22 ديسمبر، 2024 9:50 م

باي باي اوباما .. سيرة وتراث خاذل البشرية!

باي باي اوباما .. سيرة وتراث خاذل البشرية!

تنتهي اليوم الجمعة وللابد ولاية الرئيس اوباما مع حفل الافتتاح الجديد لتسليم القيادة رسميا لدونالد ترامب في واشنطن العاصمة. وسيبدا عهد جديد كتب وسيكتب عنه الكثير مع انه لازال في غياهب المستقبل غير المحسوم. لكنه بنفس الوقت فرصة لتقييم ومراجعة عهد كامل طال سنوات من حياة وتاريخ العالم نراقب اليوم طي اخر صفحة منه, اشرف عليه وتراس اقوى مناصبه باراك اوباما الذي كنا ننظر له بشكل مختلف تماما في حفال تدشين عصره قبل 8 سنوات بالضبط. فقد كانت كلمته الاولى التي بشر وربما خدع بها العالم هي “التغيير”, بينما ونحن نصل لاخر محطة معه لانجد تغييرا حقيقيا يذكر او يحسب له منذ 2009, ان لم يكن تغييرا نحو الاسوأ وبمجالات كثيرة. والان يتبين لنا صدق ودقة ما نقلته احدى صديقاته السابقات حينما ذكرت عن لسانه قوله ان التغيير عنده هو الجهد المخلص الواعي لضغط زر التوقف او التمهل  PAUSE button عندما تحين فرصة اتخاذ القرارات المصيرية لمعرفة الاتجاه المطلوب اتخاذه! وهذا يلخص كل مفهوم وعهد ومدرسة وحكمة اوباما التي تركها للتاريخ حتى الان.
 
وقد يكون الرئيس الامريكي رقم 44 باراك حسين اوباما هو افشل رئيس في تاريخ الولايات المتحدة من وجهة نظر البعض مع انه فاز بسهولة بدورتين انتخابيتن وعلى مرشحين جمهوريين لاتنقصهم الخبرة والكفاءة والدهاء (ماكين ورومني) وعلى هيلاري كلنتون ضمن حزبه الديمقراطي عام 2008 بترشحه الاول. وقد يعتبره البعض جبانا ومترددا وخاصة في سياساته الخارجية وفي تناوله للازمة السورية بالذات مع انه كان مبادرا لرفع اعداد قواته في افغانستان بمراحل ما من رئاسته قبل ان يسحبها شبه كليا لاحقا. وبينما البعض يرى في اوباما جهلا وضعفا بسياسته الخارجية وركوعا للصين وروسيا, هناك من يقول ان ذلك حصافة وعدم تهور وان العصر لم يعد يتحمل حماقات ومجازفات غير محسوبة. ولكن بالتاكيد كانت خيبة الامل العالمية من فترة حكمه تتناسب مع حجم التوقع والتفاؤل الذي عاشه العالم وهو يرى لاول مرة اسودا رفيعا ذا كاريزما خاصة وحلو اللسان ومن اصول افريقية اسلامية ومن خارج المنظومة البيضاء النخبوية الاقطاعية الراسمالية التي تعودنا عليها وعلى عنجهيتها في رئاسة البيت الابيض. فبكل تاكيد كان يمكن لاوباما ان يقدم لامريكا وللعالم اكثر مما حققه خلال 2922 يوما من حكمه. ويبدو ان الماكنة الاعلامية الامريكية والعالمية وهي ذات توجهات يسارية بطبعها, هي من سوقت لنا هذا المخلص المتلون دينيا حسب المصالح ذا الطبع الاشتراكي الموروث في عائلته الذي لم نر منه حتى اخر ايامه سوى كلام بكلام انجلى الصبح اخيرا عن فراغه, مع ان نفس الماكنة فشلت في فرض خليفته.
 
