6 أبريل، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

بايدن هو من طلب تأجل الانتخابات في العراق الذي ليس من اولوياته اليوم

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق وسوريا يُعتبر ملفاهما اكثر تعقيدا في ايجاد حلول لشأنهما لأن نية وهدف الدولة العميقة في امريكا هو البقاء هناك لذا هم يبحثون عن حل وسناريوهات لذلك. لدى الامريكيين وحلفاء امريكا فترة 100 يوم لمعرفة فيما اذا بايدن يستطيع خلالها يُبرهن ويُثبت قدرته على حل القضايا الشائكة في الخارج والداخل الامريكي وخصوصا تلك التي تعتبر جوهريا الاساسية لحياة الامريكي ومستقبل امريكا.

ان بايدن المخضرم في السياسة الخارجية والمعجون في الدولة العميقة يبدوانه قد اختار بداية عمله في السياسة الخارجية لانها اسهل من ايجاد حلول داخلية اشبه بالمعجزة للاقتصاد الامريكي ونظامه المالي الذي ينهار رويدا رويدا. يبقى شبه بديه قدرته على التقدم في ملف الكورونا بواسطة سياسة الكمامة والتباعد الاجتماعي واللقاح. انه يبدأ في الخارج وهذا كان تخصص سياسته في مجلس الشيوخ حيث فرص نجاجه اكثر من الداخل وخصوصا تلك التي لها قاعدة وخارطة طريق اساسا مرسومة سابقا وحاضرة للتنفيذ.

1/ الملف النووي الايراني: يوجد اصلا الاتفاق النووي الايراني – مجلس الامن بالاضافة لالمانيا. اما كيف ستجري الامور بين امريكا وايران فهناك تكهنات كثيرة واكثرها شيوعا في الاعلام بأن امريكا ستحاول التنازل عن بعض العقوبات مقابل قبول ايران في الرجوع الى تفاهمات حول النووي دون ضم السلاح الايراني او يبقى معلق ومؤجل.. انا شخصيا اشك في ذلك الذي يُطرح في الاعلام عن هذا السيناريو لسبب واحد ان بيد ايران مفتاح الحل والربط وهي الاقوى في اللعبة وعلى الاخرين اللحاق بها قبل ان تصنع ايران القنبلة الذرية وانتاج صواريخ عابرة للقارات. على كل حال هو نسبيا سهلا لبايدن تناول هذا الملف. سيحولون تشييم ايران كما شيموا غورباتشوف واصبح بالاخير عريس الغفلة. واول تشييم لايران انهم وفروا مقعدا لها في حل القضية الليبية لجانب السعودية بغية ايران تقبل بمقعد تفاوضي سعودي في قضية النووي.

2/ الملف اليمني والحرب الظالمة على اليمن: الحرب قائمة فعلا بين السعودية واليمن صنعاء التي دامت تقريبا 6 اعوام وبدأت السعودية تتقهقهر وبالعكس انصار الله يتقدمون وهذا بالنسبة الامريكا يجب ايقافها قبل انهيار السعودية نفسها وتتآكل سمعة امريكا في مبيعات الاسلحة لقتل البشر في اليمن، وانصار الله يتقدمون في التكنلوجيا يوما بعد يوم وصاروا يهددون حتى تل ابيب. بالنسبة لبايدن هي مجرد كبسة زر وتتوقف السعودية بشن الحرب والقبول بالمفاوضات، من هنا كذلك تكمن بساطة الحل.

اما الهدف الاساسي والحيوي الاكبر هو تقويض او تحجيم روسيا والصين لكن خلال 100 يوم لا يستطيع الوصول لهذا الهدف فبايدن يجب ان يقنع حلفائه، بعد ان يهبهم بعض الاستقلالية في القرار ليعاكس ما كان يفعله ترامب بهم، انه نجح في السياسة الخارجية بملفي النووي الايراني واليمني كي ينتقل الى ملف اكثر تعقيدا.

يبدو اليوم جليا ان بايدن يفتش عن جبهة عريضة عالميا ضد روسيا والصين عكس ترامب الذي اهان ونفر حلفاء امريكا التقليديين. سنرى خطابات بايدن ومسؤولي ادارته في الايام القليلة القادمة خطابات تارة تتسم بالهجومية على روسيا والصين وتارة خطابات تصالحية والسبب على ما يبدو ان ادارة بايدن تريد ايجاد ثغرات في السياسة الروسية والمواقف الصينة والنفوذ من خلالها واول ثغرة وجدها بايددن هي بالتعاون مع الاوليغارشية الروسية التي تود خسارة بوتين في الانتخابات، هذا التعاون توج بشخص المهرج اليكسي نفالني الناشط الروسي (العميل لأن مفردة ومصطلح ناشط في الاعلام الامريكي تعني عميل في الواقع). روسيا والصين لهما قراءة متقاربة الاولى روسيا تتفوق على امريكا في السلاح الاستراتيجي واذا امريكا خاضت هذا السباق فستخسر الجانب الاقتصادي الذي ينهار عندها وينبغى عليها ان تحصر اكثر طاقة ممكنة في الاقتصاد وهذا يعني تخلفها الذي سيتراكم امام روسيا في الجانب للسلاح الاستراجي وهذا خطر جدا على امنها وهيبتها. اما اذا ارادت ان تتقدم في مجال التسلح وتكنلوجيا السلاح الحديث كي تصل الى مستوى الروسي فهذا يعني انها ستضحي في كثير من الوظائف والاستثمارات والصحة ووو امام الصين وربما تخسرسريعا المركز الاول اقتصاديا في العالم. فأمريكا هي فعلا بين حانة ومانة.

اما بالنسبة اقليمنا وخصوصا سوريا والعراق فبايدن وضع اولويته في 100 يوم كما قلنا في النووي واليمن والملفات السهلة كليبيا والصحراء الغربية لأن ملف العراق لايمكن لبايدن ان يتفاوض مع الحشد الشعبي هذا صعب جدا ولا يستطيع فتح قنوات مع الرئيس بشار الاسد الذي يعتبر العدو الاساسي لامريكا وهناك في سوريا خصوصا يوجد الملف الكردي الغالي على قلب بايدن والاسرائيليين.. فتوجب، على ما يبدو، تأجيل الانتخابات النيابية في العراق من حزيران الى تشرين الاول وربما سيتكرر التأجيل. وجاء هذا الطلب من ادارة بايدن مباشرة الى السيد مصطفى الكاظمي وهذا الاخير ورفقائه في المؤسسات التي اسسها بول بريمر واتباعه تحججوا بان الوقت غير كافٍ لتحضير الانتخابات.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب