19 ديسمبر، 2024 12:50 ص

بحث قراني علمي عن الموت

بحث قراني علمي عن الموت

بسم الله الرحمن الرحيم

انَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80النمل)

ما معنى الموت وما هي حالاته …؟ الموت هو خروج الروح من البدن .وله حالات وعلامات .اولها ‏حشرجة الموت‏: الحشرجة هي تردد النفس في الحلق اما الغرغرة ‏ هي صوت النفس عند الموت .. .ثم تنتقل الحالة الى ‏غمرات الموت‏ هي شدته .

والغمرات بعدها سكرة الموت ..تعني الشدة .وينقسم الموت الى حالات .

منها:الْمَوْتُ الأَبْيَضُ :هو الْمَوْتُ الطَّبِيعِيُّ حين ينتهي اجل الإنسان ..والْمَوْتُ الأَحْمَرُ : (هي حالات القتل في كل حلاته). والْمَوْتُ الأَسْوَدُ : هو الموت خَنْقاً.. الْمَوْتُ الزُّؤَامُ : زَوَالُ الْحَيَاةِ بصورة مفاجئة .والموت خوفا ..

**** هناك موت يطلق على السفه مقابل (العقل والإِيمان)،قد ذكر القران صورة من الموتى الأحياء بلا أيمان ولا عقول{ أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتا ، في الضلالة فوصف الضال بالميت لانه هالك حائر ، فأحيا الله ،قلبه بالإيمان والتوفيق…

** ما معنى النور ..؟ للنور معنيين مادي ومعنوي … الأول : النُّورُ : هو الضَوْءٌ المنعكس من النار سواء شمس وقمر او كواكب او شمعة او مصباح يسمى ضوء ويشتق منه النور وهو مادي ..

القسم الثاني للنور :.. النُّورُ المعنوي يكون في الفكر المتنور .من يتمكن من خلال النور في عقله رؤية الأشْياءَ .. يُرِي بنور البصيرة .في زيارة الامام زين العابدين لعمه العباس ( ع)” واشهد انك كنت على بصيرة من أمرك ) معناها عقيدة القلب التي ترى الحق قال امير المؤمنين (ع)فـفـز بعلم تعش حيـا ً به أبــدا *** الناس موتى وأهل العلم أحياء ُ

** سمعنا عن كثير مِنَ العُمْيان مِثْلَ: (أبو العَلاءِ المعريِّ ولكنه يحمل بصيرة لم يحملها من له عيون سليمة .. كان يرى بالبَصِيرَةِ، مَا لَمْ يَـرَهُ غيرهُ ذَوي البَصَرِ. **لذلك العلوم والحقائق القرآنية تَحتَاجُ إلى بَصِـيرَةٍ ولَيْسَ فقط بَصَـرٍ:حواسنا الظاهرة أحيانا تعجز ان تعبر عما في عقولنا .. مثلا الحب والبغض لا يمكن ان نراه بأعيننا ولكن نراه ببصيرتنا ..الايمان بأي قضية . وطن او نبي او امام لا يمكن ان نراه بأعيننا ولكننا نراه ببصيرتنا ..كثيرا ما تَعْجَزُ حَوَاسُنا الظَاهِرَةُ عَنِ التعبيرِ عن الأشياء بِشَكْلٍ دقيق ، وقَدْ رَأى الرسُولُ (ص) بِبَصـيرَتِهِ لَـيْلـَةَ المِعْراجِ: (مَـا كَـذَبَ الـفُـؤادُ مَـا رأى , لَـقَـدْ رَأى مِـنْ آيَاتِ رَبِّهِ الــكُـبْرى) ُلاحظُ أنّ الرؤية كانتْ بالفؤاد، بَعْدَ أنْ أبْصَرَ بِبَصَرِهِ الشَريف: (مَــا زَاغَ الـبَصَـرُ ومَـا طَـغَـى)..

