18 ديسمبر، 2024 5:42 م

بالضّد من مظفر النواب !

بالضّد من مظفر النواب !

قد لا يعرف البعض سواءً كانوا من الكِثار او القلائل < ولا احصائية بالأرقام في ذلك > أنّ شرائحاً اجتماعيةً سياسية وثقافية تقف بالضدّ ” النسبي او المطلق ” من الفقيد مظفر النواب , رغم إقرارها ببلاغته وتميّز اشعاره وكذلك صيته على مستوى الساحة العربية , وهذا التضاد لا يقتصر على استخدام الشاعر لمفردات وابياتٍ نابية للغاية في بعض قصائده , والتي لا تتناغم مع رقّة وسلاسة الشعر ورمزيته في الأدب العربي ” والمفقودة في الأدب العالمي ” , فتلك الشرائح المقصودة تعتبر أنّ الشِعر هو موقف قبل أن يكون صيغٌ تعبيرية وبلاغة وما الى ذلك , كما انّها لا تعترف بتجزئة طروحات الشاعر الى متناقضاتٍ سواءً في التكتيك ” افتراضاً ” او كمتفرقات او وفقاً لأحداثٍ ومتغيراتٍ ميلودرامية خارج مسرح الأدب العربي , بالإضافة الى تأثيرات الجانب السيكولوجي وانعكاساته على الأهواء , والهواء ! في خارج الوطن , ولعلّ الأهم في رؤى تلك الشرائح هو ضرورة التفريق ” لدى الشاعر ” بين معارضته لنظام الحكم في بلده , وبين المصالح الستراتيجية للوطن , وخصوصاً أثناء الأزمات والحروب والكوارث , وعدم المزج بينهما لإعتباراتٍ ذاتيّةٍ ضيّقة .

تتمحور وجهة نظر المعارضين للفقيد مظفّر , بتجاهله وإغفاله المتعمّد لأيّ موقفٍ منه تجاه الحرب العراقية – الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي , ولذلك اكثر من سببٍ لكنّ ذلك يصبّ الى مصلحة الجانب الأيراني بشكلٍ غير مباشرٍ او مقصود , ولم يمتدح الشاعر البتّة ايران في تلك الحرب , ولا يمكن اعتبار ذلك ضمن الحياد السلبي .! فحين تشتعل الحرب فهي تستهدف مصير شعب وليس نظام الحكم فيه , ووفق الويكيبيديات المنشورة , فهنالك موقف مسجّل او مثبّت للشاعر الفقيد عن تأييده لإسقاط نظام الحكم السابق حتى عبر الإحتلال الأمريكي , ولا نجزم بصحة ودقّة تلكنّ الويكيبيديات التي من المفترض موضوعيتها في النشر.

في استكمالٍ اوسع او اقلّ لوجهة نظر الواقفين بالضّد من الفقيد , والذي ظلّ لعشرات السنين خارج العراق , بالرغم من قيام السفارات العراقية ” في مختلف البلدان التي تواجد وتنقّل فيها ” بتوجيه الدعوات له للعودة الى العراق مع احتفاظه بوجهات نظره السياسية , لكنّ المرحوم رفض العودة وتلكم الدعوات , وهذا شأنه المعتبر , وله ما له من الإعتبارات الخاصة , لكنّ ” مركز الثُقل ” النوعي في كلّ ذلك ” وفق رؤى المتضادين معه < على الأقل > , أنّ الشاعر النوّاب لم يختر العودة الى العراق ” بعد هذا الفراق ” إلاّ في زمن انتشار القوات الأمريكية في شوارع بغداد والمحافظات ! , وفي حينها استقبله الرئيس الراحل جلال الطالباني < الذي كان يحفظ عن ظهر قلب الكثير من أشعاره > واهداه مسدّساً وخصصّ له راتباً شهرياً قدره 10 000 دولار > وعاد الشاعر بعدها الى المنافي التي اختارها طوعاً , وتستغرب الأطراف المعارضة هذه ” في ذلك ” عدم تعرّض وسائل الإعلام لهذه الصلاحية التي منحها الرئيس الطالباني لنفسه في استخدام اموال الدولة الجديدة في ذلك .؟

ما ذكرناه في الأسطر اعلاه , ليس سوى تغطية صحفية محدودة تستعرض بإختزالٍ تلك الرؤى المتضادة , وليس اكثر او اقلّ , ودونما مَيلٍ او ميولٍ لأيٍّ من الإتجاهات .!