23 ديسمبر، 2024 3:46 ص

بالفساد إحترق العراق؟

بالفساد إحترق العراق؟

قصّتي مع آلدّعوة و آلدّعاة – الحلقـــة الثانيــة
بداية ؛ فليسامحنى أخواني ألدّعاة الحقيقيين – إن كان قد بقي منهم أحداً على قيد الحياة – و ليس دعاة السلطة اليوم الذين عُرفوا بالنهب والنفاق وآلدّمج, ولتعذر آللهم حرفي إن تعذّر أو تجَمّدَ في فميّ .. فآلجّرح ليس قصيدة تُتلى و لا قولاً يُقال …
فيما يلي ردٌّ هامّ كتبت خلاصته قبل أشهر في صفحة “ألمعنيّ”, و لأسباب ألصّداقة إمتنعتُ عن نشره, لكني و بعد ما إنقطع آلأمل بصلاح ألقوم وآلمتحاصصين معهم, إضطررت على نشره ليكون درساً للشّرفاء إن كان قد بقي شريف و يهمه كلمة الحقّ المُضيّع .. فآلزّمن لم يترك لي من صديق أرتاح إليه لقولي الحقّ وتنمّري فيه وقد جاهدت لأجله أكثر من نصف قرن لأنقاذ شعب لم يكن هو الآخر يستحقّ ذلك, و صرت في نهاية المسير كَمَنْ أضرم النار بجسده المثقل بآلجّراح في سبيل شعب لم يكن يستحق ذلك, فآلدّعاة كانوا أشرف الناس وتبيّن معدنهم بعد كلّ الذي كان في نهاية المطاف فماذا تتوقع من عامّة الشعب بعد؟
خلاصة الموضوع هو:
ردّ على مسؤول مُتحاصص مستشار في وزارة الصحة يمكن أن يُعمم على جميع أعضاء البرلمان وآلوزراء و الحكومة و القضاة ..
كما أ تَرفّع عن ذكر إسمه لئَلا يشتهر بسببي فقلمي معروف في الوسط العراقي كما العربي كما العالمي؛ حيث دعى ذلك الفاسد لبناء الوطن بينما كان في آلصّف الأوّل و المتحاصصين معه ..ألّذين خرّبوا و سرقوا المليارات من قوت المرضى و آلفقراء و الارامل و الشهداء و آلمجاهدين الحقيقيين من أبناء الشعب ألعراقيّ ألمغضوب عليه أرضا و سماءاً .. عبر صفقات الأدوية الفاسدة والعقود الوهميّة والمزورة من خلال شركات وهمية كصفقة المطار (مائة طن من الأدوية الغالية الفاسدة) وصفقة النِّعل ألتأريخيّة و صفقة أوربا الفضيحة و صفقة حدود صفوان المليارية, كل ذلك بسبب التربية الحزبية الفاسدة و الجهل الفكري الذي ميّزت الساحة العراقية عموماً .. فأجبته في تعليق مقتضب بآلقول:

[كيف يُبني آلوطن يا (فاسد) و قد تسنّمتم و آلجُّهلاء ألمناصب و أنتم لا تعرفون حتى تعريف آلفكر و القانون و الهندسة و المشاريع وآلأدارة وتأسيس الشركات و الدّراسات العلميّة أو حتى مبادئ القيادة العصرية,لقد سرقتم وأحزابكم الجّاهلية كلّ أموال البلد البالغة أكثر من ترليون دولار, و فوق ذلك بات مَدِيناً بأكثر من ربع ترليون (250,000,000,000)دولار لأجل رواتبكم و حماياتكم وزوجاتكم وفلّاتكم و فسادكم وسرقاتكم وآلمشتكى لله!؟].

و آلأمْرِ ألأمَرّ و الأسوء من ذلك؛ هو أنكم تسبّبتم بفقدان الشعب لثقفته بنفسه و لأيمانه بآلقيم و تغيير أخلاقه و أدبه و علاقته بهذا الوطن السليب وهو بآلأساس كان يعاني العوق الروحس و النفسي و الجسدي بسبب صدام .. ثم أنتم أكملتم حلقة البلاء بعد ما كان يضنّ بأنكم تُمثلون نهج الصدر وآلدّعوة و الشهداء العظام, ثم تبين بأنكم مجرد مجموعة إرهابية تربيتم في بيوت آسنة بآلخبث و النفاق والتظاهر بآلدين من دون معرفة الجوهر ثم أكملتم تربيتكم في بلاد متهجنة و خلّفتم أبناءاً فاسدين على نهجكم بسبب طينتكم و نفوسكم المعوقة المريضة, لقد شهد الجميع محاصصتكم حتى مع الذباحين لتقسيم خيرات هذا الوطن وعَلَّمْتُم الناس عمليّاً على آلحرام والخبث والعبودية و الفساد المباح وكأنكم تعترفون بأنّ السياسة وفلسفة الدّين والحكم بإسم الدِّين و الدّعوة هو لكسب المال والنساء وآلحشم والخدم والفيلات, وهي فرصة العمر؟
فهل أستاذنا الشهيد (محمد باقر الصدر) أو الشيخ عارف أو صديقي الشيخ معن أو طعمة أو القبنجي أو كل قافلة الشهداء الذين تدعون الأنتماء لمدرستهم كذبا ًوزوراً قعلوا ذلك أو علّموكم على ذلك أو حتى دعوا أو لمحوا لذلك؟

أ تَحَدّاكم .. كما تحديتكم يوم أثبت لمن سبقكم إلى إيران قبل 40 عاماً بأنّكم طفيليون ولا يمكنكم حتى من تأمين لقمة خبز بطونكم إلا على الرواتب الحرام, و بآلتالي ثبتَ لي .. بأن (الدّعوة) و (الدّعاة) ليس هذا الذي أرى و سمعت عنه و عشته بألم و بساعات حرجة كانت أكثر ألماً حتى من المسك بجمرة في شوارع بغداد و الكاظمية و الكرادة و الشعلة و الثورة و دار السلام (الطوبجي) و حي عدن و مركز بغداد ووو معظم محافظات الوسط و الجنوب خصوصا الكوت و توابعه!

أتَحَداكم حتى آلآخرة؛ و أنتم مَدينين لي بسنة كاملة تقريباً من رواتب الحزب نفسه, حين دخلت إيران بداية إنتصار الثورة و إلتقيت بعض الدّعاة (دعاة السلطة) الذين شكوا لي(1) بكون الدّولة آلأسلامية لا تتعاون معهم ضد صدام بسبب منظمة العمل الأسلامي التي كانت تتهم الدعوة بمعاداة الولي الفقيه ليحصلوا على حصة الأسد في المعارضة, رغم أنهم(المنظمة) بآلمناسبة صاروا فيما بعد من ألد أعداء الحكومة الأسلامية بعد كشف حقيقة الشيرازيين و قطع رواتبهم تقريباً!

فقلت لأخواني الدُّعاة: سأغيّر الحال و الموقف بإذن الله؛ و إتصلت عن طريق بعض المعارف الذين أعرفهم لأيصال رسالة للأمام الخميني بهذه المظلومية, و من جانب آخر سعيتُ لتأمين رواتب الدُّعاة ألذين كانوا يُعانون الجوع و الكثير من الحصار المادي بسبب نفاق الشيرازيين الذين جعلوا الكذب سلاحاً لمآربهم للأسف و كما هو حالهم اليوم, حيث عملتُ في غضون أيام معرضاً للصور و الوثائق معبراً عن وضع العراق و حقيقة الحركة الأسلامية و قيادتها و أنا الرّسام المشهود لي في كل آلعراق بشهادة نزيهة سليم أخت الفنان جواد سليم صاحب نصب الحرية (2) و عرضت كلّ صور الشهداء حتى أصدقائي عن طريق تخيّلهم لعدم وجود صورهم – لكن للأسف أنا نادم على ذلك آلآن لأستغلالي صورهم لمصلحة أناس لا يستحقون ذلك, بينما أنا شخصياً لم أحصل من وراء المعرض سوى التعب والأجهاد و صرف بعض الأموال من جيبي الخاص – على كلّ حال نصبنا البوسترات و الصور و الحكايات بثلاث لغات (فارسي وعربي و إنكليزي) ثم أعلنا عنه حتى في إذاعة طهران وصحيفة الجهاد مع حضوري في المعرض من الصّباح حتى ساعات متأخرة من الليل, و كان إستقبال الأيرانيين للمعرض لا يوصف و هكذا مساعداتهم السخية .. خصوصا و قد تمّ فتح المعرض في مركز الهلال الأحمر الأسلامي و في ساحة الأمام(الطوبخانة) و هي أقدم و أشهر ساحة تمثل مركز مدينة طهران قرب البازار, نتيجة العمل؛ جمعت أكثر من نصف مليون تومان, وهو مبلغ كبير جداً جداً في وقتها و يكفيك أن تعرف بأنّ راتب (الدّاعية) كان أقل من ألف تومان, على كلّ حال لم آخذ من تلك الأموال سوى قيمة خمس وجبات غذاء إستضفت فيها أربعة أعضاء من (حركة أمل اللبنانية) كانوا بزيارة لطهران أنذاك لأجل التنسيق, يعني خمسة تومانات فقط, و سلمت لأخي أبو محمد(وليد الحلي) باقي المال بواسطة الأخ المهندس (أبو سعد) الذي أجهل مصيره, و توالت الأيام مع القصص الدّامية و الجهاد المتواصل إلى أن فتح الأمريكان مع الحلفاء العراق لكني مرضت و تعوقت من بداية السقوط, و حين راجعت دائرتي أثناء زيارتي للعراق 2003م بعد فراق دام 30 عاما ًتقريباً لأني كنت أعمل كموظف في سني السبعينات في محاولة لأعادة حقوقي بحسب قرار مجلس الحكم المرقم 24, لكن رفض مدير الدائرة و الموظفين في قسم الذاتية تمشية معاملتي ملمحين بوجوب دفع الرشوة كقانون, فثرتُ عليهم بآلقول: [أنا أبو محمد البغدادي(عزيز الخزرجي) جاهدت لأجلكم نصف قرن حتى سقوط صدام لمنع الرشوة و المحسوبية و المنسوبية واليوم و بعد السقوط تُطالبوني بدفع الرشوة]؟

عندها أدركتُ بأني كنت قد [أضرمت النار بجسدي لأجل شعب لم يكن يستحق غير آلأسى و المحن], و المصيبة أنني أوصلت صوتي للحاكمين في بغداد و أكثرهم يعرفونني و ألقيت عليهم الحُجّة بعدم تمكّني من البقاء لاكمال المعاملة و آلعلاج المستمر في المستشفى؛ لكنهم و بكلّ صلافة وقلّة حياء و ضمير .. لم يسعوا لتمشية معاملتي لأعادة حقوقي و منهم رئيس الوزراء المالكي ثمّ العبادي الذي يحتل الرقم صفر في حزب الدعوة, بينما سعوا لتوظيف وتأمين رواتب ألبعثين وقتلة الصدر والشهداء و فدائي صدام!
بعد هذا بآلله عليكم أيها المثقفون, ما العمل مع هؤلاء!؟ أية قيم و موازين يؤمنون بها, هل العرب و الأعاجم يقبلون بذلك؟
ثمّ هل جزاء الأحسان إلا الأحسان, فأنا – و أعوذ بآلله من الأنا – إستطعت تأمين رواتب كلّ الحزب لسنة كاملة على الأقل في وقت عزّ على الجميع حتى رؤية الدولار .. و لكن بعد كلّ هذا يتعاملون معي و ربما من مثلي كآلسيد الموسوي بهذا المستوى الظالم المجحف!؟ وتبقى قضيتي هذه فريدة في تفاصيلها وستدين كل من يدعي بأنه كان يعمل ويجاهد ضد صدام.

أيّ وطن وأيّ شعب وأيّ نظام هذا الذي يُعطي ويُقدّر ألمجرمين البعثيين و فدائي صدام و العسكريين الكبار وأعضاء الشُّعب والفرق من حقوق الفقراء بضمنهم و في مقدمتهم ألمجاهدين المظلومين من أمثالي؟ ثمّ هل كسبكم لبعثي مجرم سيُثبتكم في مناصبكم على حساب الحقّ و المُجاهدين؟ يقول الأمام الحسن(ع):[الجبان هو من يجبن مع عدوه ويستأسد على أهله]!

أيّ و طن تتحدثون عنه وقد بات منهكاً؛ رهيناً؛ مسلوباً؛ ومديناً بأكثر من ربع ترليون دولار مع شروط تعجيزية ستكسر ظهور الأجيال اللاحقة ألتي لا تعرف وآبائهم حقيقة ماجرى لأنّ التأريخ يكتبهُ وعاظ وكتبة الحكام بحسب مصالحهم؟

أيّ وطن و أيّ يُمكن أن يُبنى بآلأميّة الفكريّة(3) التي ميّزتكم بوضوح و المتحاصصين معكم خصوصاً في مجال ألبناء و الادارة و التكنولوجيا المدنية و الأليكترونية الحديثة و مسألة الأوليات و الجدوى من المشاريع؟

لقد وصل التخلف الفكري في العراق بسببكم و بسبب من سبقكم من الجهلاء كصدام حدّاً ضحك علينا حتى الأفارقة و الهنود والباكستانيين والأفغان مع إحترامي لأنسانيتهم, لأنهم أيضا باتوا ضحية الحكومات التي توالت عليهم من قبل الغرب؟ و أستغرب و أنا أتساءَل؛ لو كنتم حُكاماً على الصومال أو أرتيريا أو الباكستان أو افغانستان ما كنتم تفعلون؟
بجملة واحدة أصبحتم يا (…) مهزلة للعالم, و حسابكم عسير يوم القيامة وهو يقترب منكم لحظة بعد أخرى, لأنكم لا مؤمنين و لا كفوئين و هذان الشرطان هي أولى شروط الحاكم خصوصا إذا كان في الصف الأول!
لكنها لقمة الحرام التي مسخت نفوسكم و حجبت عنكم الحق و الحقيقة كاملة, بل بُتُّم ترون الحق باطلاً و الباطل حقاً و البعثي المنافق مؤمناً وداعيةً لله والمؤمن المفكر و حتى الفيلسوف ضالاً يجب معاقبته,بينما في الخفاء تسرقون أفكاره!
و هذا هو آلفساد الأخطر و الضياع الحقيقي الأكبر و الشهوة التي بسببها شوّهتم نياتكم و أفكاركم حتى إختلطت الأمور عليكم بعد إصراركم على إدامة آلفساد و دعم الفاسدين و معاقبة المفكرين و الفلاسفة؟
تعجبتُ قبل أيام لكلام أحد قادة حزب الدّعوة السلطويّة الأنكلو – أمريكية, و هو الجاهل المدعو إعبيس (البياتي) قائلا؛
[إن الشعب العراقي يعترض على المحاصصة لأجل التغطية على الفساد]! يعني الشعب هو المتهم وليس الحكام!!!!!!!
مضيفاً: [إنّ امريكا و كندا و غيرهما .. فيهما محاصصة بشكل فاضح و لا يمكن أن تنتهي], ليكشف عن حقيقة جهله حتى بهذه المعلومات التي يعرفها طلاب الأبتدائية, فكندا كأمريكا فيهما حزبان رئيسيان, مرة يفوز هذا الحزب و تارة ذلك الحزب ولا توجد لا محاصصة و لا مشاركة سوى كون الخاسر يعمل كمعارضة قانونية في البرلمان, بآلمناسبة لا أمدح تلك الحكومات, لكن كشاهد عرضت ذلك !
بآلله عليكم هل سمعتم كذباً و تلفيقاً أكثر فضاعة من أكاذيب و دجل هؤلاء!؟
و كلام آخر مُقزز تعجّ منها روائح الجهل و الأنانية و التكبر لرئيس الوزراء, حين صرّح للأعلاميين في المؤتمر الأسبوعي قبل فترة: [لا يوجد في العراق طبقات و مواطن درجة أولى و ثانية و ثالثة, الكل متساووين في الحقوق]!؟
و غيرها من هذا الكذب الرخيص و النفاق و الدّجل العلني الذي سبّبه المسخ بسبب لقمة الحرام التي ملأت كروشهم !؟
فماذا يمكننا أن نتوقع من هكذا مسؤوليين فاسدين في قلوبهم و عقولهم و ذاتهم وهم يعيشون في أغنى بلد في العالم!؟
غير تخريج شعب معتوك مهتوك متمرّد حتى على نفسه!؟ و أخيراً:
هل يوجد مسؤول عراقي واحد لم يشتري بيتاً في لبنان أو لندن أو دبي أو عمان أو إيران أو كندا من أموال الفقراء و المساكين؟ بينما أكثر الشعب يعيش في بيوت مؤجرة لا يستطيع الحيوان السليم العيش فيها بجانب نقص الخدمات؟
هل يوجد فرد واحد من عائلة مسؤول عراقي يعاني الفقر أو المرض!؟
هل يوجد قريب واحد لمسؤول عراقي لا يدخل بيته راتباً بدون عمل أو عدة رواتب؟
فهل يمكن بهذه الفوارق الطبقية و الحقوقية والفساد الكبير بناء العراق؟
هل رأيتم حيتاناً و أشراراً فاسدين و ممسوخين أكثر من هؤلاء الكذابين عبر كل تأريخ العراق و حتى العالم؟ لذلك سأتحدى كل المتحاصصين و سأنتصر عليهم و أقاضيهم لأجل الاموال حتى لو كانوا قد تزوجوا بها أو بنو القصور منها, كما تحدّيت صدام وأضعفته حتى السقوط بفكري وقلمي المعطاء ألذي سيُحرر العالم بفلسفته الكونيّة العظمى إن شاء الله.
فآلفساد واحد و إن تعددت مسمياته و أحزابه وعناوينه, والفرق الوحيد بينكم و بين الحكومة البعثية السابقة و كما قلت في مقال كوني سابق, هو: إن (صدام) كان يسرق الناس بآلسيف, أما أنتم(المتحاصصون) فتسرقون الناس بـ(الديمقراطية)!؟
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
همسة كونيّة: [قدري كتبته بيدي .. كان جميلاً ما خطّه قلمي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهم .. الأخ (أبو زكريا) و الأخ (وليد الحليّ) و آلأخ (أبو سعد) و (أبو صهيب) و غيرهم كثير أنساني المرض و الزمن و المحنة أسمائهم و صورهم.
(2) بآلمناسبة في بداية سبعينيات القرن الماضي و لأني كنت مولعاً بآلرّسم أيام طفولتي و شبابي, قدمت للفنون الجميلة ببغداد, و كانت ألنتيجة حصولي على المرتبة الأولى في العراق, لكن والدي الذي رافقني في يوم المقابلة من الكوت حين رآى النساء و البنات الشبه العاريات, مقت الوضع و لم يُعجبه, و قال لي : هل تريد أن تقضي أحلى سنوات عمرك مع هذه المناظر المقززة و التي ستحملك الكثير من الذنوب؟ قلت له: لكني سأكون رساماً معروفا في كلّ الأرض و كما كان أستاذي عبد الخالق الركابي و أخيه عبد الصاحب الركابي يقولان ذلك, لكنه لم يستوعب كلامي, لذلك تركتُ كل شيئ و أكملت المسير لدراسة الهندسة و الأدارة الصناعية بجانب البحوث الفكرية و الفلسفية حتى صرت فيلسوفا كونياً, رحم الله والدي و والديكم .. و لا أدري ما كان يقول والدي؛ لو كان يرى الفساد اليوم!؟
(3) ألأميّة آلمعنيّة تشمل من يجهل القواعد المنهجية لتحقيق ألسّعادة مدنيّاً وحضارياً ويشمل آلمتخصصين وأهل ألدِّين.