البَصَائِرُ نعمة من نعم الله أنْزَلَهَا لعباده .قالُ تعالى: (قَـد جَـاءَكُـمْ بَصَـائِـرُ مِـنْ رَبِّكُـمْ فَـمَـنْ أبْصَرَ فَلِـنَفْـسِـهِ ومَـنْ عـمِـيَ فَـعَـلَـيْـهَـا).. اذن العقل الباطن البصيرة له رؤية تحدد عقيدة الإنسان وهي أما في النور او في الظلام . ف “البصر والبصيرة”.. معجزتا العين والقلب وهما مفتاح الأسرار …

ثقب العين نرى منه ما تقع عيننا عليه .. هي النافذة لما نراه ماديا , بالعين تكتشف الأشياء, وتدفع الشر وتدرك المعارف والعلوم.يقول الله تعالى: ” ألم نجعل له عينين “،العين معجزة الخالق في جسم الإنسان، هى نافذة لرؤية العالم ومن خلالها تصل الى الروح، وأداة التفكر:” على الرغم من معجزات العين إلا أن هناك من يصر على أن الصدفة خلقت الكون والإنسان. ولا يعترفون بغير الماديات .كنور القلب.

اما البصيرة.. هي نور القلب ترى من خلاله ما وراء الأشياء، بالعين ننظر لكننا بالقلب نعي ونبصر: ” إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”.

***البصر سبب لأعظم الفتن، ومع غض البصر يغض القلب شهوته، يقول علماء الاخلاق : غض البصر مدرسة لتهذيب النفس حين يغض البصر يغض القلب شهوته، ويورث القلب نورا يظهر بالوجه، والجوارح، .. ** من يشاهد فيلما إباحيا، لا يكون الأمر مجرد مشاهدة، الموصلات تنشط الجنس في الدماغ كأن المرء يمارسها فعلا)، وصدق النبي(ص) قال :” والعينان تزنيان وزناهما النظر”. ومن مساوئ النظر( الحسد وإصابة العين) وعين الحسد منفذ أمراض النفس، العين طاقة تؤثر سلبا فى الإنسان ،ووقايتها قراءة المعوذتين.

*** أما العيون الممدوحة:هي العين التي تحرس في سبيل الله، بل مجمل الحراسة للمال والدماء والأعراض .. بعكس العين التي تراقب ارزاق الناس , وتبحث عن ثغرات في حياتهم .. والعين التي تبكي من خشية الله ..ثم العين التي تبكي لمصيبة ابي عبد الله .ورد فيها مدحها ..عن الصادق (ع) عن آبائه قال: قال أبي عبد الله الحسين(ع): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر. هنا الحسين حدد المؤمنين وبينهم من خلال القلب والعين . رقة ودمعة .. وعن الإمام علي بن موسى الرضا (ع): إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا وأورثنا الكرب والبلاء فعلى مثل الحسين فلبيك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام. .

*** ــــــــ هنا نتسائل. اذا كان الإنسان جسد وروح . الجسد واضح والرؤيا تأتي من العين , فهل ما في البصيرة التي هي مخفية علينا أي علاقة بخروج الروح ..؟ فَهُنَاكَ مَنْ يَنْظُرْ بِالبَصَرِ لَكِنَّهُ لاَ يَرى بِالبَصِيْرَةِ: (وتَراهُـمْ يَنْظُـرونَ إلَـيْكَ وهُـمْ لاَ يُبْصِـرونَ)أيْ: ينظرون بالبصَر ولكنْ لا يُبصرونَ بالبصيرة،كمن يعيش في ظلمة .

لا يهتدي إلى منفذ قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات … زعم بعضهم أن المراد بهذا المثل رجلان معينان ، فقيل : عمر بن الخطاب هو الذي كان ميتا فأحياه الله ، وجعل له نورا يمشي به في الناس وقيل : عمار بن ياسر . وأما الذي في الظلمات ليس بخارج منها : أبو جهل عمرو بن هشام والصحيح أن الآية عامة ، يدخل فيها كل مؤمن وكافر .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*** اوسع المفاهيم عن الموت تعرف المَوْتُ :انه ضدُّ الحياة .ومن ضمنه وما يراد به (ما يقابل العقل والإِيمان) لو طالب شرد من المدرسة، وذهب إلى الملاهي والحانات وغيرها وصحب رفقاء السوء،”حسب العين هو يستمتع بملذات الدنيا ) اما الطالب الملتزم بالدوام،يدرس، ويؤدي الواجبات، ويسهر بالدراسة .هذا سيصبح إنساناً محترماً في المجتمع،( فدائماً العين تغش) تنظر الى هذا انه في سعادة ومرح وذاك في سجن ببيته .. هذه نظرة البصر، ولكن انظر لمستقبلهم بالبصيرة ..الإنسان كلما هبط مستواه اعتمد على البصر، وكلما علا مستواه يعتمد على البصيرة، لذلك: أخطر شيء في تربية الأولاد: هو أن الطفل يتربى على الصورة، فإذا أريته إنساناً له زي ديني في حالة لا ترضي يكره الدين، وإذا أريته إنساناً منحرفاً في بحبوحة وحالة لا ترضي العقلاء يميل اليها لذلك أخطر شيء: حينما تربي الطفل من خلال الصورة، وهذه فرية جاءتنا من الغرب، وهي أن لا تلقي عليه كلاماً أعرض عليه صورة، فالصورة نتائجها مرَّغِبَة لانها تقليد اعمى تجعله يعيش في ظواهر الأشياء.

** وورد قوله (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشىِ بهِ في النَّاسِ) ،والآية التي بين أيدينا ( فإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى). الاية تعني ان الذين يعيشون بلا بصيرة لا نور لهم ولا يتأثرون بقول الله ..

عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (ص) قال: (يقال لأهل الجنة إن لكم أن تصِحُّوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً،( أي بؤس)وإن لكم أن تشُبُّوا فلا تهرَمُوا أبداً) وفعلا هذه مواصفات اهل الجنة وهو قوله تعالى: { ووقاهم عذاب الجحيم} أي مع هذا النعيم العظيم قد وقاهم ونجاهم عن العذاب الأليم، قال عزَّ وجلَّ: { فضلاً من ربك ذلك هو الفوز العظيم}

****إذن :انك لا تسمع الموتى يعني كل منحرف سواء كافر او مسلم فاسد لتركهم التدبر ببصيرتهم ؛ الآية لا تخص أحدا بل الجميع (فيمن علم الله أنه لا يؤمن).انك لا تسمع الصم الدعاء … هناك بعض الناس حين يسمعون كلمة طيبة يتفاعلون معها .. وتدمع عيونهم .. قضية بشر الحافي من أعظم القصص كان مضرب الأمثال في الزهد والورع ومن عباد الله الصالحين … أول أجداده دخل الإسلام على يد الإمام على (ع) أصله من تركمانستان في مرو وسكن بغداد، وصار من المشهورين فيها .وسبب توبته أنه رأى ورقة مكتوبًا فيها اسم الله تعالى، وقد داستها الأقدام، فأخذها واشترى طيبا طيبها ووضعها في شق حائط، فرأى في النوم قائلاً يقول له: يا بشر، طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، فلما تنبه من نومه تاب.. .

اما قصته عند الشيعة يقولون .. كان الإمام الكاظم ( ع) يمشي في الأزقّة يوماً فسمع غناءً ينبعث من أحد البيوت . في الأثناء خرجتْ فتاة ، فتوقّف الإمام وسلّم عليها, ثم سألها قائلاً : صاحب البيت حرٌّ أم عبد ؟ . فقالت متعجّبة : بل حرّ . فقال الإمام : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده .عادت الفتاة وسألها صاحب البيت بشرعن سبب تأخّرها فقالت : مرّ رجلٌ وسألني : صاحب البيت حرّ أم عبد . فقال بشر : وبماذا أجبتيه ؟ قالت الفتاة : قلت له : حرّ ، فقال لي : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده .أطرق بشر مفكراً ، وشعر بالكلمات تهزّ أعماقه ، فانطلق خلف الإمام حافياً يعلن توبته وعودته إلى أحضان الإيمان . ومن ذلك اليوم دُعي ببشر الحافي واشتهر بين الناس بزهده وعبادته .هذه قصة من راى ببصيرته ..

ــــــــــــ هل الموتى يَسمعون كلامَ الأحياء؟ اختلف العلماء في المسألة على أقوال:

القول الأول: ذهب بعضهم إلى نفي سماع الأموات للأحياء، وهو رأي السَّيدة عائشة وابن عباس وابن مسعود وعددا من الصحابة وهو مذهب الجمهور، فذهب جميع ائمة وعلماء المذاهب الإسلامية القدماء والحديثيون كالالباني وغيره من أئمة الأحناف، والمالكية،والحنابلة، في عدم سماع الأموات”،.حيث اخذوا الاية الاية بدون تاويل قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ).

