18 ديسمبر، 2024 9:35 م

بالمختصر المفيد غير جدير بالثقة

بالمختصر المفيد غير جدير بالثقة

عندما تعرب موسکو عن قلقها من خطط النظام الايراني لإنتاج معدن اليورانيوم وتدعو المفاوضين في فيينا لمضاعفة جهودهم للوصول إلى اتفاق، فإن ذلك يعني بأن الوضع مقلق فعلا ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار العلاقة”البراغماتية” المميزة بين موسکو وطهران، وهذا الموقف الروسي يفند ويدحض کل ماقد تم إطلاقه من التصريحات والمواقف”الإيجابية” بشأن مفاوضات فيينا ويٶکد الحقيقة التي طالما يسعى البعض التهرب منها بخصوص إن النظام الايراني بوجود إتفاق نووي أو عدم وجوده فإنه يواصل جهوده من أجل إنتاج الاسلحة النووية.
نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، شدد في تصريحات له على أن الخطوات التي قد تعقد عملية التفاوض تثير قلق بلاده، داعيا إيران الى الالتزام باتفاقية الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار ماکانت کل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قد أعلنت عنه يوم الثلاثاء المنصرم من إنها تشعر “بقلق بالغ” تجاه قرار إيران بإبلاغ وكالة الطاقة الذرية بأنها ستتخذ خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20%. وأکدت هذه الدول الثلاث في بيان بهذا الصدد:” ليس لإيران حاجة مدنية يعتد بها لإنتاج معدن اليورانيوم، وهي خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي” وهو مايثبت بأن النظام الايراني لم يکن جادا منذ بداية مفاوضات فيينا وإن هدفه الاساسي لم يکن وضع حد لمساعيه المشبوهة وطمأنة المجتمع الدولي بهذا الصدد وإنما کان يريد أن يعمل کل مابوسعه من أجل رفع العقوبات الدولية ولاسيما وإنه قد وضع ذلك بمثابة شرط أساسي له.
النظام الايراني الذي ماکان يمکن معرفة نواياه المشبوهة ومساعيه السرية المحمومة من أجل إنتاج القنبلة النووية لو لم تکن منظمة مجاهدي خلق تبادر الى کشف تلك المساعي وتفضح النظام أمام العالم کله، ومنذ ذلك اليوم فإن هذا النظام مستمر في مماطلاته وتسويفه في المفاوضات الدولية الجارية معه من أجل کبح جماحه وثنيه عن إنتاج الاسلحة النووية، بل والانکى من ذلك إن الاتفاق النووي لعام 2015، بحد ذاته لم يتمکن من لجم الانشطة والمساعي السرية المشبوهة لهذا النظام بمختلف الطرق من أجل تحقيق مآربه المشبوهة.
طوال أکثر من 20 عاما من التفاوض الدولي مع هذا النظام بخصوص برنامجه النووي، فإنه ومع ماقد أعلن أخيرا بشأن عزمه على إنتاج معدن اليوارنيوم بنسبة 20%، يثبت عمليا بأن التفاوض الدولي معه لم يجد نفعا ولم يحقق شيئا بل وحتى إنه قد قدم خدمة لهذا النظام وساعده على تطوير برنامجه النووي بخطوات متقدمة للأمام وهو الامر الذي يتطلب بالضرورة تغيير نمط واسلوب التعامل الدولي وتغييره جذريا بما يکفل وضع هذا النظام أمام الامر الواقع والخروج من الدائرة المغلقة.