بان زياد (العدالة قد تتأخر ولكنها لاتموت )

بان زياد (العدالة قد تتأخر ولكنها لاتموت )

استيقظ العراق منذ عدة أيام على حادث وفاة الطبيبة النفسية (بان زياد طارق ) هذا الحادث الذي أثار الجدل في العراق والعالم العربي وأثار الكثير من التساؤلات حول ظروف وفاتها هل تم قتلها ؟ أم انتحرت ؟ البعض شكك في كون الوفاة ناتجة عن الانتحار مع احتمال وجود دوافع جنائية خلف هذا الحادث خاصة في ظل تقارير إعلامية تفيد بأن الراحلة لم تكن تمر بأى ظروف نفسية تدفعها للانتحار مما يعني انتفاء احتمالية قيامها بقتل نفسها كما تم العثور على صور وتقارير أولية حول وجود جروح قطعية وكدمات على جسدها مما يمثل لغزا كبيرا حول هذا الحادث

في 4 أغسطس الجاري عُثر على بان زياد طارق متوفية في منزلها بمدينة البصرة في ظروف غامضة كما تم العثور على صور وتقارير أولية حول وجود جروح قطعية وكدمات على جسدها مما أثارشكوكا واسعة في احتمال تعرضها لجريمة قتل مما دفع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة للتحقيق ونقل القضية إلى بغداد لمراجعتها من قبل الطب العدلي والأدلة الجنائية كما تم إيقاف أحد المشتبه بهم وهومن أفراد عائلتها

أثارت وفاة بان زياد طارق تفاعلا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام العراقية والعربية كما تحولت لقضية رأى عام في العراق استدعت خروج وقفات احتجاجية في البصرة تتطالب بتحقيق شفاف ونزيه كما أن زملاؤها من الأطباء وأقاربها والمحيطين بها أبدوا شكوكا في فرضية الانتحار وأكدوا أنها لم تظهر عليها علامات اكتئاب أو عزلة كما تدخلت بعض المنظات النسوية منها شبكة النساء العراقيات وطالبت بفتح تحقيق مستقل لضمان العدالة والشفافية

وبمراجعة وثيقة نشرها عضو مجلس النواب النائب عدي عوادأشار إلى وجود بعض ملاحظات في تقرير المعاينة الأولية لجثة الضحية تُثير الشك في قضية “انتحارها“.

تحدّثت الوثيقة عن تعطيل كاميرات المراقبة قبل وأثناء وبعد الحادث بفعل فاعل لعدم وجود أي عطل بالمنظومة إضافة إلى وجود آثار محيطة بالرقبة لعملية خنق بينما لم تعثر الأدلة الجنائية على أي حبل أو أداة أخرى استُخدمت لهذا الغرض عند الكشف على محل الحادث“.

كما أشارت الوثيقة إلى وجود جرحين متماثلين بكلا اليدين بطول 9 سم وعرض 7 سم وبعمق يصل الى العظم وبشكل طولي، علمًا أنّ المجني عليها تستخدم اليد اليسرى عادة بينما لم يتمّ العثور على الأداة الحادة التي أحدثت الجروح في محل الحادث.

كما أشار التقرير أنّ عبارة “أريد الله” التي زُعم أنّ الطبيبة كتبتها بدمها على حائط الحمام بشكل عريض يحتاج الى دماء كثيرة لكتابتها. كما أشارت إلى تأخّر ذوي الضحية عن التبليغ عن الحادث، وقيامهم بتنظيف محل الحادث بعد نقل الجثة مباشرة من دون تصريح من الجهات المختصة.

ولكن الغريب أن بعض من عائلتها روج عن معاناتها من مشاكل نفسية ولكن زملائها نفوا هذا الترويج كما نقلت شبكة “964” الإخبارية العراقية، عن الطبيبة لينا الهاشمي قولها: “لو أرادت بان الانتحار فعلا لأخذت بعض العقاقير لتُنهي حياتها بيدها من دون أن تُعذّب نفسها“.

وعند جمعي لمعلومات عن الطبيبة بان زياد وجدت أنها ولدت عام 1991 بمدينة البصرة العراقية درست الطب النفسي في جامعة البصرة وتخرجت عام 2015 ميلاديا والتحقت بالعمل في مجال الطب النفسي كما عٌرفت في الأوساط الطبية  بمهنيتها العاليةولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تقتل نفسها رغم صغر سنها ؟ (34) عاما ما الذي يدفع طبيبة نفسية للانتحار خاصة وأنها ناجحة في عملها ومحل احترام وتقدير من زملائها والمحيطين بها ؟كان لديها  خطط للسفر خارج العراق لتطوير إمكانياتها وتوسيع اختصاصها وتعود للعراق لاستكمال رسالتها السامية لكن القدر كان أقسى مما تتخيل وأقسى من أى طموح رحلت في ظروف غامضة وصادمة ولكن حكم القضاء حددها بانتحار تاركا خلفه أسئلة بدون إجابة وجرحا كبيرا في قلب كل محبيها رحلت وهى في أوج عطائها تاركة ورائها حلم لم يكتمل لكنها ستظل رمزا للطموح وللإنسانية رحمها الله وجعل مثواها الجنة العدالة الحقيقية قد تتأخر لكنها أبدا لاتموت والوجدان لا ينسى .

أحدث المقالات

أحدث المقالات