17 نوفمبر، 2024 5:28 م
Search
Close this search box.

بالحرف الواحد انها قضية رأي عام

بالحرف الواحد انها قضية رأي عام

بالطبع تنظيم الامم الافريقية لكرة القدم في نسختها الحالية 2019 بالنسبة لمصر في هذا الظرف , هو اعلى شأنا من تنظيم كأس العالم , فهو احتياج جماهيري ورسمي , لاخراج صورة مصر الى العالمية مرة اخرى , بعد التقلبات السياسية والاجتماعية وشكل الحياة التي عاشتها بكل الاصعدة , وشرف تنظيمها في مصر , هو اعتراف رسمي وجماهيري بعمق التأثير العام للرياضة في حياة الشعوب , ورسالتها الاسرع للعالم بكل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية قبل الرياضية . الحدث الصادم في هذه المعادلة هو خروج منتخب مصرمن دور الستة عشر لهذه البطولة , والذي ولد ذهولا وانكسارا لا مثيل له , في كل بيت ومؤسسة مصرية , وبالذات المؤسسات الاعلامية بكل توجهاتها واختصاصاتها , الفضول المعرفي سحبني الى متابعة ما بعد الهزيمة , ماذا يحدث الان في مصر , ؟ تركت البرامج الرياضية ومخرجاتها لأنها برامج تحليلية تكون مكررة في هكذا مناسبات , وقيدت انتباهي الى برامج باختصاصات اخرى غير رياضية فانظروا ماذا وجدت , مقدمي برامج ليس لهم شأنا بالتخصص الرياضي , تبنوا تحليلا مشتركا للهزيمة من منطلق ان الرياضة مشاعة وهوية وطنية واحساس مشاعري عام , وواجب اخلاقي اعلامي في رصد ما حدث ومناقشة مسببات الانكسار المجتمعي من جراءه , والطرق المعالجاتية لاخراج المجتمع المصري من حالة الحزن واليأس , والحدث الاهم هو من انبرى لهذه المسؤولية ؟ , وائل الابراشي واحد من قامات الاعلام المصري السياسي , الذي انبرى في اوقات سابقة لكل ما يثير السلوك المنافي لقيم مصر ابان حركة البلطجية من السياسيين , اثناء ثورة يناير , معتز الدمرداش صاحب البرامج المتنوعة الاكثر مشاهدة في مصر والمختص بالجانب الفني والمؤثر لدى البيت المصري , دعاء حسن الاعلامية المصرية المعارضة الجريئة في قناة الشرق , واعلاميين اخرين مشهورين ببرامج هي غير رياضية تخلوا عن تخصصات برامجهم امام قيمة حدث الهزيمة الرياضية ومؤثراتها على المجتمع المصري , لأن حقيقة الامر من وجهة نظرهم ان الرياضة هي قضية وطن ومواطن ابعد من كونها ممارسة جسدية , وهم بالتأكيد محقين بذلك , وحاولا بسرعة السيطرة على ردة الفعل المخيفة التي اصابت المواطن في عمق مشاعره , كذلك تصدت لنفس الحدث والاسباب شخصيات مصرية عامة, منابرزهم المحامي المشهور المثير للجدل سمير صبري وانتقالته المؤثرة لرصد المقصرين انصافا لمشاعر المصريين واعلن اقامة دعوى قضائية لدى النائب العام ضد اتحاد الكرة المصري , وهذه ليست القضية الاولى التي يتصدى لها صبري , فهو مشهور برصده الحالات المزعجة والمرفوضة المؤثرة على سلوكيات المواطن المصري , معتبرا ما حدث للشارع المصري من جراء انكسار امم افريقيا لا يقل شأنا عن اي قرار يمس بمشاعر وسلوكيات وعادات اهل بلده , وبذلك وضع الرياضة بمستوى واحد من التأثير مع اي قرار حكومي مهما كان نوعه يضر بمصلحة المصريين , هذه هي المشتركات الحقيقية في ثقافة الاعلام الوطني على اختلاف توجهاته واختصاصاته , عندما يشعر بأن حدثا ما مهما كان نوعه من شأنه تعكير صفو الحياة والمجتمع في بلده , اعلام مؤمن بواقعية التجربة على ان الرياضة ضمير مجتمع شاء من شاء وابى من ابى , وهي رسالة وطنية الكل مسؤول عنها بغض النظر عن طبيعة عمله وادواته , فأين نحن واعلاميينا واعلامنا من هكذا ثقافة ؟ وهل سينبري اعلاميا سياسيا او فنيا او مجتمعيا او شخصية عامة مؤثرة , للتصدي الى الملف الرياضي العراقي الذي تتقاذفه هوة المصير المجهول ونداهة الخوف من انزلاقه الى بئر الرعب , بعد حالة الفوضى القانونية والتدخلات الحكومية الغير مدروسة الاخيرة , وتبادل للادوار والمصالح السياسية التي قصمت ظهر الرياضة لتجهز على خنق انفاسها , بوثائق وأدلة اقل ما يقال عنها انها مهازل في بناء الدولة العراقية المنشودة الحديثة المؤمنة بحرية الافراد ومنظماته المدنية , وتعسف مسفر لانتهاكها , وعسكرة جديدة في لباس الديمقراطية العجيبة , فأين احمد مله طلال وريماس علي وغزوان جاسم والنائب الزميل الاعلامي وجيه عباس والدكتور نبيل جاسم واين الاخرون ؟ سادتي الافاضل ان الرياضة العراقية تستحق شأنا اكبر في مخيلتكم وبرامجكم من وزير اسقط في التصويت النيابي او مناقشة مهاترات تقسيم مغانم السلطة وفضائحها , فهي قضية وطن قضية شاب وطفل واب وام , قضية البسطاء الذين لم يجدوا سواها دفئا وطنيا يجمعهم , انها الصورة المشعة الوحيدة في وطن ينهار في كل زوايا الرؤيا .

أحدث المقالات