23 ديسمبر، 2024 5:09 ص

بجــدارة الوزيــــره آن نافع أوسي يمكن للعراق ان ينهض

بجــدارة الوزيــــره آن نافع أوسي يمكن للعراق ان ينهض

العنصرية والطائفيه والشوفينيه , ثلاثيه مكروهه في نظر كل ذي عقل متفتح ومحب للعيش الكريم فيها بخس صارخ لحق الانسان وقيمته إما بسبب الجنس او العرق او الدين , ثلاثيه فايروسيه تعتاش في العقول المريضه .لذا خشيتي مما سأحكيه عن هذه الوزيره الجريئه على اعتبارها غير مسلمه , ان اتشبه بواحدة من هذه الفايروسات القاتله التي احسب نفسي وشعبي احد ضحاياها , لكن مقتي لها يزداد يوما بعد يوم مع ازدياد الكوارث التي تسببها .
الدكتوره المهندسه آن أوسي, تم تشريفها بتولي حقيبة وزيرة للإعمار ضمن الحملة المسماة بالاصلاح الوزاري, ليس لي أي إطلاع إن كان للسيده الوزيره اي انتماء سياسي, كل ما أعرفه عنهاهو انها غير مسلمه كما توارد في الإعلام بل مسيحيه لا أعرف إن كان لها اهتمام بانتمائها القومي ( الكلدواشوري السرياني او الأرمني)أم لا ,كل ما اعرفه سأحكيه بعد ان إستهلت مهام عملها كوزيره بتصريحات وتحديات تنم عن ثقافه وطنيه متسلحه بجرأه ملفته للانتباه , فجاء اول تصريح لها بعد استلامها المنصب وممارسة عملها صرحت قائلةً للمسؤولين :
” لا تدرجوا إسمي في سجل الرواتب, لا أريد راتبا, ولا سيارات ولا (هوسه) , اريد أن أخدم بلدي , وأطالب جميع البرلمانييين والأحزاب بعدم التدخل في عملي, لا اقبل اي تدخل واية وساطه, الكل عندي سواسيه , سوف لا أغير مسكني الذي أسكنه, ولا سيارتي ( السنتافيا) التي أمتلكها , كما لا اريد حمايات ومن يتكلم من الموظفين بأي حزب داخل الوزاره سافصله مهما كان إنتماؤه”. رساله تحدي واضحه لزمرة السراق والحراميه الذين دفعهم فسادهم المتقع وفسقهم الوحشي الى ان يمطروا بيتها بوابل من الرصاص , فجاء ردها صفعة أخرى بوجه الفاسدين إذ قالت وبكل جرأه واصرار :
(( هذه المحاولات الارهابيه الجبانه لن تثنيني عن مواصلة العطاء وتقديم الخدمات للمواطنين وتسخير كل الامكانات الممكنه في سبيل توفير الاجواء المناسبه لعودة النازحين واعمار المناطق المحرره )) .
السيده آن عراقيه بدرجة دكتوراه في اختصاصها الهندسي , تتصرف وتتحدث بقدر نقاء انتمائها لوطن آبائها وأجدادها وبثقتها العاليه بخبرتها, والا ما جازفت و ابدت استعدادها للتضحيه وتحديها للفاسدين , فهي منذ اول لحظه استلامها للمنصب , شددت وبتحدي على انها قادره على فعل ما لم يستطع القيام به اشباه الرجال الذين ملأوا حساباتهم في بنوك الغرب من اموال الشعب المسروقه, فدشنت مهامها الوزاريه في ذهابها بقامتها الى الفلــوجه المنكوبه كي تشرف بنفسها على عمليات اعمار وتنظيف البلده وتهيأتها لعودة اهلها الى مساكنهم خلال عطلة عيد الأضحى.,لم تضع في بالها الى اي قوم او دين او مذهب ينتمي اهل الفلوجة يكفي انهم عراقيون وخدمتهم واجب عليها كونها وزيره, فقد أعلنت وزارتها عن إتمام رفع عشرين الف طن من النفايات والانقاض ضمن حملة تقودها الوزاره في الفلوجه والصقلاويه والكرمه التابعه لمحافظة الانبار تمهيدا لعودة النازحين, وهي التي وعدت أهالي البصرة بجعل محافظتهم باريس العراق..
