في البداية استسمح القراء الكرام العفو في أختيار مثل هكذا عنوان ، لأن ما يخرج من أمريكا بحلوه ومره لا يتعدى عما تخرجه ( بالوعات ) مجاري الصرف الصحي ، وإن ماشهدته من وزراء خارجية الولايات المتحدة وبالاخص كولن باول ومادلين أولبرايت وجون كيري من الرائحة الكريهة والنتنة التي تتقطر حتى من أجسامهم ، يجعل من هذا العنوان قليل أمام خسة وحقارة الولايات المتحدة الامريكية ووزراءها خارجيتها الغير كرام ، واساليبهم الرخيصة التي يستخدمونها في كافة المحافل وبشتى السبل لتحقيق مصالحهم .
فالوزير الاول كولن باول الذي يرى رئيسه السابق جورج بوش الابن بأن الحرب على العراق تكليف إلهي ، قدم أكاذيب وأفتراءات لإقناع مجلس الامن وموافقته لشن الحرب العراق ، فهو القائل بأن مستشار البنتاجون ‘ريتشارد بيرل’ قد قال بأن المتهم محمد عطا قائد عملية تفجيرات 11 سبتمبر قد التقى عضو من المخابرات العراقية يدعي ‘أحمد خليل العاني’ في السفارة العراقية في براغ في أبريل 2001م.. وذلك لمحاولة ربط العراق بتنظيم القاعدة وعملية 11 سبتمبر.
ثم اشار باول الى أعلان بوش في خطابه حول حالة الاتحاد في 28/1/2003 أن العراق قام بشراء كمية كبيرة من اليورانيوم لإنتاج الأسلحة النووية من النيجر ، وثبت بعد ذلك بطلان هذه الاكذوبة باعلان أحد العاملين في المخابرات البريطانية أن هذه الفقرة في التقرير أضيفت بناء علي مطالب موظفي الحكومة البريطانية ، بينما أعلن وزير الدولة في وزارة الدفاع البريطانية ‘آدم إنجرام’ أن مدة 45 دقيقة جاءت من مصادر فردية لم يتم تأكيدها أبدا.
يقول الوزير السابق باول أنه أجبر على قول ما قدمه له مدير مكتب ديك تشيني على قول في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن في 5 فبراير 2003 أن صدام قام بأبحاث لمدة عشر سنوات في مختبرات بيولوجية لإنتاج فيروسات تسبب أمراضا مثل التيفوس والكوليرا والحمي الصفراء ، ورغم ذلك فشل جميع المفتشين في العثور علي أي أدلة تؤيد هذا التقرير المزور.
كذلك شدد الوزير الامريكي في خطابه على المعلومات التي قدمها أحد العملاء العراقيين قيل أنه كان يعمل في جهاز الامن الخاص المنحل بان لدى العراق اسلحة كيمياوية موضوعة في حاويات متنقلة ، ثم عاد بعد ذلك واعترف الوزير السابق بكذب هذه الاداعاءات .
نحن هنا لا نريد أن نسرد كل الاكاذيب والتي تحتاج الى مجلدات لكتابتها ، والتي تم تسويقها من قبل الوزير كولن باول ( الذي على مايبدو قد شعر بالندم ولو متأخرا على كذبه في مجلس الامن والمحافل الدولية ) ورئيسه السابق المتهور ، ولكن ما نشاهده اليوم من مهاترات امريكية في مجلس الامن حول سوريا ، لاتقل شأنا عن تلك الاكاذيب والافتراءات الامريكية بشأن العراق ، وهو أسلوب أعتادت الولايات المتحدة الامريكية على تسويقه ( للنعاج ) في مجلس الامن ، الذين يمشون وراء أمريكا وهم مربوطون من …. !!! نعم من هناك !! خاضعين وخانعين لأكاذيبها ، متوهمين بعظمة أمريكا اليوم الزائفة .