** روى قتاده قال: “هذا مَثَلٌ ضربه الله للكافر، فكما لا يسمع الميتُ الدعاء كذلك لا يَسمع الكافر، ﴿ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ ﴾ أي: لو أن أصَمَّ ولَّى مُدبرًا ثم ناديتَه لم يَسمع، كذلك الكافرُ لا يسمع ولا ينتفع بما سمع… المهم فيه الميت لا يسمع..فثبت من هذه النُّقول عند المذاهب الإسلامية.. أن الموتى في قبورهم لا يسمعون، كالصُّمِّ إذا ولَّوْا مُدبرين. وهذا الذي فَهمته ام المؤمنين عائشةُ .واشتهر ذلك عنها في كتب السُّنة وذهب اليه جميع العلماء عندهم )..!!!

الدليل الثاني: قوله تعالى:(إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا يستدلون بهذه الاية أن الصالحين لا يسمعون بعد موتهم، فالموتى كلُّهم لا يسمعون.

الدليل الثالث: وفيه لوي عنق الحادثة لانها تتعارض مع اراءهم ..

(حديث قَليب بدر) أخرجه البخاري عن ابن عمر بن الخطاب قال: “وقف النبي – (ص) على قَليب بدرٍ فقال:(هل وَجدتم ما وَعد ربُّكم حقًّا؟)) ثم قال:(إنهم الآن يَسمعون ما أقولُ)، فذُكِر لعائشة فقالت: مفسره الموضوع إنما قال النبي (إنهم الآن يعلمون أنَّ الذي كنتُ أقول لهم هو الحق) ثم قرأت: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} ..

ولا ادري ما علاقة التذكير باصل الحادثة برمتها وتفاصيلها .. ذكرها البخاري ومسلم أيضًا من حديث أبي طلحة بن تيمة :”أن النبي (ص) أمرَ يوم بدرٍ بأربعةٍ وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في قليب وهي حفرة كبيرة قبر جماعي ..وكان إذا انتصرعلى قوم أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم امرهم بحفر قليب .. ورمى فيها كل خبيث قتل منهم في ذلك القليب وهذا بعد ثلاثة ايام .. فوقف على حافة القليب . وصار يُناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: ((يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، إنا قد وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعدكم ربُّكم حقًّا؟!)) فقال عمر: يا رسول الله، من تُكَلِّم هي أجسادٍ لا أرواح فيها؟! فقال رسول الله(ص) (والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع منهم).وما بينهم وبين ان ياخذهم الملائكة من مقامعه من حديد الا ان اشيح بوجهي عنهم . قال قتادة انهم لا يسمعون ولكن : “أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا لهم ونِقمة وندمًا”. ووجه الاستدلال بهذا الحديث انهم لا يسمعون الا هنا فقط ..

*** راي الشيعة في فهم الآية :.. يرى الشيعة ان الموقف تولد فيه قضية لم يعرفها الناس ان الموتى الذين خرجت ارواحهم من اجسادهم يسمعون .. ولذا ابدى عمر اعتراضه كانه ينبه النبي (ص) الى ما يعرفه من السلاف العرب وغيرهم . فقال منبها ( يا رسول الله اتكلم موتى وقد جيفوا .. فرد عليه بوضوح لا لبس فيه .. والذي بعثني بالحق نبيا ما انتم باسمع منهم ) هنا ادخل الاسلام مفهوما عقائديا وعقليا جديا ان الموتى يسمعون .. **

دليل اخر : أخرج الإمام أحمد أن النبي (ص) قال: (إن لله ملائكة سيَّاحين في الأرض، يُبلغونني عن أمتي السَّلام).يعني متى ما سلامنا على رسول الله من بعد أو قرب تحمله له الملائكة … (هذا الحديث في كتاب ابن حنبل)..