وجهة نظرنا كمواطنين غير امريكيين تختلف بالتاكيد عن وجهة نظر الامريكان. فما توقعناه وأملناه من باراك اوباما هو ليس الشيىء نفسه الذي يدور في عقول ودواخل الامريكان فلهم حساباتهم وتوقعاتهم ولنا غيرها. والصورة بالنسبة لهم مختلفة تماما عنا. اوباما صعد نجمه عندهم كمعارض للحرب في العراق ولسياسة بوش الابن الذي اخفق الى حد كبير في ترويض الوضع العراقي وفي تقديم صورة مقنعة لشعبه عن امكانية نجاحه في استقرار الوضع العراقي والعالمي. فكان اوباما يتوعد بسحب كل الجنود الامريكان حالما يستلم الحكم وبانه لن يزج اي جندي امريكي باي حرب اخرى باي مكان في العالم. كما كانت امريكا والعالم الغربي يمرون باكبر ازمة اقتصادية منذ عقود وانهيار بسوق العقارات والمال فوعدهم بمحفزات للاقتصاد وضوابط على البنوك والقروض والفوائد اذا تم انتخابه. وقد اوفى اوباما بهذين الوعدين للشعب الامريكي الذي انتخبه ولو صوريا او مرحليا. اما بالنسبة لنا فاولوياتنا عالميا هي القضاء على الدكتاتوريات والانظمة الفاسدة ومكامن الارهاب ونشر الديمقراطية والرخاء والليبرالية والحرية.
 
ان سيرة حياة بارك اوباما قبل توليه الرئاسة هي اكثر الهاما وحماسا وجديرة بالتتبع والاقتداء من سيرته بعد توليه الرئاسة الامريكية يوم 20 كانون الثاني 2009 بعمر 47 سنة. فهذا الشاب الاسود “كالقير” كما يصف هو نفسه او ابيه ولد لأمراة بيضاء كالثلج اسمها آن دنهام في جزر هاواي ذات التنوع والتعدد الثقافي والعرقي. وهو ليس اول رئيس امريكي بالتاريخ يولد خارج الاراضي المتصلة لامريكا وانما ايضا الاول من اب مسلم وغير امريكي واسود. كان والده في بعثة من كينيا لدراسة الاقتصاد في هونولولو. والتقى بامه آن دنهام في دورة لتعلم اللغة الروسية! بينما كان متزوجا اصلا وله 8 ابناء من زوجاته. ولم يطل به البقاء مع ام اوباما طويلا ولم يرع او يربي ابنه. وانما عاد لكينيا بعد فترة ليتزوج ثالثة ويموت بحادث سيارة عام 1982. ومع ان اوباما لم يلتق بوالده سوى مرتين لفترة قصيرة (1971 + 1981) او يتاثر به كثيرا ولكنه استطاع جمع الملايين من الدولارات متخذا من والده محورا للتامل والسرد والتنظير من خلال كتابه الذي الفه عام 1995 بعنوان “احلام من ابي”. وقد وصل دخل اوباما من مبيعات هذا الكتاب لحدود مليوني دولار في سنة 2005 مثلا حينما كان لايزال سيناتورا.
 
