22 ديسمبر، 2024 4:33 م

بالوثائق كيف ورط العرب العراق لقتال ايران ج/1؟

بالوثائق كيف ورط العرب العراق لقتال ايران ج/1؟

من البديهي في عالم السياسة واحداثها ان بعض الملفات السرية تبقى رهينة السرية لفترة ولكنها ليست ابدية فكل الاحداث الجسام التي وقعت في العالم خلال الفترات السابقة تم كشفها بعد حبن ولفترة تجاوزت ال25 عام بعد حصولها واليوم انا هنا لست بنقاش مع واقعة الحرب العراقية الايرانية التي وقعت للفترة من 1980 ولغاية 1988 من القرن الماضي واليوم للامانة اكشف بالوثائق بعض الذي جرى وكيف اخذ العراق وتورط بالحرب ومن هي الجهات التي دفعته الى الحرب وهل هناك رابح او خاسر .
بدات بوادر الحرب تظهر مباشرة بعد قيام الثورة الايرانية عام 1979 وسيطرة الشخصيات الدينية على مفاصل قيادة الدولة والغائها بالكامل التبعية لامريكا والغرب وبداية اعتماد ايران على نفسها دون اللجوء الى الغرب كالسابق وهذا الامر ولد استياءا امريكيا واضحا دفعهم الى الاشارة الى حلفائهم الخليجيين باثارة المشاكل معها وتضييق الخناق حتى في منظمة الاوبك النفطية وقطع طرق المواصلات على جميع وسائل النقل الايرانية بعد التغيير ,وبالفعل بدات اسطوانة الخليج المشروخة والتي تطالب باعادة الجزر الثلاث الى دولة الامارات باعتبار ان ايران احتلتها ولم تشتريها من شيوخ الامارات ,وايضا عمل المعسكر الغربي بكل قواه لتعطيل عجلة الحياة في ايران ومطالبتها بالكثير من الديون الكاذبة التي افتعلوها بعد سقوط الشاه والاهم من هذا تدخل السفارة الامريكية في طهران بالشان السياسي الداخلي وايوائها لعدد من الشخصيات المطلوبة من النظام السابق والتي شكلت بعض الازعاجات للثورة الايرانية وهذا مادفع حكومة ايران الى احتجاز موظفي السفارة الامريكية كرهائن لمدة تجاوزت السنة في زمن الرئيس الامريكي جيمي كارتر وبعد مفاوضات رضخت الادارة الامريكية لارادة ايران وقطعت العلاقات بين البلدين عندها ايقنت امريكا انه لامجال لتغيير الحال في ايران الا بحرب مدمرة معها وبما ان امريكا تعرف قوة ايران واحتمال تكبيدها خسائر مرهقة للجيش الامريكي استعاضت امريكا بالبديل العربي في المنطقة فدفعت دول الخليج وبنظرة طائفية مقيتة تقبلها الخليج الى ان يساعدوا العراق وصدام لضرب ايران وبالتالي اجهاض الثورة وهنا ابين بالارقام والتواريخ ماحصل وكيف دفع العراق الى ارتكاب خطا الحرب مع ايران ,في شهر شباط عام 1980 زار الملك خالد السعودي العراق وعقد اجتماعا موسعا مع الحكومة العراقية واتفق من خلال الزيارة على ان يعملا سوية لاسقاط المطالب الايرانية في منظمة اوبك ومطالبة ايران باعادة الجزر الثلاث في الخليج وايضا فرض عقوبات على كل من يتعامل مع ايران من الدول التي كان العراق والسعودية يفوقانها اقتصاديا ,ايضا في 12/3/1980 زار العراق امير الكويت وعرض على العراق تخوفه من نشاطات البحرية الايرانية في منطقة الخليج واعتبر انها تهدد العراق باقتطاع كل شط العرب المنفذ العراقي الوحيد على الخليج ,واتفق الطرفان على رفع شكوى دولية ضد ايران ,ايضا اعتبرت منظمات حقوق الانسان العالمية ماتقوم به السلطات الايرانية من قتل لمعارضيها مخالفا للعراف الدولية والانسانية ,وفي شهر ايار من عام 1980 قامت تقريبا كل دول الخليج تتقدمها السعودية بزيارات مكوكية للعراق لتثبيت مخاوفها من ايران وتبدي حرصا كاذبا على العراق فتم عقد بروتوكول سمي في وقته بروتوكول التضامن العربي الثاني وتشكيل قوة حماية لدول المنطقة سواء ماديا او عسكريا او فنيا ,وفي شهر تموز من عام 1980 افتعلت السعودية نزاعا على شواطئها وتم قتل العديد من بحارتها باسلوب غامض وغريب تم فيه اتهام ايران بقتلهم وتدخل العراق وانذر ايران بان لاتعود لهذا الامر من جديد عندها فقط تقدمت دول الخليج وطرحت نفسها داعما ماليا للعراق للحفاظ على مايسمونه الحدود الشرقية للوطن العربي ,بعدها استمرت الاستفزازات بين العراق وايران الى ان اعلنت الحرب رسميا في 22/9/1980 والتي كلفت الدولتين خسائر كبيرة في البنى البشرية والسياسية والعسكرية والاقتصادية ,وكلما كانت هناك محاولات لايقاف الحرب يدخل الغرب نفسه وينسفها لانه يعتبر ان العراق وايران لايزالان قويان ويجب تهديمهم بالكامل ليضعفوا وتقوى شوكة اسرائيل وتاخذ دور الشاه السابق وتصبح اسرائيل الشرطي الجديد في الشرق الاوسط ,وبالفعل لم تقف الحرب الا بعد خراب البلدين ووصولهما الى درجة الصفر البشري والاقتصادي والعسكري عندها اعطي الضوء الاخضر وتدخل الخليج لدى العراق وتم ايقاف الحرب المدمرة .
لنا تكملة قادمة ان شاء الله تعالى