18 ديسمبر، 2024 9:17 م

بداياتٌ لتصعيد التصعيد .!

بداياتٌ لتصعيد التصعيد .!

 عاد السبب الأوّل والستراتيجي لإضطرار روسيا لإجتياحِ اراضٍ ومناطقٍ محددة من اوكرانيا في 24  شباط – فبراير الماضي , عادَ من جديد ولكن بشكلٍ مجسّم واضخم وحتى اعظم .! , وإذ كان السبب الأول يرتبط بنيّة زيلينسكي بالإنضمام الى حلف الناتو , والذي يعني الوصول المفترض لقوات هذا الحلف الى الحدود الروسية , فالمسألة غدت اشدّ خطورة الآن بعد نجاح الهجوم الأوكراني الأخير بالوصول الى الحدود الروسية المتاخمة لأوكرانيا في بعض المناطق , والذي فهمته موسكو سريعاً بأحتمال تزويد الولايات المتحدة للجيش الأوكراني بصواريخ بعيدة المدى بأمكانها اصابة مدن واهداف داخل روسيا , وهذا ما صرّحت به ماريا زخاروفا – الناطقة بأسم الخارجية الروسية بأنّ حدوث مثل ذلك يعني تجاوز الأمريكان للخط الأحمر ” وليس الوصول اليه ! ” , وبذات السياق المتّصل – المتزامن , فقد اعقبَ تصريح زخاروفا بتصريحٍ للسفير الروسي في واشنطن السيد اناتولي انتونوف , بأنّ إمداد واشنطن لأوكرانيا بصواريخ يبلغ مداها 300 كيلومتر , فذلك يعني انخراط الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مع روسيا .

ننعطف او نعرج هنا جانباً للإشارة الى بعض خلفيات الهجوم الأوكراني الأخير الذي أزّم الوضع الدولي الآني , فطوال الشهور السابقة من الحرب , كان هنالك اسراف للجيش الأوكراني في استخدام قذائف المدفعية ضد الروس , والتي كان العديد منها لا تصيب اهدافها وتذهب هباءً منثورا .! , لكنه مؤخراً قاموا الأمريكان بتزويد القوات الأوكرانية بقذائف مدفعية – ذكية من نوع ” اكس كاليبر بمدى 57 كيلومتر وبتقنية عالية مرتبطة بالأقمار الصناعية بنظام GPS والذي معناه < نظام التموضع العالمي – Global Positioning System > والذي لا يمكن لأيّ قذيفةٍ إلاّ أن تصيب الهدف المعادي وبنسبة 100 \ 100 , حيث بجانب التمويه التكتيكي الأوكراني بالحشّد في الجنوب , والذي استقطبَ القوات الروسية الى تلك المنطقة , فهاجموا من الشمال وبأساليب التمويه والمخادعة وبالإستفادة القصوى من التصوير الجوي للأمريكان والأنكليز , وهذا ما مكّن من نجاح وسرعة نجاح وصول القوات الأوكرانية بأتجاه الحدود الروسية .

ننعطف هنا ثانيةً ولكن خارج هذه الإنعطافة الجانبية .

   تسارعت الأحداث خلال او مابين ال 48 72 ساعة الماضية , والتي بدأتها تصريحات الأمريكان استباقاً بأحتمال لجوء موسكو لإستخدام الأسلحة النووية ضد القوات الأوكرانية , مع تحذيراتٍ امريكيةٍ شديدة اللهجة بهذا الصدد < وتدخل وتلعب الحرب النفسية دوراً فاعلاً في ذلك , وقد يتجاوز الأمر ذلك عملياً > , وعلى ذات النغمة النووية ! فسارع المسؤولون الرّوس الى الإفصاح عن احتمالات لجوئهم لإستخدام اسلحةٍ نووية وفق العقيدة الروسية التي تبيح استخدامها لأهداف واغراضٍ دفاعية – استباقية لإبعادِ اخطارٍ قادمة تهدد الأمن القومي الروسي , وهذا ما يعني السرعة المفترضة للجوء الى استخدام هذا السلاح قبل وصولٍ مفترض لصواريخٍ امريكيةٍ بعيدة المدى ومتاخمة للحدود الروسية – الأوكرانية .! , و” القاسم المشترك الأعظم – وفق مصطلح الرياضيات ” في كلّ ذلك وسواه ! هو ازاحة او إبادة القوات الأوكرانية المتاخمة للحدود الروسية بأيٍّ من السبل وبالسرعة القصوى < وربما تأخّرت موسكو لذلك لحدّ الآن .! > , ونرى في رصد الإعلام على الأقل أنّ إبادة او ازاحة القوات الأوكرانية هناك قد تتمّ بوسائل عسكرية خاصة من دون استخداماتٍ نووية , ولا نحدد افتراضاً بأنها قد تضحى بأسلحةٍ جرثومية او تمسى باسلحةٍ كيميائية , سيّما أنّ لدى الأمريكان والروس اسلحةً اخرياتٍ غير معلنٍ عنها .! , ودخول الصين وكوريا الشمالية على الخط له ما له من أبعادٍ ودلالات .! والأوضاع الأمنيّة الستراتيجية الروسية لا تحتمل ولا تتحمّل اي تأخيرٍ وتباطؤ .!