بعد الاب الكيني تعرفت امه في هاواي ايضا على الاندونيسي المسلم لولو سويتورو لتتزوجه وتسافر معه الى بلده. وفي جاكارتا درس اوباما الابتدائية بمدرسة كاثوليكية ليعود الى هاواي مع جديه من امه ليكمل الثانوية. وانتقل لامريكا القارية لاول مرة الى كلية في كاليفورنيا Occidental College  ليدرس درجة تحضيرية لسنتين قبل ان ان ينخرط عام 1981 بدراسة العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا في نيويورك بعد رحلة صيف ذاك العام الى كينيا واندونيسيا وشبه القارة الهندية. وفي مدينة نيويورك العملاقة بدأت اول بوادر نبوغه السياسي والتنظيمي والحركي من خلال المشاركة بالمظاهرات والنشاطات المجتمعية للكنيسة. لكنه انتقل منها بعد تخرجه عام 1983 الى شيكاغو ليصعد نجمه سريعا خاصة مع التحاقه بكلية القانون بجامعة شيكاغو عام 1988 ليتراس مجلتها الحقوقية كاول اسود بتاريخها. والتقى بالسنة التالية ميشيل روبنسون ليخطبها رسميا مع تخرجه عام 1991 ويتزوجها بالعام التالي لتصبح ميشيل اوباما. فبدات هنا الصحافة وقنوات الاعلام وهي يسارية بمعظمها متابعته والتهليل له حتى اصدر كتابه الاول 1995 وترشح بعدها لمجلس شيوخ ولاية الينوي ليفوز ب 3 دورات بين 1997 الى 2004. ومع انه فشل عام 2000 في الفوز بمقعد برلماني فيدرالي لكنه نجح بالصعود كسيناتور بمجلس الشيوخ الامريكي منذ عام 2004 حتى توليه الرئاسة.
 
معظم ان لم تكن جميع منجزات اوباما التي حققها كليا او جزئيا والتي ستذكر كتراث له في سيرته كانت في دورته الرئاسية الاولى بين 2009 الى 2012. اما دورته الثانية فكانت بلا طعم ولا لون وقضاها في مماحكة الكونغرس الجمهوري بدون اللجوء الى اصدار اوامر رئاسية ملزمة ذات ذكر او جرأة مع انها من صلاحياته الدستورية وعادة ما يلجأ لها رؤساء امريكا عند الضرورة. فداخليا اعلن ببواكير ايامه عن برنامج التحفيز الاقتصادي لضخ سيولة كبيرة اوقفت الى حد كبير الكساد العظيم الذي كانت تعاني منه الاسواق, وخفض الضرائب عن البعض واصدر قانونا للعمل وقوانين لحماية المستهلكين والمستاجرين واصلاح وول ستريت و مبادرة “لاتسال لاتجيب” لدعم وحماية حقوق الشاذين جنسيا وغيرها المشاريع التي كانت كوبي بيست عن القوانين والمشاريع التي كان يتبناها ويروج لها في شيكاغو اثناء عمله بمجلس شيوخها ولم تكن مبادرات عبقرية يتوصل اليها اثناء ومن خبرة ومسؤولية وموقع الرئاسة. اما اهم قوانينه الداخلية واكثرها مثار للجدل فهو قانون حماية المرضى الذي يعرف ب اوباماكير والذي خفض تكاليف العلاج عن الكثير لكنه لم يصل حد مجانية الصحة على غرار برنامج الصحة الوطني NHS البريطاني مع عيوبه والمطبق بكل دول دول العالم الصناعي الاخرى على الاطلاق وفي دول عالمية كثيرة. وحتى هذا البرنامج المتواضع يهدد الجمهوريون بتفليشه تماما وخلال اشهر.
 
