23 ديسمبر، 2024 1:00 م

بالمودة والتواصل نبني وطنا كاد أن يضيع

بالمودة والتواصل نبني وطنا كاد أن يضيع

مع تقادم الزمن ، وعلى مايبدو ، فإن الغربة باتت مهجعا للأفكار السوداوية التي تدور في فكر الإنسان المغترب ، وحين تتصفح أوراق ” محطات ” التواصل الإجتماعي فإن أشد ما يثير إهتمامك اليومي بل على مدار الساعات والدقائق ، ما يتداوله العراقيون من ترد لأحوال الوطن ، تفجيرات واغتيالات خرجت عن طابع الطائفية لتشمل المطلوبين في قائمة تصفيات الحسابات بين أبناء الطائفة الواحدة والمرتبطة بالأحزاب والميليشيات وانعدام الخدمات والمقومات المعيشية الأساسية التي يحتاجها الإنسان كي يعيش كما الآخرين في الدوّل المستقرة .

كل الأصوات تتعالى لتنشد رؤية بلد تحميه إرادة الرحمن ، لكن سرعان ما يقفز من بين الجمع المتضرع والمنسجم مع مشهد وطن خال من أزيز الرصاص ورائحة البارود وسيف الجلاد ، يقز صوت نشاز يدعو الى الإيغال والتفريط في الفتنة التي كلما هدأ أوارها صب الزيت عليها من خلال تعليق ” سخيف ” ، فهو كالنسر يبحث عن جيفته في دمن تعيسة غبراء يجد فيها ضالته الكبيرة !.

من المسؤول عن وطن يتبخر في كل ساعة ؟، هذا الوطن الذي حوى الجميع ووسع لأستقبال الملايين من محبيه ، لم يعد اليوم يضم أهله المتفرقين تحت نجوم العالم بين نازح ومهاجر ، منهم من فضل الموت غرقا في اليم على ان يموت كمدا وجوعا أو أن يقتل برصاص الطائفية أو على الهوية ، الآلاف مروا بنا وألقوا تحية تشم منها رائحة الوداع ذلك أنها فضلت أن تلجأ طائعة غير مختارة في بلد ثالث .

لا أكتم الحديث ، لم يعد العراقيين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي منسجمين كما لو كانوا من ذي قبل ، فالحرب ورمادها ، والطائفية وتداعياتها ، والميليشيات ومخلفاتها ، وداعش وهمجياتها ، كلها مجتمعة عاثت في بلاد الخير شرا وجعلت أبناؤه فرقا متداعية بعضها على الآخر ، ولم يبق سوى بصيص ضوء في الأفق البعيد ، الكثير منا متفائل بأن يتحول الى ضياء واسع تغطي هالته مدار أمة تداركها الله لتوسع وطن أسمه العراق من جديد .

الخير معقود بنواصي النجب من أبناء العراق الذين ساروا بعكس التيار الهادر الذي أراد بهم شرا ، وما أحلاهم وهم يرسمون ملامح الوطن الجديد ولو على هذه المواقع التي لايقل أهميتها عن مهند بتار يمضي في جسد التشرذم الذي أبتلينا بها .

المودة أساس بناء الإنسان ، نتمنى أن تدوم مع دوام الوطن .