مرة أخرى تدخل امريكا الى مجلس الامن باكاذيب شهود العيان ، الذين شاهدوا الطائرات الروسية والسورية ليلا وبدون منظار ليلي ( حتى زرقاء اليمامة كانت مشهور بقوة نظرها طبعا في النهار فقط ) وهم يقصفون قافلة المساعدات الانسانية الى حلب ، والغريب أن وثائق هذه الحادثة تمتلكها حتى ما يطلق عليها بالمعارضة السورية ! التي لا تمتلك أصلا حق نفسها فكيف سمح لها إمتلاك مثل هكذا وثائق مهمة ؟؟؟ ! وهي ذات الوثائق التي كان يملكها المدعو أحمد الجلبي !. وكأننا نعيش في عصر الجاهلية الاولى ، لا اقمار صناعية ولا كاميرات دقيقة ، ولا أنترنت ، ولاطائرات تحوم في الاجواء السورية والمنطقة اربع وعشرين ساعة لحماية ( الجماعات الارهابية ) ، ولازلنا ننتظر مشاهدة ظهور الهلال لتحديد ايام العيد ورمضان وتحديد شهر ذي الحجة كي نؤدي فريضة الحج !!! .
خط سير وزراء خارجية الولايات المتحدة الامريكية هو ذات الخط الثابت الذي لا يجب الحياد عنه ، مبن على الغش والخداع والممطالة والتهديد لإجل تحقيق مكاسب على حساب أرواح الاخرين مهما كانت كبيرة ، وهذا يذكرني بالوزيرة مادلين اولبرايت الملقبة لدى العراقيين بالافعى لأنها كانت تحمل دائما ( بروش ) أفعى الكوبرا التي كانت تجسد شخصيتها ، وفي حفل تقديم كتابها في موسكو ، وقعت عيني على أحدى صفحاته وهي تتأسف ( الغريب إن هؤلاء الوزراء يتأسفون فقط عندما يخرجون من مناصبهم ) لأنها قالت أن مقتل 500 ألف طفل عراقي جراء الحصار المفروض على العراق بأنها ضريبة الحرب ، فسألتها هل هناك ما تتاسفين عليه أيضا لأني لم أقرأ الكتاب بعد ، كوني حصلت عليه للتو ، خصوصا وإن عدد الاطفال قد أرتفع الى مليون ونصف ودمر العراق وبنيته التحتية ، وسلبت حضارته وإرادته ، فأخذت تلتفت يمينا ويسارا ، فلم تجد من مخرج للاجابة ، حتى أنهالت وكعادة المسئولين الامريكان على صدام حسين بشتى الكلمات واوقعت عليه ذنب مقتلهم .
وما اشبه اليوم بالبارحة ، فموقف الوزير كيري ، يذكرني بذات الموقف الذي جسده باول بحذافيره ، بكذبه ومراوغته ، وافتراءاته ، وبذات النفس الذي يكيل الاتهامات وهذه المرة على روسيا وسوريا بانهم عملوا كذا وعملوا كذا .. وطبعا ( نعاج ) مجلس الامن يهزون برؤسهم ، كالمرحوم يونس شلبي في مسرحية العيال كبرت ( مع الإحترام والتقدير لفاننا الكبير ) ، وكأن امريكا هي ملاك الرحمة التي ستخلصهم من مؤامرات أمريكا الظالمة والمفترية ، والتي تمارس سياسة البلطجة في كل مكان ، وهي الان المحبة للشعب السوري ، وستخصلهم من الرئيس بشار الاسد ، لتمنحهم ديمقراطية وحرية العراق ، وتأتي لهم بتؤام السياسين فيه ، ولتنعم سوريا الجديدة بمثل ما ينعم به العراق الجديد وليبيا الحرة .
هذه المرة يبدو أن وزير الخارجية الامريكي خانه التفكير ، ونسى أن مشكلته مع قوة عظمى وعضوة مهمة في مجلس الامن هي روسيا وتمتلك أكبر ترسانة تسليحية ونووية في العالم ، وليس العراق أو سوريا أو ليبيا ، وروسيا اليوم هي ليست الاتحاد السوفيتي السابق ، وسيرغي لافروف ليس ادوارد شيفرنادزة الذي قبل الرشوة وأغلق عينيه وصمت ، وأخيرا وليس آخرا ، فإن فلاديمير بوتين ( ابو علي ) ليس ميخائيل غورباتشوف الذي ارتضى أن يكون فتى الاعلان للبيتسا هارت !!.