18 ديسمبر، 2024 9:05 م

بالحوار ننتصر وإلا فالحشد موجود

بالحوار ننتصر وإلا فالحشد موجود

غالباً ما يحتاج الإنسان إلى مهارات في فن التفاوض، في حياته اليومية للتغلب على الصعاب، في مختلف نواحي الحياة، فهناك مواقف تجد نفسك في حيرة من أمرك في اتخاذ قرار ما، فأن لم تكن لديك مهارة في أتقان فن الحوار والتفاوض، فأعلم أنك الطرف الخاسر، وهذا أيضا ينطبق على مبدأ السياسات الحكومية، وآلية كسب ود الأطراف الأخرى وكيف لك ان تجعل الأمور تجري لمصلحة بلدك.
الفترة المنصرمة كانت هناك تجربة سياسية في فن التفاوض، حيث ضربت اروع الأمثلة في كيفية التعامل وكسب المصالح، والتغلب على الطرف الآخر وتكون انت المنتصر، ظريف ذلك السياسي الإيراني الذي شغل مناصب عدة في إيران، “الممثل الدائم للأمم المتحدة، كبير مستشارين وزارة الخارجية، عضو بارز في مبادرة حوار الحضارات”، إلا أن تم اختياره في 15 أغسطس 2013، وزير لخارجية إيران، حيث قاد التفاوض مع الدول الأوربية والولايات المتحدة، والكل رأى كيف كانت الابتسامة تمتلأ بالنصر.
العراق ومنذ 2003، ولحد الآن لم ينجب ظريفاً لكي يلعب فن الحوار وإدارة التفاوض الدولي، وزارة الخارجية العراقية عاشت الخمول في ظل الحكومات المتعاقبة، ولم تأخذ الدور الفعال والحقيقي، مع دول الجوار ولا حتى الدول الإقليمية والعالمية.ما أحوجنا اليوم إلى شخصية تمتلك الرؤيا والجدية في حب الوطن لكي تترجمه إلى أرض الواقع، على الأمهات الثواكل أن ينجبن ظريفاً عراقياً خالصاً في حب العراق.
كفانا دم واقتتال، بسب سياسات خاطئة، قادتنا إلى ما نحن عليه، نحن لسنا بحاجة إلى فتح نار مع الجوار، بل علينا بالحوار أولا، ولكن لا ننسى قوله تعالى” فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعتدى عَلَيْكُمْ ۚ “، نحن لا نساوم على ذره من تراب الوطن الغالي، وعلى الأتراك أن يلزموا حدودهم، وإلا لصبرنا حدود.
أمامنا حرب ضد داعش، لتحرير موصلنا الحدباء، وما رأيناه قبل أيام في توحيد الرؤى وتكاتف الأيادي، ما هو إلا نتاج لحب الوطن، اجتماعات متكررة لقادة الحشد الشعبي تارة مع رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، وأخرى مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، ومشاركة نحو تسعة آلاف مجاهد من أبناء السنة مع إخوتهم، ليدافعوا صف إلى صف مع الحشد والقوات المسلحة، لتحرير موصلنا الحدباء.
بوحدتنا نرعب الأعداء، ونرسل رسالة مفادها أن تراب العراق غاليا وأغلى من الدم، وها نحن اليوم ليس أمامنا إلا الانتصار وستكون كلمة العراق أولا، لا داعش ولا أردوغان ولا من يقف خلفهم.