18 ديسمبر، 2024 10:41 م

بحرين وصمود الشعب ودفاعه عن رموزه وعلمائه

بحرين وصمود الشعب ودفاعه عن رموزه وعلمائه

ماجرى في الدراز يشبه هجوما بربريا احتلاليا ضد ثلة مؤمنة مرابطة سلمية لاتملك غير الاحتجاج والتاكيد على الدفاع عن مرجع ورمز ديني كبير ومظلوم من قبل سلطة طاغية لاتعير رايا لشعبها ولاحقا .
النظام الخليفي اقدم على خطوة خطرة ومثيرة للتساؤل ولايمكن التبرير لها بكل المقاييس القانونية او الحقوقية الا انها خطوة سياسية مدمرة لاتخدم اي طرف بحراني سوى اعداء البحرين والمتربصين به من الامريكان والسعوديين والصهاينة , ان الخاسر الكبير في هذا العدوان وفي هذه الجريمة هو نظام ال خليفة الذي باع نفسه للسعوديين والامريكان والصهاينة ليرتكب اكبر جريمة ضد شعبه المسالم .
هذه الخطوة براي المراقبين تشكل الثمرة الاولى لقطاف جولة العنصري ترامب في المنطقة ضاربا بذلك عرض الحائط كل المعايير الحقوقية والانسانية والوطنية ومعتقدات وكرامة الشعب وتاريخه واعرافه .
هذه الخطوة تكشف ان النظام لم يكن سيد نفسه بقدر ماهو اداة ومامور ياتمر باوامر الاسياد الذين يدعمون ملكه الهزيل ويقدمونه قربانا لمخططاتهم المشؤومة في المنطقة .
الملفت ان النظام وبدلا من الصمت تجاه هذه الجريمة الدموية المروعة التي اهدرت دماء الابرياء بات يتباهى بهذه الجريمة لادراكه بان القوى الاستكبارية هي من تقف وراءه وتمنع المجتمع الدولي من اي تنديد او استنكار يمكن ان يصدر عنها .
وسخر ناشطون من تصريحات الخليفيين وأشاروا إلى أنها تؤكد “عبثية الهجوم الدموي على الدراز، وأنها فارغة من أي أهداف سياسية، وأهدافها لا تتعدى تفريغ شحن إضافية من الدموية والتدمير بعد أن فقد آل خليفة القدرة على السيطرة مع استمرار الاعتصام بالدراز أكثر من ١١ شهرا”.
ويشير مراقبون إلى أن العملية العسكرية الدموية ضد الدراز تتجه إلى فرض “الإقامة الجبرية” على الشيخ قاسم، من خلال فض الاعتصام حول منزله، وتحويل محيط منزله إلى ثكنة عسكرية، وهو ما دفع القوات الخليفية إلى شن حملات واسعة من اقتحام المنازل واعتقال العشرات من المواطنين، فيما تتحدث مصادر عن اعتقال ما لا يقل عن ١٠٠ من المواطنين، إضافة إلى الهجوم على منزل الشيخ قاسم، كما شوهدت القوات وهي تحتل سطح المنزل.
ويُشبّه سياسيون اجتياح الدراز ومحاصرة منزل الشيخ قاسم؛ بجريمة “يوم السبت” التي استهدفت بلدة بني جمرة ومنزل الراحل الشيخ عبد الأمير الجمري، بعد أن هاجمت قوات خليفية البلدة في الأول من أبريل من العام ١٩٩٥م في محاولة لإخماد انتفاضة التسعينات، واعتقلت الشيخ الجمري بعد سقوط عدد من الجرحى والشهداء. وبعد إطلاق سراح الشيخ في العام ١٩٩٩ فُرضت عليه الإقامة الجبرية حتى العام ٢٠٠١م.
ان هذه العصابة الخليفية وهي تقدم على اقتحام منزل الشيخ عيسى قاسم بعد ان مهدت لخطواتها هذه بخطوات اقتحام ساحة الفداء وسحق المعتصمين المسالمين وارتكاب مجزرة دموية ضدهم واعتقال المئات منهم قد اسقطت كل اوراق التوت عن وجهها القبيح ونزلت الى ساحة المواجهة متجاهلة كل دعوات العقل والضمير والوطن متجاوزة كل الخطوط الحمراء لتضع نفسها امام محاكمة التاريخ وامام غضبة الجماهير الثائرة .
ان الشعب البحريني الذي صدق في دفاعه عن رموزه ومرجعيته وقدم الغالي والنفيس من اجل قول كلمة الحق والدفاع عن مظلوميته لم يتراجع عن مواقفه وخياره هذا رغم كل هذه الاعمال الوحشية التي يقوم بها النظام الخليفي ولم يتاثر بها بل على العكس من ذلك سيزداد تصميما وارادة وتنظيما من اجل ردع الطغاة وردع الجريمة والدفاع عن المقدسات والرموز والقادة الاجلاء .
الشعب في بحرين الحسين هو شعب اصيل متجذر ومشبع بحب الشهادة والدفاع عن المقدسات ولن يتراجع او يهتز امام شهوة القتل الخليفية وامام مجازر مغول العصر , انه شعب معطاء ومكافح ويدرك ان الارادة اللهية معه وستقف الى جانب حقوقه لينتزع بالمحصلة تلك الحقوق ولينتصر بعد صبر وكدح وجهاد مرير وماضاع حق وراءه مطالب .