22 ديسمبر، 2024 7:34 م

بانوراما شخصية في فضاء عام ؟

بانوراما شخصية في فضاء عام ؟

عام مضى متخم بالانكسارات وتوالي الاحلام والآمال الضائعة ، رغم قول العجوز اليوناني ” اذا فقدت الأمل فقدت كل شيء ” وافراطه في مكاسب الحياة ” اذا فقدت المرأة كسبت الحرية ” فالحرية نسبية والمرأة كائن مطلق الى اقصى الحدود . تجاورات المقارنة بين حياتي الشخصية وخارطة البلاد المتنوعة تكاد تتلاشى وتنصهر في لحظة تناقض واحدة ، فابتسم لبارقة امل لهذي البلاد المكسورة والمتخمة باللصوص ، واكاد ابكي على تلاشيها دون تزويق واكاذيب عن المستقبل المشرق ، فأي اشراق هذا بحكم اللصوص وروزنامة شهداء ساحات الاحتجاج وغابات البنادق والمسدسات الكاتمة للانفاس والنفوس والمنتجة لارتال من الارامل والثكليات وفاقدات الحبيب وطوابيرالأيتام !
كل عام نغرق في اوهام السير نحو نهاية النفق االمظلم لنكتشف في نهايته اننا كنا نهرب للأمام كجندي خذله قادته وهم يلقون به في خنادق بلا دفاعات فيبحث عن الملاذات والخلاصات الفردية التي يرجحها صديقي الشاعر حسن عبد الحميد كحلول للخروج من المأزق العام !
” ليس للجنرال من يكاتبه ” للروائي الكولومبي ماركيز احالة جبرية لنا للبحث عن روائي يكتب عنوانا لرواية هذا الشعب تحت عنوان ” ليس للعراقي من ينقذه ” ربما تكون رواية ” قصة موت معلن ” اصدق تعبيرا عنّا كأفراد وشعب عراقي ، ان الجميع يعلم بان جريمة ما ستحدث الا المجني عليه الذي هو نحن نواصل حياتنا الطبيعية المشوّهة فيما نصل السكين التي تقتلنا يقترب رويداً رويداً من زردومنا المحتقن بالدم .
مرّ العام 2022 كعدو لدود وفارس في معركة غير متكافئة بيني وبينها وهي تترك آثار انتصاراتها بعد كل الخراب الذي احدثته في ثنائية روحي التي لاتكبحها الامنيات من أفواه لاتفرق بين الامل والتمني بين خدر الأوهام وشراسة الواقع بين الحب والانانية التي يقول الفلاسفة ان خيطاً رفيعاً يفصل بينهما ، هذا الخيط الذي اختلط عليّ رأسه الذي بلا نهاية فيصبح عنوانا لمسرحية الخيط والعصفور فلا الخيط نفع ولا العصفور بقي على الشجرة ، فرسم المنصرم كعام للخذلان والألم والآمال الكبيرة التي استعرتها من تشارلز ديكنز دون جدوى ، بل اغرقتني بالمزيد من الاوهام والضلالات والحلول السخيفة والفارغة لمصدّات الحياة التي يختلف في النظر اليها بوذا وغاندي وابيقور والمتصوفة ، لكنها هي كما هي حتى لو تغاضينا عن كل آلامها وخذلانها !
سنة عبرت صيّرت نفسي فيها ،دون تخويل من أحد ، صوتاً لاحتجاجات الصدور العارية فكتبت ” ثورة التكتك ..ريبورتاج في تحولات الوعي ” توغلت في الروح الداخلية لسائق التكتك الذي تحول الى ثائر ينقذ الآخرين من رصاص الغدر والطرف الثالث الذي هو الطرف الاول نفسه بلا منازع ، فاكتشفت ويا للخيبة ، انني في خيبة اشد ضراوة من خيبات سنيني الغابرات ، فالكتاب لايطبعه أحد دون ثمن !!!
خيبة سنة يحاججني احدهم فيها لأني عنونت صورة لي ازف بها بشرى دخولي العام الثاني والسبعين من مهاترات الحياة حسب صحيح البخاري ، يحاججني دفاعا عن البخاري كأني كفرت بما انزل وقال !
فيا لضيق فسحة الكلام في بلاد موجوعة بالممنوعات !
كأني في هذا العام سأضل اردد مقطعا من قصيدة للشاعر السوري الراحل محمد الماغوط :
“إنني أعد ملفا ضخما
عن العذاب البشري
لأرفعه إلى الله
فور توقيعه بشفاه الجياع
وأهداب المنتظرين
ولكن يا أيها التعساء في كل مكان
جلَّ ما أخشاه
أن يكون الله أمياً ”
فأي عام ننتظر ايها السادة الكرام !