23 ديسمبر، 2024 11:20 م

بالسفينهْ ويفكس عين الملّاحْ

بالسفينهْ ويفكس عين الملّاحْ

وهذا المثل يضرب للمتهور الاحمق، يتحدى من هو اعظم منه سلطانا واكثر منه قوة واقتدارا، ويفكس عين الملاح يتحداه ويزدري قوله وفعله، ومعنى المثل : ان راكب السفينة لاينبغي له ان يتحدى مالكها وربانها، وهو في قبضة يده وتحت سلطانه، ولو شاء الملاح لرمى به الى البحر بيسر وسهولة، وانما يجب عليه ان يكون مؤدبا طيعا، ليتجنب الاذى ويبتعد عن المكروه، وقد تركت قصة المثل متعمدا فقصة الدكتور محمد بديوي مدير مكتب صوت العراق الحر واستاذ الاعلام في الجامعة المستنصرية ابلغ واقوى من اية قصة اخرى، فقد قتله ضابط من ضباط البشمركه من الذين في السفينة ويفقؤون عين الملاح، قتله في بغداد وليس في اربيل او السليمانية، قتله بدم بارد لسوء فهم بسيط، مع العلم ان محمد بديوي يوميا يمر من البيشمركة بحكم ان عمله بقرب مركز تواجدهم في القصور الرئاسية، البيشمركة تعني الثائر الكردي، وهو الآن المجرم الكردي، كنت اراهم في صحيفة المدى عندما يأتون وهم يتحلقون بسيارات حديثة واسلحة حديثة، لان فوج رئاسة الجمهورية، هو نفسه من يحمي فخري كريم عند تنقله الى الصحيفة، او العودة الى القصور الرئاسية، كانوا مدججين بالسلاح، وجوههم غاضبة لايفترقون شيئا عن حمايات صدام فقط اللغة تختلف، وكنا في الصحيفة نتجنبهم بشدة، فعندما يأتون يصبح كل شيء ممنوعا، الشاي والسيكارة والخروج من مقر الصحيفة، وكم رأينا منهم من اعمال عدوانية ضد منتسبي الصحيفة.
ان جريمة قتل محمد بديوي هي جريمة كبرى لاتسجل بشكل قومي، وانما تسجل بشكل منفرد اذا ماتم تسليم الجناة الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، اما اذا اتصل الفتى الكردي وامتنع عن تسليم الجناة فستتحول الامور الى قضية اخرى وستحمل في جوانبها طابعا قوميا عنصريا بغيضا، وللبيشمركه في بغداد تصرفات كثيرة غير منضبطة، وهناك من يشهر مسدسه وهو يمشي في الشارع بزي مدني، وهذا يعني ان هناك طبيعة اجرامية تشكلت عند هؤلاء حين لاحظوا غياب صدام وسلطته، وهم يسعون جاهدين لادراك ثأرهم من العراق الديمقراطي الذي اتاح لهم التجول في بغداد وهم مدججون بالاسلحة، ان استهتار هؤلاء بارواح الناس قد بلغ مستواه، وبدأوا يرون انفسهم اكبر واقوى من الآخرين، وهذا المنطق تكلم به الفتى الكردي عندما هدد بقهر الجيش العراقي واحتلال بغداد، ان الامور تسير باتجاه التصعيد الذي يريده الكرد، فقد اتصل بايدن بالفتى الكردي وابلغه ان يوافق على تصدير النفط عبر مؤسسة تصدير النفط سومو، فكان لابد من اختلاق سبب آخر للبقاء بعيدا عن التفاهم واستيعاب وجهة نظر الآخر، ان الجريمة مخطط لها ،  وربما كان الدكتور محمد بديوي من وقعت عليه قرعة البيشمركة للتصعيد الذي لابد منه، لان الفتى الكردي يريد ان يختبر القوات الكردية ومدى صمودها بوجه القوات العراقية، لقد فقأ الملازم الاول في البيشمركه عين الملاح بقتله صحفيا واستاذا جامعيا بدم بارد وبدون اسباب موجبة، والمفروض من البيشمركة ان تتصف بصفات القوات الامنية، يعني ان تلجأ في هذه الاحوال وغيرها الى التهديد بالاعتقال او ربما الاعتقال، اما القتل بهذا الشكل فهو قمة الهمجية والاجرام، ولم يكن محمد بديوي اول من تقتله قوات البيشمركه ،ولابد للجناة من ان ينالوا جزاءهم، ان كانوا من البيشمركه او من اي جهة اخرى، هذا الضابط المجرم يجب ان ينال عقوبة اقسى من عقوبة الارهاربيين الذين يقتلون الناس لمجرد القتل، فهذا الضابط لايقل خطورة عن اي داعشي او اي ارهاربي من ارهابيي القاعدة.