23 ديسمبر، 2024 3:45 ص

بحيــرة الوجـع

بحيــرة الوجـع

ندما أتفقد اخبار العراق المحلية وأشاهد الصور الخاصة بفيضانات العراق مؤخرا في المنطقة الغربية ينتابني شعور بأن العراق ربما أنتهى وللأبد ! قد أكون شخصيا متشاؤم بعض الشي ! او ربما هي قساوة الصور التي نشاهدها من ضياع ارواح الناس بتلك النسبة العالية من الرخص(( فصدك مثل ميكولون أرخص شي هنا في العراق هو الأنسان)) او صور فقدان اهل تلك المناطق لممتلكاتهم المادية في وضح النهار مع تواجد العجز الحكومي لتخليصهم او حتى مد يد العون لهم ! فمن منا يرى ضياع بيته مثلا وسط بحيرات المياه التي وصلت حدودها حدود سطح المنازل مع الأسف ..هذا المشهد نجم عن تحطم السدود الغازنة للمياه في تلك المناطق وكما هو معروف بفعل تلك الجهات الأرهابية ..فتصورا ان اصبحت عمليات تفجير تلك السدود ((ظاهرة شائعة)) تسري في عموم العراق مستقبلا مالذي سيحصل بالظبط ؟ هل ستفكر بغرق بيتك مثلا ؟ او بيت جارك ؟ مالذي ستحاول فعله حينها هل تطير الى السماء مثلا ؟ وماهي السبل التي من المؤمل ان يوفرها لك الجهاز الحكومي لأسعافك واسعاف غيرك من المواطنين ان حلت تلك الكارثة في عموم العراق الحبيب .. بالفعل انها مأساة كبيرة لن يرحمنا منها الا الله سبحانه وتعالى .. فهنالك سدود عملاقة وكبيرة اخرى بالعراق وهي قديمة ايضا مع شديد الاسف فعمر كل سد لابد ان يتراوح مابين (10 الى 20) سنة اذا ماقورنت بباقي دول العالم الثالث , فسد الموصل مثلا الذي أشيع عنه قبل سنة أو أكثر من الأن بأنه يعاني من تشققات في جداره الداخلي ! ومنذ ذلك الحين يعمل الجهد الهندسي التابع للجهات ذات العلاقة على معالجة هذا الموقف الحرج ..هذا ماكذبه مسؤولي دائرة السدود والخزانات التابعة لوزارة الموارد المائية بلسان مسؤوليها في حلقة خاصة من حلقات برنامج عراقي (( أستقصائي)) كان يقدم ضمن شاشة قناة عراقية كانت قبل فترة تمتاز بالحيادية !! , حيث كذبت تلك الشائعات بحلقة خصصت عن قضية السدود وتأهيلها.. لقد طرحت في تلك الحلقة العديد من الرؤى والأسئلة المختارة المهمة التي تحدثت عن العمر النظامي المخصص للسدود وطرق تأهيلها واعادة بنائها وفوائدها وأخطارها ..وكان من أخطر تلك الاسئلة التي طرحت على الضيف المختص هو ماذا لو تحطم سد الموصل بالكامل لاسمح الله ؟ وماهي نسبة الضرر التي ممكن ان يسببه ذلك التحطم ؟ وهل هنالك استعداد تام لتلافي هكذا احتمال ؟ لم تكن اجابة ذلك المسؤول بشكل المرضي والمطمئن للمواطن الحائر في أمره !! لكنني اتذكر ماقاله ذلك المسؤول الحائر هو الأخر في أمره ! حين قال في حالة تحطم ذلك السد سوف تصل المياه الى مدينة بغداد بحدود اليوم الرابع ! تصورا اخوتي حجم الدمار الذي يمكن ان يحل بنا لاسمح الله لو وقعت تلك الكارثة فعراقنا اليوم لايعاني من ظاهرة الكوارث الطبيعية لكنه يعاني من ظاهرة اعنف واخطر وهي الكوارث الأنسانية مع الاسف .. لابد ان يتبين القارئ انني لست من تلك المناطق وعلى العكس تعود اصولي الى جنوب العراق اصلا ولكنني ارى في تلك الارض عراقيتها الاصيلة وعروبتها الراسخة ..ان تلك البحيرات الصناعية التي تسبح فيها بيوت ومنازل الابرياء في تلك المناطق اصبحت اليوم حقائق اعتادت عليها الضمائر وتعودت العيون على مشاهدتها متناسين كونها كوارث تتسبب في معاناة اهل تلك المناطق ..فسبحانك هو الخالق بقصة هذا البلد فحتى عندما تزوره بحيرات المياه فلابد أنها تغرق اهله بالمواجع ! ويكولون( الماي) خير , فجدتي رحمها الله كانت تعمل على توفير (سطل) من الماء صغير

ترشقه بعد خروجي من المنزل لكي اعاود الرجوع الى البيت بسلامة وامان …فكان هذا الماء يستبشر به ولايخاف منه مثل هذه الايام لانه معنى الحياة بالاصل ..وامسينا اليوم حتى قطرة الماء نخاف منها !!! فكل دول العالم تعمل قصار جهدها للحفاظ على طاقة المياه التي بحوذتها وتصرف الاموال الطائلة بغية استغلالها بالشكل الأفضل لتحقيق المكاسب والمنفعة لبلدها الا هذا العراق المسكين !! من منا لم يسمع الموسيقى العالمية الرائعة التي تعود الى الرواية العالمية التي حملت عنوان (بحيرة البجع ) والتي صورت قصة تلك الفتاة الجميلة (أوديت) التي تعجب بامير القلعة لكنها تقع في شر وظلم ساحر تلك القعلة الشرير الذي يحول تلك الفتاة الجميلة بغروب كل يوم الى بجعة بيضاء اللون تسبح في محيط تلك البحيرة المحيطة لتلك القعلة السوداء ..فذلك الساحر لايختلف شيئا عن قتلة داعش الذين يحاولون بذل قصار جهدهم لأتلاف تلك المدينة العراقية الابية وسرقة البسمة من وجوه اطفالها واهلها ..فبالفعل اليوم في تلك المنطقة الغربية من البلاد توجد مأساة اسمها (بحيرة الوجع) وجع مواطن فقد احد افراد عائلته نتيجة نيران خاطئة من الاقتتال داخل المدينة , وجع أم فقدت ابنها نتيجة نيران انهالت على بيتهم نتيجة اشتباه عسكري فيهم , وجع أي مواطن شريف تضرر من غرق محله او دكانه او بيته او اثاثه او كل مايملكه في هذه البقعة من الارض ..نحن نطالب الحكومة العراقية بالتعجيل بانهاء العمليات في تلك المناطق الملتهبة وطرد أي عنصر اجنبي في تلك البلاد وتعويض المتضررين والمهجرين من تلك المناطق الذي يعانون الأمرين .. والعمل على المعالجة الفورية لموضوع تلك السدود ببناء سدود جديدة لان العراق واحد من اغنى البلاد ولايحتاج للعطف المالي من أحد والحمد لله , والعمل على حماية السدود المتبقية في الاجزاء الاخرى من البلاد للحفاظ على الثروة المائية العراقية وبغية التحكم بمواردها بالشكل الصحيح بالطاقة وماشابه ذلك والعمل على تخصيص افواج حماية لتلك السدود لان اعتقد أي سد موجود افضل نفعا من الكثير من السياسيين الموجودين حاليا .. وحتى لو اراد العراق في يوم من الأيام صناعة بحيرات جديدة له فانه لن ينفذ المشروع بتلك الطرق العسكرية ولن نصنع لاهلنا وذوينا بحيرات وجع بدل من بجـــع …