اما خارجيا فقد استهل عهده بزيارة مرموقة الى القاهرة اعلن من برلمانها بعد “السلام عليكم” عن رؤيته وتوقعه لعصر “التغيير” القادم. والذي فهمه الجميع خاطئين بانه دعوة للثورة وتغيير الانظمة وتعهد امريكي على اعلى المستويات بدعم التحولات الديمقراطية على يد الشعوب. فانطلق مباشرة الربيع العربي من تونس الى اليمن وعبر ليبيا ومصر وسوريا والبحرين. فكان الانكفاء الامريكي عن الدعم باكثر من مجرد تصريحات لا تسمن ولا تغني عن جوع, سوى ربما بعض الضربات الجوية لقوات القذافي التي ادخلت ليبيا الى متاهة لايعرف بعد مصيرها. وفي سوريا لعق اوباما تهديده الصريح والواضح بضرب قوات الاسد ان ثبت امتلاكها او استعمالها للاسلحة الكيمياوية. وهو ما تيقن وجوده خلال اسابيع. بل وقامت سفن اوروبية باخلاء وتدمير ماتبقى من اسلحة كيمياوية سورية تحت مرأى ومسمع اوباما وتحت استهجان دولي من جبن وتردد صاحب التهديد. اما عراقيا فيقول الكثير ان اوباما هو من سحب القوات الامريكية منها وفقا لوعوده الانتخابية. ولكنه بالواقع اشرف على هذا الانسحاب شبه الكامل الذي كان قد تم اقراره على عجالة بين الرئيس السابق بوش باواخر ايامه والحكومة العراقية كاجراء احترازي واستباقي خوفا من صدمة وخجالة ترك الامر لاوباما. وقد ظل البنتاغون خلال السنوات التالية يتلاعب على ارادة الرئيس ويبعث دوريا وعلى شكل دفعات بالمئات قواتا اضافية للعراق تحت مسمى المدربين والخبراء والحمايات فوصل عددهم مرة ثانية لاكثر من 6 الاف جندي امريكي حتى قبل مفاجاة داعش 2014. وكل هذا الانكفاء عن المنطقة ترك فراغا سياسيا اغرى دولا مثل روسيا وتركيا وايران والسعودية على ملئه. وحتى دولا صغيرة كقطر والامارات فتحت امامها الساحة للعب. بل وحتى مليشيات محلية صارت لها فرصة لاتحلم بها للتواجد والحضور والتاثير؛ كحزب الله والفصائل السورية والعراقية المختلفة واخيرا وحوش الدولة الاسلامية داعش. اما استخدام اوباما مؤخرا للطائرات المسيرة والضربات الجوية المتفرقة فجاء متاخرا وغير حازم ولا يتناسب مع حجم واوقات التهديد. وقد يحسب له عملية خطف واغتيال اسامة بن لادن وتطبيع العلاقات مع كوبا ومع روسيا بوتين وتوقيع مبادرة البداية الجديدة ولكن يبدو انها شجعت الاخير على قضم القرم والاستقواء على اسيا الوسطى وشرق اوروبا.
 
ان مالم ينجزه اوباما في دورتيه الرئاسيتين, او ماكان يمكن ان يفعله بامكاناته الشخصية وبقدرات امريكا الواسعة يفوق كثيرا ما حققه على ارض الواقع وصار محسوبا له او عليه. داخليا لم يوفر اي برنامج مضمون خال من العيوب يمكن ان يفتخر به الامريكي لاخر الزمان وزاد عدد متلقي كوبونات الطعام والمساعدات الحكومية بدلا من تقليصها, ولم تزداد الوظائف والفرص والرواتب ولم تقل الفوارق الطبقية والوظيفية والعرقية. اما خارجيا فمن ضمن واهم مافاته هو تنشيط عملية السلام مع الاسرائيليين. فالتدخل بالشرق الاوسط وعبر التاريخ يعطي المجد لقادة الغرب. وليس هناك مكان بالعالم يضمن لمن ارتبط اسمه به الخلود والذكرى الدائمة والسحرية مثل الشرق الاوسط. منذ عهد الاسكندر المقدوني وريتشارد قلب الاسد ونابليون ورومل وحتى كارتر وبوش الاب. الرئيسان الامريكييان الاخيران استطاعا ربط اسميهما ببلادنا مع ان كل منهما لم يتولى سوى دورة واحدة. وهذه الدورة كانت كافية لهما ليدخلا التاريخ عبر بوابة صراعاتنا وثقلنا الحضاري والدعائي وسحر قضايانا. فعدى عن ابتعاد اوباما عن قضيتي فلسطين والعراق التي كان يمكن له ان يسجل نقاطا خالدة فيها, فانه تخاذل جدا بالموضوع السوري. ولم يضبط اداء الربيع العربي الذي كان هو احد محفزيه. وترك ليبيا التي قصفها بالوقت الصحيح لتواجه مصيرا مجهولا حتى مع اهانة خطف وقتل سفيره في طرابلس.
 
