الهلال المقصود هنا هو هلال محور المقاومة والممانعة الذي يبدأ من طهران فبغداد مروراً بدمشق وبيروت فغزة مروراً باليمن السعيد وصولاً الى المنامة الثائرة عبر الاحساء والقطيف الصابرتين والصامدتين بوجه الموجات التكفيرية الوهابية. هذا الهلال بات امراً واقعا وسيغدو بدراً بعد الأنتصارات المذهلة لحركة انصارالله في اليمن السعيد بقيادة الحوثيين. فبإنتصار المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة السيد عبد الملك الحوثي الهاشمي يكون بدر المقاومة قد اكتمل, وبات نوره يضيء شبه جزيرة العرب وبلاد الشام وبلاد الرافدين وبلاد فارس.
ان منطقة الشرق الاوسط والعالم اصبح بإنتصار اليمنيين واكتمال البدر المقاوم على موعد مع تحول استراتيجي له تأثيراته السياسية والامنية والاقتصادية. فسياسياً لم يعد ممكناً غض النظر عن حقيقة خسارة الولايات المتحدة الامريكية لحلفائها التقليديين في المنطقة وهي خسارة لصالح محور المقاومة والممانعة مقابل ما يسمى بـ( محور الاعتدال), ومن المؤكد ان لذلك أثره في العلاقات الدولية, واما من الناحية الامنية والعسكرية فإن حلفاً يضم دول الممانعة بات تأسيسه يعد ضرورة استراتيجية وذلك لحماية المنجزات التي تحققت على يد المقاومة, وبالتأكيد فإن ولادة هذا الحلف العسكري ستغيير معادلة توازن القوى في المنطقة التي كانت ولسنوات خلت لصالح (اسرائيل).ان مسألة انشاء حلف(المانعة) ستكون مسألة وقت ليس الا, وذلك عندما تتجه الارادة السياسية لدول البدر المقاوم لإنشاءه.
اما أقتصادياً فنحن امام تكتل اقتصادي مهم لدول البدر المقاوم له اطلالة تبدأ من الخليج وحتى البحر الاحمر مروراً بسواحل البحر المتوسط, وستكون تحت قبضته اهم المضايق اعني مضيق هرمز وباب المندب, ولنا ان نتخيل حجم الثروات التي يحتضها هذا التكتل الاقتصادي سواء على مستوى الثروة النفطية او الغازية. هذه بإختصار اهم الاثار الاستراتيجية لتحول الهلال المقاوم الى بدر بعد نجاح الحوثيين في قلب المعادلة السياسية في اليمن التي كانت للأمس القريب تعتبر عنصر ارتكاز في السياسية الخارجية الامنية الامريكية.
والسؤال المهم هنا هو: ماهي الخطوة القادمة التي ينبغي اتخاذها بعد هذه التغييرات المهمة؟
المطلوب هو مسارعة دول الممانعة بقيادة الجمهورية الاسلامية في ايران الى التجمع والاتحاد من خلالها تأسيس رابطة او جامعة او حلف او اتحاد له هياكله السياسية والاقتصادية والعسكرية. اننا اليوم نعيش في عصر الاحلاف والتكتلات, ولم يعد مقبولاً التفريط بالانجازات التي حققتها مقاومة الشعوب العربية والاسلامية, ولكي نحافظ على تلك الانجازات لابد من وجود رابطة او جامعة سياسية تكون كمظلة لدول محور الممانعة. اعتقد ان الاجواء اليوم مهيئة اكثر من ذي قبل لولادة هكذا تكتل سياسي يضم دول المقاومة, والمطلوب اتخاذ القرار السياسي من قبل دول محورالممانعة والأعلان عن هذا التكتل كخطوة مصيرية اولى للإنطلاق به نحو التكامل على غرار الاتحاد الاوربي الذي بدأ في منتصف خمسينيات القرن المنصرم كفكرة ثم اعقبته ارادة سياسية اخرجته للعلن ليكتمل بناءه بعد ثلاث او اربع عقود من الزمن, بدء ككيان سياسي ثم تحول الى تكتل اقتصادي من خلال اعتماد (اليور) كعملة موحدة لدول الاتحاد وسياسات نقدية واحدة.
ليس مستحيلاً علينا كعرب ومسلمين في محورالممانعة القيام بذلك بعد اكتمال هلالنا الذي غدا بدرا بإنتصار ارادة الشعب اليمني بقيادة الحوثيين.