*** تلقين الميت : وقع علماء المذاهب الإسلامية في مشكلة تلقين الميت فنفوه . أليك رأي ابن باز:قال: التلقين للميت بعد الدفن لم يثبت عن النبي(ص) ولا عن ألصحابه. ,إنما ورد في حديثٍ (موضوع) عند الطبراني عن أبي أمامه الباهلي، هو ليس بثابت، ولا صحيح، يكرر انه موضوع،فيقول : ان جماعة من أهل الشام فعلوا ذلك،.. وهو بدعة لم تشرع، الميت على ما مات عليه، والتلقين قبل خروج الروح،

ويذكر حديثا ينسبه للنبي (ص) انه قال : لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله، يلقن قبل أن يموت هذه الكلمة العظيمة، وهي: (لا إله إلا الله)؛ لأنه: من كان آخر كلامه:لا إله إلا الله، دخل الجنة إذا قالها بصدق، وإخلاص ..

ولكن التحية والتسليم على النبي (ص) يمارسها جميع المسلمين , يقولون اللهم صل وسلم على النبي ..! فكيف يسمع النبي سلامنا اذن وهو ميت ..؟ قالوا ان النبي (ص) ” لا يسمع غير السلام من الكلام “فقط السلام .. ولكن الدعاء في دبر كل خطبة يقولون .. بعد الصلاة على النبي يقولون .. والسلام على ابي بكر وعمر وعثمان وعلي .اي انهم يمارسون عكس ما يقوله علماءهم ..

وهناك قول ان النبي (ص) يسمع السلام عن قرب (عند قرب ولا يسمع عن بعد ) .قال الشيخ الألباني :”لم أرَ مَن صرَّح بأن الميِّت يسمع سماعًا مطلقًا كما هو في حياته، ولا أظن عالمًا يقول به”.( انحصر الراي في السماع المادي)..

القول الثاني: ذهب فريق من أهل العلم إلى أن الموتى يسمعون في حالات ،ليس في كل الأحوال. وهناك فريق آخر رأى أنهم يسمعون في كل الأحوال، لكنَّهم لا يستطيعون الانتفاع بما يسمعونه أو حتى مجرَّد الردِّ.

**** راي الإمام ابن القيم في كتاب “الروح” (ص 60):”وأما قوله:﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ تدل على:(أن الكافر الميِّت القلب لا تقدر على إسماعه إسماعًا يَنتفع به، كما أن مَن في القبور لا تقدر على إسماعهم إسماعًا ينتفعون به، ولكن لم يُرد سبحانه أن أصحاب القبور لا يسمعون شيئًا البتَّةَ،

*** هذا الرأي لا يصمد أمام الحوادث الكثيرة .. منها ان النبي (ص) أخبر”أن الموتى يسمعون خَفق نعال المُشيِّعين؟ وأخبر أن قتلى بدر سمعوا كلامه وخطابه، (وشُرع السلام عليهم بصيغة الخطاب للحاضر) وهذا النص عن امير المؤمنين(ع).

” عليّ (ع) قال: من دخل المقابر فقال: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ،اَلسَّلامُ عَلى أهل لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ اَهْلِ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، يا اَهْلَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، يا لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، وَاحْشُرْنا فى زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلِىٌّ وَلِىُّ اللهِ، أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة وكفّر عنه وعن أبويه سيّئات خمسين سنة. … وفي رواية أخرى(( من أحسن ما يقال في المقابر اذا مررت عليهم أن تقف وتقول:{ اَللّـهُمَّ وَلِّهِمْ ما تَوَلَّوْا وَاحْشُرْهُمْ مَعَ مَنْ أحبوا.}.. اذن عدم اسماع الموتى هم الاحياء الذين صمت اذانهم عن سماع الحق من الله والرسول واهل البيت.

** هناك أشخاص احياء ليس لهم اهلية للاستماع .. الحديث معهم بمنزلة خطاب الميِّت والأصم، هذا هو الحق، ولكن لا ينفي إسماع الأرواح بعد الموت

قال الشيخ عمر الأشقر في كتاب “القيامة الصغرى”ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الميِّت يسمع قَرع نعال أصحابه، بعد وضعه في قبره؛ فعن أنس بن مالك أن رسول الله(ص) قال: (إن العبد إذا وُضِع في قبره، وتولَّى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم) اخرجه (مسلم).وموقف النبي (ص) على قليب بدر ذكره(البخاري).

