23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

بحث حول المكونات والإشكاليات والتوجهات والرؤى المستقبلية والتوازنات العالمية والمحلية لأفغانستان

بحث حول المكونات والإشكاليات والتوجهات والرؤى المستقبلية والتوازنات العالمية والمحلية لأفغانستان

1-أفغانستان :
*المكونات :
٦٠% تقريبا بشتون
٢٥% طاجيك
٦% أزبك
٦% هزاره” شيعة”
٤% أقليات دينية وعرقية
*الجغرافية : تحيطها ٧ دول،، الباكستان وإيران هما الاطول حدودا معها،، تحدها الصين من الشرق بحدود ٦٠كم فقط.
وهي دولة حبيسة أي ليس لها منفذ بحري.

2-الدولة الطالبانية الاولى :
*ولدت من رحم تناحر امراء الحرب الافغان عام ١٩٩٤- ١٩٩٦،، ولم يبقى خارج سيطرتها سوى احمد شاه مسعود بوادي بنشير شمال افغانستان.
* القاعدة :تواجدت القاعدة بافغانستان قبل ولادة طالبان ثم بايع اسامه بن لادن الملا محمد عمر ولكنه خدعه باستهداف امريكا دون علمه،،مذهبيا القاعدة وطالبان ليسوا متطابقين،،فمشروع القاعدة وداعش عالمي ومشروع طالبان محلي حيث لم تقم طالبان باي عمليات خارج حدودها الوطنية،، ولكنهم مع ذلك لديهم مشتركات دينية هامة!!
* مذهبهم : احناف،، سلفيين وماهم بسلفيين،، ليسوا سلفيين بالمعنى الحديث المتعارف عليه للسلفية المعاصرة،، وسلفيين بمعنى استدعائهم للنصوص الشرعية وسيّر ائمة الدين من صحابة وتابعين وائمة المذاهب وتطبيقها بالحكم.
* قلة خبرتهم وجمودهم اوقعهم ببعض الاخطاء بمرحلة حكمهم الاولى.

3- الاحتلال :
* قاتلت طالبان الامريكان طيلة ٢٠عاما. وماساعدها على التماسك و المطاولة هو :
وحدة القيادة،، عدالة القضية،،البناء العقائدي،،رغم انها فقدت ٢ من امرائها العامين واكثر من نصف قيادات الخط الاول،، ويبدو انه كان للباكستان دورا بتماسكها ودعمها.

4- الدولة الطالبانية الثانية :
* هناك اتفاق معلن تم توقيعه بشهر ٢ ٢٠٢٠ ينص على الخروج التام للامريكان وتسليم الحكم لطالبان بعد ١٤ شهرا من توقيع الاتفاقية،،فاين المفاجئة؟؟ كل مافي الامر كان الامريكان يريدون ابقاء كتيبة واحدة من بضع مئات لغاية ١١ ٩ ٢٠١٢ للاحتفال بالذكرى العشرين لاحتلال افغانستان وبعدها يغادرون والافغان لم يمنحوهم حق اجراء هذه الطقوس لانهم يعتبرونها مهينة لهم،، وهذا يذكرنا باحتلال فرنسا للجزائر حينما قررت فرنسا تحديد يوم لاعلان استقلال الجزائر ورفض الجزائريون وحددوا يوما اخرا مخالفا لهم.
* الاتفاقية واضحة وتنص على ان لا تكون افغانستان مقرا ولامررا للارهاب المستهدف لامريكا.
* التسامح : سمة لطالبان الجديدة ولكنه ليس التسامح الذي نعرفه وندعوا له وانما نسميه تسامحا مجازا.
وتمت الاشارة لهذه النقطة ضمنا بالاتفاقية.
* نص الاتفاق على احترام قواعد اللعب السياسي الاقليمي والدولي وخصوصا اتجاه الولايات المتحدة.
* قامت قطر بادخال كوادر طالبان المتقدمة بدورات متعددة بعد الاتفاقية لتاهيلهم للحكم ولتجنيبهم الاخطاء السابقة وهذا مانرى آثاره الان.

5- طالبان والتوازنات الدولية :
* الدولة الاكثر تضررا من صعود طالبان هي الصين فصعود طالبان وصفة امريكية لتفتيت الصين على مدى العقدين القادمين ثم تليها ايران بحجم الضرر ولكن كما ذكرت الهدف الاكبر هو الصين!!! والدول الاسرع اعترافا بها هي الاكثر قلقا منها!!
* دعم الاقليات لايحتاج لامكانيات كبيرة وكل مايحتاجه هو ملاذات امنه وشئ يسير من الدعم! وهذا ماسيكون من دعم طالبان للاقلية المسلمة بالصين!!
* الدول الاكثر استفادة من صعود طالبان هي الباكستان لانها ستساعدها على اعادة التوازن مع ايران والهند والصين وتليها تركيا لانها ستساعدها على اعادة التوازن مع ايران وستكون امتدادا لتركمانستان التي تدعمها تركيا،، وكذلك ستحمل طالبان عبئ التشدد الاسلامي عن كاهل تركيا وستتناغم معها وسيعود العالم لينظر لتركيا على انها تمثل الاعتدال الاسلامي في الوقت الذي تتهم فيه حاليا برعاية الاسلاميين.
* العلاقات مع الدول الاسلامية التي ترفع لواء العلمانية والانفتاح لن تكون بخير وتحديدا السعودية والامارات.
* العراق : ستتقلص الضغوطات التي يتعرض لها العراق خاصة والمشرق العربي عامة،، حيث فتحت جبهة اخرى تستقطب اللاعبين الدوليين والاقليميين بعيدا عنا.
*افغانستان ليست المسار الاوحد ولا الاهم لطريق الحريق فهناك مسارات متعددة لطريق الحرير احدها يمر بافغانستان وليس اهمها!! وتعطيل احد مسارات طريق الحرير لن يوقف الصين الذي سيوقف الصين هو تفتيتها من الداخل على المدى البعيد!!!
* كل جيران افغانستان يفكرون بهذه اللحظه عن انسب الطرق واقلها كلفة لدعم اعداء طالبان من الافغان وتحديدا تحالف الشمال الطاجيكي.
* فرنسا : من سيتصدى علنا لطالبان؟؟ فدول اقليمها تخشى ذلك لان طالبان سترد بدعم الاقليات والمتشددين وهو المطلوب امريكيا،، من الدول الكبرى ستسند المهمة لفرنسا بسبب محدودية مصالحها بافغانستان واقليمها وبالتالي لاخشية من مهاجمتها بالاقليم،، ونقطة ارتكاز فرنسا هي رعايتها لتحالف الشمال” احمد شاه مسعود” منذ الدولة الطالبانية الاولى واعادت العلاقة مع ولده الان.
ومن الدول المجاورة لافغانستان هناك دولتين مرشحتين لدعم اعداء طالبان بالداخل لوجستيا وهما اوزبكستان وطاجيكستان لوجود تواصل جغرافي لهما مع تحالف الشمال.