17 نوفمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

بالعباس احلفنّك، هذا الوطن لتبيعهْ

بالعباس احلفنّك، هذا الوطن لتبيعهْ

هذا نشيد لنصرت البدر وماهر احمد، والكلمات للشاعر قصي عيسى، انا متأكد انه كتبه وهو يبكي، والعباس هو العباس بن علي بن ابي طالب والحلف به لدى السنة ولدى الشيعة محترم، ويحكى ان احمد حسن البكر وحردان التكريتي، تحالفا بالعباس، وكذلك سمعنا من آبائنا ان الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ورئيس الوزراء عبد السلام عارف قد تحالفا ايضا بالعباس، على ان لايخون احدهما الآخر، والحلف مستمر بالعباس حتى وقتنا الراهن، اذ ان العباس يتخذ مكانة مرموقة لدى الطائفتين السنة والشيعة، فهو من جهة يعود الى الشيعة، ومن جهة امه يعود الى السنة فهم اخواله، لان قبيلة امه البدوية فاطمة ابنة حزام هي بنو كلاب.

لم امسك نفسي من الكتابة عن هذا النشيد، خصوصا وانا اسمع بفتاة الفلوجة التي فجرت نفسها بوسط مجموعة من الدواعش، فقتلت 23 داعشيا وجرحت اكثر من 17 آخرين، فكانت عنوانا لشرفها وشرف الفلوجة والانبار بشكل عام، وثقتي بكتابات جعلتها اول من اتى في بالي، ولذا قررت ان انشره بكتابات فقط، انها نفثة كبيرة من الم وحب واختلاط بتراب هذه الارض، ليست عواطف مجانية وانما هي دموع تختلط مع الكلمات، ويهزني بين حين وآخر لازمة يقول فيها: حرامات العراق من ايدنه انضيعهْ.

( الخاطر هالوطن اتعبْ………………. ميهم دين او مذهبْ

وانته السيف المجربْ…. حرامات العراق من ايدنه انضيعهْ)

بالعباس احلفنّك….. هذا الوطن لتبيعهْ)

لم اعتد ان اكون انفعاليا لهذا الحد، ولكن مايمر به العراق يستدعي الانفعال والبكاء والمواجهة، للاسف دارت بنا الاهواء وسمعنا ما يكفي من سموم الطائفية، وعلينا ان نقف بوجهها من اي طرف صدرت، ولانسمع كلمات هذا وذاك، الدين لله والوطن للجميع، الذي يريد المزايدة مذهبيا ليخدم اغراض معينة مادية او معنوية لايعنينا بشيء، وعلينا ان نخرس هذه الالسن، وفتاة الانبار التي ضحت بنفسها، خير طريقة لاخراس هذه الاصوات النشاز.

الانبار ابنة العراق المدللة بعشائرها الاصيلة، والفلوجة مدينة اخواننا الذين يرحبون بالضيف قبل ان يصل، ويستقبلونه بالوجوه قبل الطعام والشراب، التفكير بالطائفة لم يورثنا سوى الدمار والموت، لنغلق ابواب التاريخ قليلا، ونتفرغ لتحرير وطننا وبنائه، لنعود ثانية اخوة في الوطن، لافرق بين مواطن وآخر، ومن لم يوافق على شروطنا من السياسيين ورجال الدين نرميه خارجا ، او ليكرمنا بسكوته.

( بالعباس احلفنك……… نوكف سوه اعلا الساترْ

نطرد من وطنّه اليوم…. كلمن رخي ومتآمرْ

حرامات العراق من ايدنهْ انضيعهْ

بالعباس احلفنك… هذا الوطن لتبيعهْ)

بالعباس احلفكم جميعا ايها العراقيون ان تدافعوا عن العراق، لايصح ان تقول عنا الاجيال القادمة، ونكون سبة على مدى التاريخ، كما لعنت الاجيال التي سلمته من قبل، وكما مدحنا افعال من حرروه، مرت اقوام واقوام، لكن وطننا يستعيد عافيته بين حين وآخر، واخيرا ارجو من جميع الاعلاميين ان يتكلموا باسم العراق ، العراق فقط بلا مذهب، العراق خلق بلا مذهب، فلا داعي ان نمزقه بالتعصب الاعمى، بالعباس احلفنك.. هذا الوطن لتبيعهْ.

أحدث المقالات