18 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

بايدن والصفعة الاولى للنظام الايراني

بايدن والصفعة الاولى للنظام الايراني

بعد أن طفق القادة والمسٶولون في النظام الايراني الى الإيحاء بأن عهد الرئيس الامريکي المنتخب جو بايدن، سيکون في صالح النظام وسيکون کما کانت الاوضاع في عهد أوباما، وحتى إن هذا الامر قد تم لمسه بصورة واضحة من خلال الخط العام للتصريحات الصادرة من جانب العديد من القادة والمسٶولين وکذلك ماتناولته الصحف ووسائل الاعلام التابعة للنظام، لکن لايبدو إن الامر سيکون کذلك، وخصوصا بعد الحديث الذي أدلى به بايدن الى صحيفة”نيويورك تايمز” في عددها الصادر يوم الاربعاء الماضي.
بايدن ومن خلال حديثه هذا والذي هو بمثابة الصفعة الاولى الموجهة لهذا النظام والتي تبدد أحلامه وتوقعاته غير الواقعية، وبشکل خاص بعد أن أکد في حديثه بأن إدارته ترفض حصول إيران على قنبلة نووية، قائلا: إن آخر شيء تريده الولايات المتحدة أن يعج الشرق الأوسط بالأسلحة النووية. وأضاف أن سياسته تؤيد وضع اتفاقيات إضافية تعزز القيود على برنامجي طهران النووي الصاروخي. کما شدد في حديثه هذا وفي مايمکن وصفه بتحذير وإنذار للنظام الايراني بأن العودة لبرنامج إيران النووي لن تكون سهلة. وهذا مايعني بأن بايدن قد أکد وبصورة لاتقبل التأويل ماکان قد أوضحه سابقا من إن العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب هي أحد أهداف إدارته الأولى في الشرق الأوسط، واضعا الشرط أن تفي إيران بالتزاماتها. ولذلك لايبدو بأن الامور ستجري کما يريد ويحلم النظام الايراني بذلك وخصوصا بعد عملية الاغتيال التي طالت العقل المدبر للبرنامج النووي الايراني، فخري زادە.
النظام الايراني وهو يواجه أزمته العميقة ويمر بمرحلة إنقسامات ومواجهات حادة بين جناحي النظام ويتزايد الرفض الشعبي بوجهه کما يتصاعد دور وتأثير المقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران ويتزايد عزلة النظام الدولية بصورة ملفتة للنظر، فإن هذه التصريحات غير العادية لبايدن لايمکن أبدا أن تکون مسرة له وخصوصا وإنه بحاجة ماسة لأي أمر يمکن أن يساهم في التخفيف عنه خلال هذه المرحلة العصيبة التي تواجهه، ويبدو واضحا بأن الامور ستکون وکما أکد معظم المراقبين السياسيين بأن الامور لن تکون أبدا کما يتصور وينتظر النظام الايراني وإن بايدن وفي ضوء ماقد قام به هذا النظام بعد الاتفاق النووي الذي تم إبرامه معه في عام 2015، والذي کان کله يجري بسياق وإتجاه مخالف تماما لما کان المجتمع الدولي عموما ومجموعة 5+1 خصوصا تنتظره وتتوقعه منه، وإن على هذا النظام وفي ضوء مافعله ويفعله، أن ينتظر ويتوقع ماهو أسوأ وليس ماهو أفضل!

 

أحدث المقالات