أما الحديث عن أفضال الاحزاب والكتل الثلاث المتنفذه , فقد أغرقوا بطائفيتهم وشوفينيتهم مناصب البلاد بنكرات نماذج جاهله لم يسعها بعلمها وفهمها سوى تدبير الحيل لتمرير عملياتها الفاسده , نبالغ لا بل
سنكذب لو قلنا عكس ذلك أو حاولنا هناك تشبيه أحدهم بوطنية ومثابرة هذه الوزيره العراقيه ,حيث اننا لم نسمع عن اي وزير منهم رفض الامتيازات بالطريقه التي صرحت بها , كل ما سمعناه عن الطائفيين و بعظمة ألسنهم وبملئ افواههم إعترافهم وفضحهم أنفسهم بأنهم تقاسموا الكعكة محاصصاتيا , فسرقوا المليارات وصرفوها على افواج حماياتهم وتكاليف نقلهم جوا ً في اجازاتهم , وتلقوا الرشاوى لتعيين المحسوب والمنسوب للحزب والعائله وللعشيره .
قبل ايام ,نشر الكاتب الدكتور علي القريشي على موقع البيّنه, مقالا جميلا بعنوان ” الوزيره المسيحيه والقدوه السياسيه” قال فيه: الحقيقه ان الوزيره اذا ما طبقت بالفعل برنامجها , لا أظن انها ستبقى في منصبها طويلا,قد ترهقها الضغوط والمعاكسات فتضطر لتقديم استقالتها .., معللا كلامه بالواقع الفاسد المستشري الذي لا يطيق عملا منافسا قوامه النزاهة والامانه. وجنابه محق في تعليله وتشخيصه لمكمن الخلل.
ونحن بدورنا نتساءل, متـــــى ستــُزاح الغمه الطائفيه والعنصريه عن كاهل الشعب , ومن سيلقي بحراميييها المحاصصين في مزبلة التاريخ كي ينهض العراق, لقد دمروا العراق وشعبه بمحاصصاتهم الفاسده وما زالوا يصرون على البقاء , ليرفع العراقيون اصواتهم بوجه الطائفيين ويطالبوا العالم بفسح المجال قليلا لتسليم مسؤوليات مهام إنهاض العراق واعادة إعماره الى ابناء وبنات الفصيله الاجتماعيه والثقافيه التي تنتمي اليها السيده آن نافع , أين هم مثقفوا العراق ووطنيوه كي يدعموا قليلا مثل هذه النماذج الراقيه التي تقدم درسا بليغا يتعلم فيه الاخرون بأن حب الوطن ليس في زيف لبس المحابس والعمامات , وبناء الاصرح الوطنيه الشامخه لا يحدده عدد المصفحات وافواج الحمايات .
العراق فيه الكثير من امثال السيده آن, لكنكم حاربتموهم بأسم الدين والقوميه و بشتى الحجج و الوسائل والتلفيقات لأنهم ملح الأرض التي تحافظ على نكهة الوطنيه ولا تفسدها كما فعلتم , إستبحتم أملاكهم وأموالهم بعد ذبحهم وتهجيرهم قسريا , لأنهم الشريحه التي تثبت يوما بعد يوم بان العراق من اقصى شماله الى اقصى جنوبه كان دينهم ومعبودهم قبل ظهور الاديان ولحد الان, دعوا الاخطبوط الديني والمذهبي جانبا , كلكم تتكلمون في شعاراتكم وخطبكم حول حب العراق ووحدته , لكنكم انتم من سرقه وانتم من بعثر شعبه , وانتم من دمره وانتم من سيقسمه و بسبب تفاهات صراعاتكم المذهبيه والقوميه الشوفينيه جلبتم للشعب والوطن الويل والقهر على يد ابخس المجاميع البشريه , حيث بسبب عنجهيتكم وانشغالكم بأتفه الامور , جيئ لنا بجرذان الدواعش الذين عاثوا فسادا في قرى وبلدات هذه الشريحه الوطنيه المخلصه , عودوا الى رشدكم إن كنتم حقا تحبون العراق وتودون اصلاحه وتعميره , طالبوا بتكليف العراقيين الاصلاء من خارج مكوناتكم السياسيه الفاشله لكي تعاد للعراق هيبته في تعميره والقضاء على فاسديه.
الوطــــن والشعب من وراء القصد