واستدل فريق من أهل العلم بهذا الحديث على أن الموتى يسمعون، وممن ذهب إلى ذلك: ابن جرير الطبري وابن قُتيبة وغيرهما من العلماء.

وقال ابن أبي العز شارح الطحاوية (ص 85):”من قال: إن الميت ينتفع بقراءة القرآن عنده باعتبار سماعه كلامَ الله، فهذا لم يصحَّ عن أحد من الأئمة المشهورين، ولا شكَّ في سماعه، ولكن انتفاعه بالسَّماع لا يصحُّ، فإن ثواب الاستماع مشروط بالحياة، فإنه عمل اختياري، وقد انقطع بموته، بل ربما يتضرَّر ويتألم لكونه لم يمتثل أوامر الله ونواهيه،هذا الراي مخالف لقول النبي(ص) اذا مات المؤمن انقطع عمله من الدنيا الا بثلاث ..” صدقة جارية وعلم ينتفع به , وولد صالح يدعو له “.

ــــــــــ المَيِّتِ وَالتَّشْرِيحِ وَهَلْ يَسْمَعُ المَوْتَى الكَلَامَ؟

هلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَيْتَ يَتَأَلَّمُ جَسَدُهُ عِنْدَ الغُسْلِ وَيَجِبُ التَّعَامُلُ مَعَهُ بِرِفْقٍ؟ وهل الميت يتحمل الالم ..؟ وَمَا رَأْيُ الشَّارِعِ بِالتَّشْرِيحِ؟ وهَلْ الميت يَسْمَعُ كَلَامَ الأَحْيَاءِ عِنْدَ زِيَارَته ؟ وَإِنْ كَانَ لَا لِمَاذَا نَزُورُهُمْ وَمَا سَعَادَتُهُمْ بِالزِّيَارَةِ؟ ..

الجواب :.. الرِّفْقُ بِالمَيْتِ عِنْدَ تَغْسِيلِهِ مِنَ المُسْتَحَبَّاتِ المَنْصُوصِ عَلَيْهَا وَذَلِكَ احْتِرَامًا لِلمَيْتِ; لِأَنَّ حُرْمَةَ الأَمْوَاتِ كَحُرْمَتِهِمْ أَحْيَاءٌ. جَاءَ عَنْ الصَّادِقِ (عَ): إِذَا غَسَّلْتُمْ المَيْتَ فَأَرْفِقُوا بِهِ وَلَا تَعْصِرُوهُ وَلَّا تَغْمِزُوا لَهُ مَفْصَلًا: وَيُسْتَحَبُّ الرِّفْقُ به عند تَقْلِيبِهِ، وَسَائِرِ أُمُورِهِ احْتِرَامًا لَهُ فَإِنَّهُ مُشَبَّهٌ بِالحَيِّ فِي حُرْمَتِهِ. .أَمَّا تَشْرِيحُ المَيْتِ المُسْلِمِ ذَهَبَ الفُقَهَاءُ مِنْ الفَرِيقَيْنِ (إلى عَدَمِ جَوَازِهِ إِلَّا لِضَرُورة تَتَوَقَّفَ عَلىِ مَعْرِفَةُ أَمْرٍ مِنْ اخْتِصَاصٍ الطِبِّ، أَوْ رَفْعِ شُبْهَةٍ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا إِنْقَاذُ نَفْسٍ متهم .

جاء في رواية عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ يَسْأَلُ الإِمَامَ الكَاظِمَ (ع): عَنْ المَرْأَةِ تَمُوتُ وَوَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا؟ قَالَ: تُشَقُّ بَطْنُهَا، وَيُخْرَجُ وَلَدُهَا. ..َهُنَا تَوَقَّفَ إِنْقَاذُ الجَنِينِ عَلَى شَقِّ بَطْنِ الأُمِّ المَيْتَةِ فَأَجَازَ الإِمَامُ (عَ) ذَلِكَ. وَأَمَّا كَوْنُ المَيْتِ يَتَأَلَّمُ مِنْ هَذَا التَّشْرِيحِ أَوْ لَا، فَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ مَحَلَّ الأَلَمِ وَعَدَمِهِ هُوَعلى النفس ، لان الروح خَرَجَتْ مِنْ البَدَنِ فَلَا مَجَالَ لِتَأَلُّمِ المَيِّتِ بِعَمَلِيَّةِ التَّشْرِيحِ هَذِهِ، وَإِنَّمَا هِيَ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ الغَايَةُ مِنْهَا المُحَافَظَةُ عَلَى حُرْمَةِ المَيْتِ وَعَدَمُ انْتِهَاكِها، فَحُرْمَةُ المُسْلِمِ مَيْتًا كَحُرْمَتِهِ حَيًّا. ولذا حرم التمثيل.

