18 ديسمبر، 2024 5:49 م

بداياتٌ متقدّمة لمتغيّرات دولية للحرب الأوكرانية !

بداياتٌ متقدّمة لمتغيّرات دولية للحرب الأوكرانية !

 على الرغم من أنّ الحرب الأوكرانية – الروسية تختلف عن كل ما سواها من الحروب , عبرَ التأريخ الحديث والقديم .! , حيث لا عمليات اقتحامٍ واشتباكٍ فعليةٍ بين الجيشين المتقاتلين , وغالبيتها تقتصر على القصف المدفعي والصاروخي , بإستثناء التقدّم البطيء للقوات الروسية بعد التأكّد وضمان انهيار معظم الأهداف الأوكرانية المحددة , وانسحاب الجنود الأوكرانيين منها , ليتمّ الزحف نحوها والأستيلاء عليها جرّاء القصف الروسي المكثّف . ورغم كلّ ما جرى وما سيجري لاحقاً , كما وبالرغم من الخسائر الأوكرانية الفادحة وخصوصاً خسارة اراضٍ ومدنٍ واجزاءٍ من الدولة الأوكرانية ” وما يتبع ذلك ” , إلاّ أنّ الأبعاد الخارجية والدولية لهذه الحرب فتكاد توازي او تتفوّق على ما حصل في الداخل الأوكراني .! , فلم تعد النظرة الدولية لهذه الحرب كما كانت في بداياتها ولا حتى في اواسطها , فقد تشعّبت مستجدّات اخرى لا تقتصر على على الإنعكاسات الأقتصادية للدول الأوربية بشأن الغاز والنفط الروسي , ولا حتى الأزمة المحتملة الوقوع للنقص من تصدير القمح والحبوب الأوكرانية المتوقفة , والتي تشكّل نحو ثلث الأستيراد العالمي مع مثيلتها الروسية , فالأمر باتَ يتخّذُ أبعاداً أبعد وأوسع , ” فعلى الأقل , والى غاية الآن ! ” فمجرّد انتهاء الزيارة المشتركة الأخيرة لرؤساء المانيا وفرنسا وايطاليا ورومانيا الى العاصمة كييف , فما أن عاد المستشار الألماني ” اولاف شولتس ” الى بلده , حتّى ادلى بتصريحٍ لم يكن متوقعاً على الأصعدة او الصُعُد الألمانية والأوربية والدولية , حيثُ دعا الأطراف المعنيّة ” دون تسميتها ! ولا شكّ أنّ زيلينسكي في مقدّمتها ” الى ضرورة التحدّث مع موسكو بغية إيقاف هذه الحرب , واضاف المستشار الألماني شولتس عن ضرورةٍ مماثلة بأهميّةٍ عجلى لأن تتحدّث بعض الدول وبعض القادة والزعماء ” الذين لم يسمّهم ايضاً ” مع الرئيس بوتين شخصياً حول ما يمكن تسميته < بتنازلاتٍ اوكرانيةٍ مفترضةٍ مسبقاً > لإيقاف هذه الحرب .! , وعلى الأغلب فلم يكن الأمريكان والأنكليز ضمن ذلك , حيث يسعيان الى إطالة أمد الحرب الى مدياتٍ غير معروفة ولأسبابٍ معظمها داخلية ببلديهما , ومن نواحٍ معظمها حزبية , رغم أنّ بريطانيا غدت كذيلٍ ” الى حدٍّ ما ” في إتّباع ومبايعة السياسة الأمريكية ” على صعيد السياسة الخارجية ” ولأسبابٍ ومشتركاتٍ جمّة , وأقلّها اللغة الأنكليزية المشتركة .!

الى ذلك , فبجانب أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون , قد المحَ مؤخراً ” وربما بإستحياءٍ دبلوماسي ” الى ضرورة لجوء اوكرانيا للتفاوض مع الرّوس ” وهو ما يعني التنازلات ! ” , فيبدو من مجمل ذلك أنّ الموقف الأوربي قد يفرض نفسه على زيلينسكي للخضوع الى رغبات موسكو وتوجّهاتها , حيث لا بديل لذلك سوى إتّساع دائرة العنف وبما تتضرّر له المصالح الأوربية , ومعظم هذا الحديث يسبق أوانه ولكن نسبيّاً او أقلّ .!