23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

بداياتهم .. القاصة سعدية العبود

بداياتهم .. القاصة سعدية العبود

سعدية العبود قاصة من طراز خاص تحمل قصصها طابعا أخلاقيا يندر وجوده حاليا لكن مشكلتها تتفرع إلى شجنين الأول أنها لا تحب أن تكون تحت الأضواء مع أنها موجودة في المشهد الأدبي والثاني كسلها في مجال كتابة القصة القصيرة إذا لا تكتب إلا في فترات متباعدة رغم حضورها الملحوظ في التجمعات الأدبية والثقافية .. تتناثر قصصها على المواقع الثقافية وصفحات بعض الصحف رغم قلتها
تقول سعدية العبود عن بداياتها ..
البداية لم تكن وليدة الساعة بل موجودة في داخلنا تنتظر الساعة التي تطلقها،
ولدت وترعرت ودرست في الكوفة عاصمة الخلافة الاسلامية ومدينة البلاغة، لم يخل اي بيت نجفي من مكتبة، وكانت لدينا عامرة بكل صنوف الكتب، ربما لم اخترها لاني كنت الثامن من أصل عشرة أبناء فهناك من اختار خزائنها، ومع ذلك لم يكن محظور علي قراءة اي كتاب، فهي مطروحة القاريء، كانت اغلب الكتب التي تناولتها مؤلفات نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبدالله والمنفلوطي واجنحة جبران، ما ان انتهت العطلة الصيفية وانا انهي المتوسطة حتى امتدت يدي إلى كتاب فيه صورة امرأة تشبه دمى المسرح وكان المراة ليست لعبة الرجل للكاتب سلامة موسى، أدركت حينها اني لم استثمر العطلة كما يجب.
في يوم طلبت مدرسة اللغة العربية كتابة انشاء عنوانه وانا انتظر، لا أعلم كيف انطلق هذا الكم من الألم والمشاعر عندما كتبته ، وفي اليوم التالي دعتني مدرسة المادة ان اقراءه أمام الطالبات، كان صوتي يتحشرج وأشعر بالغصة وانا اتلوه.
كنت لي قدرة غريبة على حفظ القصائد الأدبية حتى كنت احفظ القصيدة التي اتابع تسميعها من قبلي لشقيقتي التي تسبقني بسنوات وكان يسبق القصيدة مقدمة عن. الشاعر والنقد ومناظرات أدبية، فكنت اقرا بين فقرات تسمبعها ما مكتوب وهذا ما جعل لي قدرة الخروج عن المقرر في مشاركتي في درس العربي مما حدا بمدرسة المادة الست سعاد شرع الإسلام وانا في السادس العلمي ان تقول (يمن شايلك يا سعدية وذابك بالادبي.)
بدايتي بالكتابة متاخرة حيث كانت في نبسان عام ٢٠٠٩.
كنت في المنصور مع ابنة شقيقتي نتحدث عن نوعية الفساتين التي نختارها وذلك اما محل للأزياء، وكانت صاحب المحل ينتظر انتهاء حوارنا كي ندلف المحل ونختار ما نشاء، هنا بادرني بالقول من انت، وماذا تعملين؟
أراك كاتبة او شيئ اخر، تلعثمت بالإجابة وقلت انا امرأة عادية، قال انا عامر رمزي اديب وكاتب وصحفي اكتب في مركز النور بإمكانك متابعتي.
بدأت اتعرف على مركز النور وكان لها ولعامر (رحمه الله) الفضل في الكتابة وكان ذلك بعد دعوة عامر للكتابة في ملف النور للتعايش وكانت مشاركتي في قصة حق الحياة كتبتها باسم مستعار وتفاجئت بكم التعليق من كتاب النور المعروفين.،و كان ذلك في شهر نيسان من العام المذكور.
ثم كانت مشاركتي الثانية عندما تلبدت السماء وكانت عبارة عن يوميات عشتها عام ٢٠٠٦ حيث اخترت منها الأحداث الرئيسة ، وقدبعثتها إلى الكاتب عامر رمزي حيث أجرى عليها تعديل بسيط ثم إعادها وطلب مني نشرها وتواصلت الكتابات في موقع النور حتى اواسط عام ٢٠١١.
تنوعت كتاباتي في مواقع وصحف ومجلات ورقية، ثم تقلصت الرغبة في الكتابة حتى باتت شحيحة،
بالرغم من حفظي للشعر الا اني لم اجرب الكتابة الا في مرة واحدة عندما تم تفجير وزارة العدل وذهب ضحيتها اطفال فكانت قصيدة لوحة لم تكتمل بعد، حيث كتبت
دوى صوت الانفجار
لم يسمعه الصغار
بعضهم ارتسم لوحة على الجدار
وبعضهم أراد أن يصبغ النهر
وبعضهم لم يجدوا له أثر
لكن الجاني انتصر
وقال العبرة لم اعتبر
صاح الأحد انا الاكثر ( إشارة إلى الأحد الدامي)
وصاحت الاربعاء انا الاكثر
وضحك منهم يوم آخر سيكون حصادي هو الأوفر
مادام الراعي لا يسهر
وترك الرتاج والخغر
بيد الروم والغجر.
كانت لي نية طباعة كتاب اجمع به شتات قصصي القصيرة من مواقع التواصل ولكن أجلت الفكرة،