11 أبريل، 2024 3:24 م
Search
Close this search box.

بخصوص الحراك الوطني بدون رأس ولا بوصلة !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

نعم .. وكما قال البروفسور والمفكر العراقي وأمين عام الجبهة الوطنية العراقية .. ” عبد الكاظم العبودي ” ( الثورة العراقية في الشارع .. لكن لا يوجد من يقودها ) !؟
أبداً لا نريد أن نحطّ من قيمة وقدر ونضال وجهاد وطموح أياً من الذين يحاولون بشكلٍ أو آخر رؤية بصيص الأمل في نهاية هذا النفق المظلم الذي خيّمَ على العراق منذ عام النكبة الثانية في تاريخ العراق عندما اجتاحه ودمره الغزو المغولي التتري عام 1258م , ولا نريد أيضاً أن نحبّط من عزيمة أحداً من أخواننا وشبابنا الرافض للذل والهوان والثائر على الظلم والطغيان الطائفي والفقروالجوع والبطالة واليأس وإنعدام الأمل تماماً بغدٍ أفضل .
يقول عملاق الشعر والأدب أبو الطيب المتنبي رحمه الله :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ويقول دوستويفسكي: اقسم لكم باغلظ الايمان ايها السادة ان شدة الادراك مرض ، مَرض خطير.
أما سيوران فيقول : الوعي لعنة مزمنة كارثة مهولة انه منفانا الحقيقي فالجهل وطن ، والوعي منفى .
اما كافكا فيقول : اذا كان هناك ما هو اشد خطورة من الافراط فى المخدرات فمن دون شك هو الافراط فى الوعي !؟.
لا يخفى على عاقل ولبيب .. كما أنني أعتقد جازماً لا يخفى حتى على نزلاء مستشفى الأمراض العقلية في الشماعية ما حدث ويحدث بعد مرور ما يربو على الــ 18 عشر عاماً , من الوعود الكاذبة والعهود والمواثيق التي قطعها ساسة العراق الجدد على أنفسهم !, والمشاريع الوهمية التي ذهبت مخصصاتها وميزانياتها الانفجارية أدراج الرياح ونزلت في جيوب حسابات الساسة والسادة !, خارج حياض الوطن المبتلى والمنكوب , ناهيكم عن عمليات الإلهاء في الحروب داخلية والخارجية التي ليس للعراق وشعبه فيها لا ناقة ولا بعير ولا بغل ..!!!, بل جميعها حروب مفتعلة ممنهجة ومدروسة ومبرمجة مع متطلبات العصر والقرن والنفوذ والتغلغل والتغول والاستهتار والصلف ذات الرؤوس الشيطانية الثلاثة كما هو الحلف الأمريكي الصهيوني الصفوي الأخطر في تاريخ وجود العرب , لتركيع المنطقة بالكامل , وخلق وإيجاد عدو وهمي وبعبع يقض مضاجع الحكام العرب ويخيفهم ويرعبهم على مدار قرون وليس عقود قادمة !؟, كما هما الثنائي المرح اللذان يتبادلان الأدوار فيما بينهما على أقل تقدير منذ احتلال الأحواز عام 1925 م مروراً باحتلال فلسطين عام 1948 وصولاً لاحتلال العراق عام 2003 , وسوريا وليبيا واليمن منذ عام 2011 , لتركيع العرب وشق صفوفهم ووحدتهم العربية والإسلامية كما هما ” إيران والكيان الصهيوني ” .
أيها السادة إن ما يجري من حراك شعبي ومحاولات يائسة بائسة يتيمة لإنقاذ وإنتشال العراق وشعبه من براثن العبودية والتبعية العمياء لهذا الطرف أو ذاك , وتخليصه من حقبة الجهل والتجهيل والتخلف وتعدد الاتجاهات والولاءات .. لا ولن تؤتي أكلها ولن تحقق أهدافها المرجوة حتى وإن استمرت لعقود قادمة بهذا الشكل وعلى هذا النهج !!!, لأن العراق بعد عام النكبة بات كالسفينة في بحر متلاطم الأمواج يقودها مئات وربما آلاف القبطان عديمي الضمير والوجدان والشرف والانتماء بالإضافة لإنعدام الخبرة !, ولهاذا لا ولن ترسو إلى بر الأمان في الأمد المنظور !؟, إلا في حالة واحدة فقط !, أولها أن يتسلح هذا الشعب بالعلم والوعي وينبذ الطائفية والعنصرية ومشتقاتهما , وثانياً أن ترفع كل من أمريكا وإيران وإسرائيل ودول الطوق أيديها عن التدخل السافرفي شؤون الشعب العراقي , وتوقف عمليات الابتزاز والبازار وشراء الذمم والولاءات واتباع سياسة الترغيب والترهيب والعزل والاقصاء والتهميش بحق أياً من العراقيين الذين يريدون الخير لوطنهم وشعبهم وإنقاذه من براثن الفوضى الخلاقة والهلاكة التي تنتهجها كلٌ من أمريكا وإسرائيل وإيران وحتى روسيا والصين في الشرق الأوسط !.
