23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

بالذات ما حجم بصمة الولايات المتحدة في العراق؟ حتى المتحدث الرسمي الأمريكي لا يمكنه القول

بالذات ما حجم بصمة الولايات المتحدة في العراق؟ حتى المتحدث الرسمي الأمريكي لا يمكنه القول

بول ماكليريمارج/ الفورن بولسييرفض البنتاغون الافصاح عن العدد الإجمالي للقوات الأمريكية المنتشرة في العراق، على الرغم من الادعاء ولشهور أن عديد القوة الكاملة تستقر عند حوالي العدد 3800. وفي يوم الاثنين، قال المتحدث العسكري للجهود الأمريكية في العراق، من مقره في بغداد، إنه صدرت الأوامر له بعدم الكشف عن العدد الحقيقي، الذي يمكن أن يكون مئات أكثر من ذلك العدد. المتحدث الرسمي العقيد ستيف وارن، نفسه، لم يتم احصاؤه ضمن صفوف القوات الأمريكية على الأرض، رغم أنه يتخذ من بغداد مقراً له منذ أيلول الماضي.
وأثيرت مجددا تساؤلات حول بصمة الولايات المتحدة في العراق بعد مقتل عنصر من مشاة البحرية في مهمة لم يكشف عنها سابقا السبت، عندما اصطدم صاروخان نوع كاتيوشا أطلقه مقاتلو داعش على نقطة أمامية حيث كان يرابط شمال البلاد. وقد أجبرت وفاته، البنتاغون، على تأكيد نشرها وحدة الاستطلاع الـ 26 التابعة لمشاة البحرية الأمريكية والتي كان يخدم فيها. وتم نشر ما يصل إلى 200 عنصر من مشاة البحرية في القاعدة النارية على بعد فقط 50 ميلاً جنوب الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
ولم يقتصر الأمر في الإبقاء سراً على نشر قوات المارينز من وحدة المتابعة تي أتش 26، ولكن أيضاً القاعدة النارية التي شيدت حديثا حيث تمكث فيها قواتها كانت كذلك غير معروفة حتى نهاية هذا الأسبوع.
ولم يشتمل نشر هذه القوات على العدد الكلي للقوات المعترف به علنا على الأرض في العراق، بمعنى أن الحجم الفعلي لتدخل واشنطن يمكن أن يكون أكبر بكثير من الذي يعترف به المسؤولون.
وقد بلغ العدد الرسمي للقوات في العراق رسمياً ذروته عند 3,870 مما جعل مسؤولو الدفاع يقرون مكرهين أن العدد قد زحف إلى الأعلى. وكان الرئيس أوباما وعد في حملته بإنهاء الحرب في العراق وأنه فقط أعاد ارسال القوات على مضض بعد أن اجتاح داعش الكثير من شمال البلاد، مما أدى إلى إنهيار وشيك للجيش العراقي.     
وتصر وزارة الدفاع على أنها ليست بحاجة إلى احصاء عدد الجنود الذين أرسلوا مؤقتاً إلى العراق، وذلك يشمل مشاة البحرية خارج الموصل الذين أوكلت إليهم مهمة تأمين قاعدة الجيش العراقي القريبة، وتقدر بنحو 100 مستشار أمريكي يتمركزون هناك، بحسب وارن.
القاعدة النارية المعروفة باسم بيل، وهي القاعدة الأمامية لمشاة البحرية هي الأولى الأمريكية فقط التي تم افتتاحها في العراق منذ الانسحاب الأمريكي في العام 2011، في حين أن معظم الأمريكيين لا يعرفون شيئاً عنها، إلا أن داعش بالتأكيد على علم بها.
وتعرضت القاعدة للهجوم مرتين من قبل مقاتلي داعش منذ إفتتاحها في وقت سابق من هذا الشهر. وقد هوجمت القاعدة الأمامية الصغيرة للمرة الأولى يوم السبت عندما ضربها مسلحو داعش بصاروخين، مما أسفر عن مقتل رقيب البحرية لويس أف كاردان وإصابة عدد غير معلوم من عناصر مشاة البحرية الآخرين، وأخلي العديد منهم إلى ألمانيا لتلقي المزيد من العلاج الطبي.
وجاء الهجوم الثاني صباح الاثنين عندما اقتربت “عناصر بحجم سرية” من مقاتلي داعش بصورة كافية من القاعدة لشن هجوم بإطلاق النار، وردت مشاة البحرية باطلاق النار مما أسفر عن مقتل عراقيين اثنين. ولم يقتل أي من مشاة البحرية أو يصب في القتال، وفقا لوارن.  
وردا على سؤال حول لماذا تم الاحتفاظ بسرية القوات الأمريكية ونشرها حتى وقوع الهجوم، قال وارن “كنا نحتفظ بها لأنفسنا حتى يحين مثل هذا الوقت الذي وصلت فيه مشاة البحرية هناك، وأصبحوا يعملون بكامل طاقتهم وأنهم على استعداد للقتال”.
عناصر مشاة البحرية هؤلاء- ينتمون إلى الفوج الثاني، كتيبة مشاة البحرية الـ 26 التابعة لوحدة مشاة البحرية الاستطلاعية، والتي تتمركز في معسكر لبجون في ولاية نورث كارولينا- قدموا إلى العراق وهم مجهزون بمدافع هاون عيار 155 ملم، وقد انطيت بهم مهمة حماية المستشارين الأمريكيين العاملين مع الفرقة 15 التابعة للجيش العراقي المتمركزة في مكان قريب.