وَأَمَّا سَمَاعُ المَوْتَى لِلكَلَامِ وَمَعْرِفَتُهُمْ بِمَنْ يَزُورُونَهُم وَيَرُدُّونَ السَّلَامَ عَلَيْهِمْ، فَهُوَ أَمْرٌ ثَابِتٌ عِنْدَ الفَرِيقَيْنِ، وَقَدْ تَوَاتَرَتْ بِهِ الأَخْبَارُ. عن ابْنُ القَيِّمِ فِي (كِتَابِ الرُّوحِ):

المَسْأَلَةُ الأُولَى: هَلْ يَعْرِفُ الأَمْوَاتُ زِيَارَةَ الأَحْيَاءِ وَسَلَامَهُمْ :قالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُرُّ عَلَى قَبْرِ أَخِيهِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ)،َهَذَا نَصٌّ أَنَّهُ يَعْرِفُهُ بِعَيْنِهِ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِ السَّلَامَ)وَقَدْ شَرَّعَ النَّبِيُّ (ص) لِأُمَّتِهِ إِذَا سَلَّمُوا عَلَى أَهْلِ القُبُورِ أَنْ يُخَاطِبُونَهمُ، بالقول: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمِ مُؤْمِنِينَ) .ـــــــــ اما في كربلاء

نظر ألإمام الحسين يمينا وشمالا فلم ير أحدا من اهله وأصحابه وأنصاره فنادى : يا مسلم بن عقيل ، ويا هاني بن عروة ، يا حبيب بن مظاهر ، يا زهير بن القين ، يا يزيد بن مظاهر . . . وسمى الكثير من أصحابه ثم قال : يا علي بن الحسين ، يا أبطال الصفا ويا فرسان الهيجاء ، مالي أناديكم فلا تجيبون وأدعوكم فلا تسمعون ، أنتم نيام ، أرجوكم تنتبهون ، أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه ، فهذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول ، فقوموا من نومتكم أيها الكرام ، وادفعوا عن حرم رسول الله الطغاة اللئام . . . ثم أنشأ يقول :

قوم إذا نودوا لدفع ملمة****والخيل بين مدعس ومكردس

لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا**يتهافتـون على ذهـاب ألأنفس

نصروا الحسين فيـا لهم من فتية *** عافوا الحياة ولبسوا من سندس

ثم ودع عياله ثانية ، وأمرهم بالصبر ، وقال استعدوا للبلاء ، وقال : «إعلموا أن ألله تعالى حاميكم وحافظكم ، وسينجيكم من شر ألأعداء ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من أقداركم». اجتمعن عليه ..

يخويه كول لا تخفي عليه … هذي روحتك لو بعد جيه … وان جان رايح هاي هي .. اخذني وياك عنك ما اكدر اصبر ..

ثم خرج وسمع صوت سكينة ..قف لي يا ابه .. سيطول بعدي يا سكينة! فاعلمي * منك البكاء إذا الحمام دهاني لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة * ما دام مني الروح في جثماني وإذا قتلت فأنت أولى بالذي * تأتينه يا خيرة النسوان! ..

يا ريست نروح كل احنا فداياك … دخذني للكبر يا حسين وياك .. مهي غيبه يا بويه وكعد اتناك .. واكلون مشو يومين ويجون ..

جرت المدامع يوم شمر شمرا .. عن ساعديه ومتن زينب اثرا ..صرخت ونادت والكفيلُ على الثرى ..انعم جواباً يا حسينُ اما ترى ……

شمر الخنا بالسوط ألم أضلعي