اعترف أيها القارئ الكريم اننا نعيش في وطن متعدد الطوائف والأديان، وقر اننا إذا أردنا ان نبني دولةً لابد ان ننسجم مع تلك الطوائف حد الانصهار، وان نرفع مصلحة الوطن فوق كل التخندقات الأخرى.
الناحية الوطنية:
من ضروريات بناء الدولة ان تكون مركزية وطنية تنبثق منها القرارات المفصلية ويطمئن لها الشريك، وتبقي العيون مفتوحة حتى حدود الوطن، لأننا لو ارتبطنا بخلف الحدود ستتوجه على رأينا ببناء الدولة أصابع التخوين، ويفسر بتفاسير التدخل الخارجي والعمالة، فبنضري استيراد المشاريع للوطن تعرض ذلك الوطن الى تسونامي تقسيم، يهشم جدران الحدود ويلقي بدويلات صغيرة في أحضان جاراتها.
الناحية العقائدية:
عمر العقائد وان اشتركت بين البلدان لكن تبقي اسرار الوطن السياسية محفوظة الحقوق، وان تغلغلت العقيدة الى وطنية البلدان أصبحت عمالة، فالعقيدة تقوم الوطنية وتضعها على المسار الناجع، وقد رأينا كيف أصبح لفتوى الجهاد الكفائي وهجاً، واخذت تفرض هيمنة اعترافها على كبريات الدول، لأنها لم تتدخل في وطنية البلدان بل قومت حكومة الوطن، واشكلت على كل من شارك في معارك سوريا باسمها، فحقوق العقائد بين البلدان مقيدة اما إذا تعدت تلك الحدود أصبحت تدخلات وعمالة.
خلاصة القول: اجزم ان السببين أعلاه، كانا ذريعة لخروج السيد عمار الحكيم من المجلس الأعلى، بعد مسيرة جهاد حافلة بالشهداء، والا من يعقل ان يترك أحد بيته بعد ان ارتص بناءه، لاسيما وانه بني بدماء طهر، إذا ما كانت الضغوطات اقوى والتدخلات أضخم، لذلك الحكيم وقف على مسافة واحدة مع كل الدول، فارتبط مع إيران عقائدياً ومع السعودية واخواتها عربياً، وان تعدت احداهن حدود وطنها انا على ثقة سيكون لها من المعادين، وهذه بنظر الكثير هي رؤية بناء الدولة.
والسلام.