رئاسة اوباما كان لها من جانب اخر تاثير سلبي على الناخب الامريكي بما يمكن تسميته لعنة اوباما التي لحقت بمرشحته لخلافته هيلاري كلنتون. فمع ان من اجرأ قرارات اوباما بحياته واكثرها ايثارية كان اختياره لعدوته اللدودة هيلاري لتولي حقيبة الخارجية, لكن هذا القرار بالنتيجة ساهم في ضياع فرصها لتولي الرئاسة كاول امرأة تتولى المنصب بالتاريخ هي وربما بناتها من بعدها. فقد حسبها الناخب الامريكي جزءا من النظام السياسي المهترئ المتعالي غير المتصل بقضايا وهموم الناس. وفي ذلك اتهام صريح وخدش بعهد وادارة وحكم اوباما نفسه. بل ان طبقة السود نفسها التي ينتمي او لا ينتمي لها اوباما وفئة المهاجرين والاقليات لم تشعر بفروق لمصلحتها خلال عهده. وفي اخر احصائية عن التفرقة العنصرية قال 63% من الامريكان ان هناك هوة بين الاعراق الان مقارنة ب 22% فقط قالوا نفس الشيء في بداية عهد اوباما.
 
يتفق كثير من المحللين وكتاب سيرة اوباما هذه الايام, وخاصة من المتعاطفين معه وهم اكثرية, على ان التقييم الحقيقي لارث اوباما كرئيس لامريكا سيعتمد بدرجة كبيرة على اداء من سيخلفه بالحكم. فاذا نجح ترامب في فرض وتفعيل خططه البديلة لمشاريع وقوانين اوباما وكان للبدائل الجمهورية قبولا عند الامريكان فهذا سيقلل من درجة تقييم اوباما وحكمه. اما لو فشلت خطط ترامب وادارته فهذا سيحسب لاوباما. وبرايي ان هذا بحد ذاته مؤشر سلبي اخر على تقييم اداء رئاسة اوباما وشخصيته اذا اتفق الجمع على انها تعتمد على اداء اشخاص اخرين. فالاداء الناجح بتفوق واضح ولايحتاج لربطه باداء اخرين. ولكن لان اوباما كان مترددا بلاشك طوال رئاسته ولم يتخذ موقفا حازما وصارما من شيء ولم يخض اية حرب خارجية تحسب له او عليه ولم يتطرف حتى بالمشاريع والخطط الاشتراكية التي ادعها انها ثورية ومغيرة لمستقبل الامريكيين وانما اكتفى بالوصول الى صفقات تراضي بينه وبين الجمهوريين بالكونغرس حول معظمها. كل ذلك جعل منه شخصية ورئاسة صعبة الحكم على نجأحها او فشلها من افعالها نفسها بنظر مؤيديه. اما بنظر منتقديه فهو فاشل تماما وخاذل لكل شعوب الدنيا التي عولت عليه وحتى لشعبه واهل لون بشرته.
 
اقول باي باي اوباما ولا استبعد ان يكون له بالمستقبل القريب دورا اخر في مصير امريكا والعالم يسمح له بالتفوق كل ما انجزه او تردد في انجازه وهو رئيس لاعلى سلطة تنفيذية بالعالم. فالاعلام اليساري الاعتذاري المشحون بنظريات المؤامرة والخيالات اليوتوبية سيظل مطبلا لاوباما وحليفته هيلاري كلنتون, خاصة مع تولي ترامب وطاقمه المندفع العدواني غير الدبلوماسي بالطرح, وسيدفع بهما اجلا او عاجلا لتبوأ مناصب عالمية اخرى او ادارة برامج تنموية او سلمية كبرى, ونامل ان تصيب اوباما في قادم الايام حمى التغيير الذي اساء هو نفسه فهمه حتى الان.