة ومحل إزعاج يومي لتلك الدول والحكومات وكلهم جيران العراق ، فلم لم يطرق أيٍ منهم بابنا متباكياً كما يفعل الساسة العراقيون .

[email protected]