18 ديسمبر، 2024 8:01 م

بداياتهم .. الشاعر رعد زامل

بداياتهم .. الشاعر رعد زامل

في حساب المثابات الشعرية يعتبر الشاعر الميساني رعد زامل هو المثابة التي تعقب حسب الشيخ جعفر وهو صوت شعري يتقدم كل الأصوات الشعرية في المنطقة .. شاعر مجدد اختار لنفسه خطا تميز به وتابعه الكثير من الشعراء وخلال السنين الماضية حفر لنفسه اسما مميزا في دروب الشعر على مستوى ميسان والجنوب والعراق والدول العربية إضافة لكونه مترجم مرموق وإداري ممتاز تولى أمانة اتحاد الأدباء في ميسان في دورات سابقة ويعد من أهم معالم ميسان الشعرية في الوقت الحالي إضافة لكونه انسان خلوق وحيي ويتمتع بحبه للناس وحبهم له رغم عدم حبه الأضواء..
يقول الشاعر رعد زامل عن بداياته
ذات أنهار وعطش
ترى هل صدفة كانت أم انه قدر ذاك الذي رسم ولادتي ظامئا في مدينة تنتشر فيها الأنهار انتشار الشرايين في القلب . حدث ذلك في صبيحة يوم 22 / 4 / 1969 ليس بعيدا عن ضفاف دجلة. لاهثة تركض بي الايام والسنوات . مرة ضاعت كرتي في مباراة خاسرة عند الساحة الواقعة على أطراف محلة الماجدية في مدينة العمارة ولكن بدلا من العثور على الكرة عثرت على ذراع جندي مجهول وقد بتر الذراع من المرفق وجفت عليه الدماء كان ذلك في سنة 1984حيث كانت الحرب على اشد نيرانها. لقد أيقظ ذلك الجندي في راسي الطفل جمرة من الأسئلة بعد أن واريت ذراعه الثرى.من حينها والكلمات تلسع شفتي من حينها والدنيا في راسي تدور. هكذا بدأت رحلتي مع البؤس ورحت امتهن الاحلام والكتابة لكي اهرب من ذلك الشبح الذي يسمونه الحرب.
تواريت طويلا في البساتين النائية وتعلقت بأكثر من زهرة وكنت على أثر كل فراشة أهيم. قرأت العشق في عيون القرويات. هكذا تماما دفعني خجلي المفرط الى ممارسة الصمت على رمال الشواطئ المحاذية لبيتنا القديم . عارفا بأسرار القصب أرى أثار أسلافي وراء قطيع الجواميس وهي تشق صفحة البردي لتدون عليها قصة الإنسان على حافات المياه. سمعت أنين الأسماك وهي مثلي تستغيث من العطش. لا اكترث كثيرا للكاميرات اعشق صورتي في عيون الفقراء وأمواج العزلة. ولدت على قصب يتوجني نايا لأنينه في يوم الشجن وحدي هنا حيث تركني أسلافي السومريون كلوح يجف تحت شمس النسيان.
فشكرا للمدينة التي أرضعتني الحزن من صدرها قبل الحليب
وتركت على سحنتي لون طينها الممزوج بالحزن.
شكرا لحسب الشيخ جعفر الذي أوصلني إلى مايكوفسكي ويسينين.
شكرا لخليل الخوري الذي تركني مثل غصن يذوي تحت ازهار بودلير.
شكرا للسياب الذي لم تزل “اجراس برجه” تقرع في قرارة الروح
أغنية الضياع
شكرا للقصيدة التي أتناولها قبل النوم
كأقراص مهدئة
فذراع واحد في الرأس
وجنود كثيرون
في العراء مثلي
يبحثون
عن شيء مبتور