إن الولايات الأمريكية الشيطانية وحلفائها الظاهرين والخفيين عرفوا من أين تؤكل الكتف !, وهم سادة العارفين بتاريخ العالمين العربي والإسلامي وخبايا وأسرار المنطقة بعد أن تسلموا الراية ومفاتيح الشرق الأوسط من العجوز بريطانيا البغيضة أم الاحتلالات والنكبات وزرع الفتن بين العرب والمسلمين منذ سقوط دولة الخلافة العربية الإسلامية قبل ثمانية قرون وحتى يومنا هذا , وأن أي تغيير لم ولن يتم إلا من خلال الانقلابات العسكرية فقط , وأن الحل والربط والكلمة الفصل في جميع دول العالم الثالث بيد العسكر!؟, وليس من خلال صندوق الانتخابات أو الاستفاتاء الشعبي الحر النزيه , ولهذا كما تعرفون ليس من باب الصدفة بدءوا بعد حروب وحصار قاسي وتجويع واذلال وتركيع , تبعه غزو واجتياح واحتلال مباشر للعراق باتخاذ أهم خطوة على طريق إنهاء معالم الدولة العراقية وإلى الأبد لا قدر الله .. ألا وهي حلّ مؤسسة الجيش العراقي الوطني العريق التي كانت صمام أمان وحدة العراق وحامي بوابته الشرقية على مر العصور , لتحل محلها المؤسسة الدينية الطائفية الشوفينية العنصرية المقيتة !, ولتنصّب وتكون هي البديل والبوصلة الوحيدة التي تأمر وتنهى وتتدخل في جميع مفاصل الدولة والمجتمع والعائلة .. بما فيها سنّ الدستور والانتخابات المزعومة !, من خلال دعوة أتباعها من أبناء الشعب التصويت لهذا الحزب أو ذاك ؟, أو هذه الشخصية أو تلك .. إلخ , ولهذا كان ومازال الشعب وسيبقى مقيد العقل والبصر والبصيرة ومكتوف الأيدي لا حول ولا قوة ولا حل بيده .. يتطلع ويرنوا باتجاه الموسسة الدينية أو ما يسمى (المرجعية الشيعية ) !, بأنها هي المخلص الوحيد وبيدها الحل والربط فقط ؟؟؟, ولم ولن يأتي من خلال لا صناديق الاقتراع ولا إنقلاب عسكري مهما حاول أبناء العراق الغيارى والشرفاء تغيير واقع الحال المأساوي والمزري , ولهذا نراهم ومن يسيّرهم من خلف الكواليس ودهاليز المخابرات الدولية .. كلما لمع أو سطع نجم صابط عراقي كفوء يتم عزله واقصائه أو تصفيته كما حدث مؤخراً مع الساعدي ومن سبقه أو من سيسر على خطاه مستقبلاً , وكما ترون هذا الوطن وهذا الشعب يسير نحو المجهول , وسيبقى يراوح في مكانه إلى أجل غير مسمى !, وكما تعي وتعرف الشعوب الواعية بأن الأديان والمذاهب والعادات والتقاليد العشائرية والمناطقية عبر التاريخ البشري لم تبني قرية ..!, وليس وطن قوي مهاب الحدود وشعبه محفوظ الكرامة ومصان الحقوق , لأن الدين أياً كان .. عندما يدس أنفه في السياسة وإدارة الدولة تكون الأمور كما ترون مأساوية وكارثية , ولهذا ليس صدفة نهضت أوربا وقبلها أمريكا وحتى دول شرق آسيا وروسيا والصين والهند لم تكن على ما هي عليه وفي هذا الحال لولا التخلص من هيمنة الأديان وسطوة الكنيسة ودهاقنتها .
خاتمة القول : إن أبسط دليل على ما تقدم في متن المقال , هو أن رئيس الوزراء العراقي الحالي عادل عبد المهدي يدس أنفه ويتدخل ويتوسط لحل مشكلة عالمية وإقليمية كبرى بين أمريكا وإيران والسعودية ودول الخليج ..عصفت وما زالت تعصف بالشرق الأوسط منذ 40 عاماً أي منذ مجيء الخميني !, كبدت دول المنطة وعلى رأسها العراق .. منذ حرب الشمال مروراً بحرب إيران على العراق وما تلاها .. ملايين القتلى والجرحى والمعوقين والمختلين عقلياً والمشردين والمهجرين والنازحين والمغتربين .. ناهيك عن هدر ترليونات الدولارات في شراء الأسلحة وتغذيت الفتن والاقتتال الطائفي والقومي والإثني بين جميع شعوب المنطقة من بيروت وحتى باب المندب , كما هو حاصل في حرب اليمن العبثية لاستنزاف وتدمير جميع دول الخليج . في حين نفس هذا الرجل أي عادل عبد المهدي غير قادر على حل أبسط مشكلة عشائرية , أو حل قضية المغيبين والمفقودين , أو حتى دخول منطقة جرف الصخر ,ولماذا لا يستطيعون أهلها العودة إليها بالرغم من تحريرها من داعش ؟, أو التحقيق في جريمة سبايكر ومذبحة الزركه قرب النجف , أو كيف تم تسليم الموصل لداعش وملفات الفساد وسرقة وتهريب أموال العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب