ربما لانكون ضد الحقيقة حين نقارن بين ابنة الليل والسياسي ، والمقارنة ليست شاملة ، على اعتبار ان ابنة الليل تصرفت بجسدها ولم تؤذِ احدا مهما فعلت ، اللهم الا اذا صارت ممرا للامراض الجنسية ، لكننا نقارن بينهما من ناحية واحدة ، هي الادمان ، فابنة الليل مدمنة للجنس وقد اتخذته مهنة والسياسي مدمن للسياسة وقد اتخذها مهنة ، وهذه واحدة منهن تقدم بها العمر، فلم يعد اي احد يهتم بها، بينما في الماضي كانت مركزا للضوء والنشاط والشهرة، ربما تكون هي المومس العجوز التي تختلف عن المومس العمياء صديقة السياب، لم تر في الامر بدا، يجب ان تكون خليلة هذه الامكنة، لايمكن الابتعاد عن الماخور، حتى لو عملت خادمة فيه، لعلها تستمع الى اصوات صهيل الخيول وحمحمات الفرسان، فتتذكر بها ماضيها الذي تسرب سريعا من بين اصابعها، وفعلا عملت في ماخور، وكانت تترك عملها لساعات، فتقف في ابواب الغرف، لتقول للخارج بعد نشوته: بالعافيهْ يمّه وترتاح، فيجيبها الديك : (الله يعافيج)، بالعافيه يمّه، ايها النواب، وبالعافيه يمّه ياوكلاء الوزرات من الذين بلغت اعدادهم ارقاما فلكية، لتصل الى اكثر من 700 وكيل وزارة، وبالعافية يمّه مسعود الذي صادر ماصادر من اراضي العراق، وبالعافية يمّه لكل من ساهم بتخريب هذا البلد.
بالعافيه يمّه للاحزاب التي تسلمت البلد، وقد عانى من حصار مميت، فزادت الطين بلّه، بالعافية يمّه لاخواننا الكرد الذين ازدهرت مدنهم على خراب مدننا، بالعافية يمّه لاسامة النجيفي واخيه، الذين كافأهم العراق، بالعافية يمّه للعراق الذي فرح كثيرا بتطبيع العلاقات مع تركيا والسعودية، وهو يعلم ان داعش ولدت في احضان هاتين الدولتين، بالعافية يمّه لبرميل النفط الذي صار ارخص بكثير من برميل البيبسي كولا، بالعافية ايها العراق الجديد، بمناسبة العام الجديد، بالعافية لكل عراقي لم يحصل على وظيفة حاله حال ابن اي مسؤول في دوائر الدولة، فلقد قننت الدولة التعيينات، فصارت حكرا للدفاع والداخلية والصحة والتربية، في حين بقي ابناء الصحراء من الذين تغربوا عن اهلهم، يناضلون في الصحارى البعيدة عقودا في وزارة النفط وغيرها، منذ سنتين واربع سنوات.
بالعافية يمّه لكل من لم يتسلم مرتبه في وزارة الهجرة وغيرها من الاجور والعقود للّغط الحاصل في قضية سرقة اموال النازحين، بالعافية يمّه للنقيب الفضائي التي
بقيت جثته في ارض المعركة بدون اخلاء، وبقيت عائلته بلا مرتب شهري، بالعافية يمّه لكل سارق سرق قوت الشعب من رئيس الجمهورية الذي بات مشغولا بابنته الى رئيس الوزراء السابق الذي شغل بابنه، بالعافية يمّه لمكاتب نواب رئيس الجمهورية التي لا اعلم كم كلفت الدولة، بالعافية يمّه لموفد الوقف الشيعي الى الصين لاستيراد قماش للعمائم، وبالعافية للوقف الشيعي الذي نال حصته من الميزانية باكثر من ثلاثمئة مليار دينار، ولم يكتف بواردات العتبات المقدسة التي لا ادري اين تحط، وفي جيوب من؟.
بالعافية يمّه لمحافظ الانبار الذي جاء ليزيح محافظها الذي قاتل فاصيب، وهذا هو جزاء المخلصين في العراق، في حين بقي النجيفي يرفل بعزة المحافظة المحتلة.
بالعافية يمّه لموظف النظافة في المنطقة الخضراء والذي يعادل مرتبه، مرتب استاذ في الجامعة، بالعافية يمّه ل700 مليار سرقت من احتياطي العراق النقدي، ووزعت على اللصوص في جميع الكتل والاحزاب، بلا استثناء، بالعافية يمّه بمناسبة العام الجديد، الذي سيكون عاما جديدا مشحونا بسرقاتكم وتآمركم على العراق.