ثلاثة سيارات، وحماية بسيطة مع مقاومة بثلاثة إنتحاريين، تفجروا على القوة المهاجمة؛ ففجروا المفاجئة.
الصيد ثمين، وأحد المقتولين ثاني رجل من النظام السابق، وقائد وممول العمليات الإرهابية.
شاهد أبناء تكريت، المنتفضون على عصبات الإرهاب، بعيونهم المجردة عزت الدوري وهو يروم الدخول الى ناحية العلم من منطقة جبال حمرين وحقول علاس، فتحركوا مع الحشد الشعبي، ويسألون من أين خرج الدوري، أذا كان الجانب الآخر بيد داعش؟!
سنوات كانت البحث مستمر، وتُروى قصص تنقله الخيالية بين: الأردن، السعودية اليمن، العراق، حتى قيل أنه محاصر في القصور الرئاسية.
الدوري من بائع ثلج؛ الى ثاني رجل في الحكومة البائدة، وأداة ربط مع الجماعات المتشددة، ويُدير شبكة وهمية، من العلاقات التنظيمية والتمولية، من جناح، إستخدم القوة والعنف والإبادة الجماعية، وأسس إمبراطورية تعيش على الدماء، وتبني قصور على المقابر الجماعية، وإدارة الحروب العبثية، وسبب حزبه قلقل المنطقة والعالم، وحاول نقل التجربة الى دول عربية منها: السودان، الصومال، مصر، اليمن، وبأسم القومية العربية.
وافق تأسيس البعث، بروز قوة متطرفة بإسم الإسلام، تتخذ من أفغانسان موقع إستراتيجي؛ بمجاورة روسيا وإيران، وباكستان( البلد النووي الإسلامي الوحيد)، وتتحرك على نفس الدول التي فيها خلايا البعث؛ إلاّ العراق؛ لا تسمح طبيعة نظامه المخابراتية، ثم قربه الى شمال العراق، لمحاربة المعارضة الكردية، والقوى التي تتخذ من كدستان ملجأ.
بدأ حزب البعث بالإنهيار بعد حرب الخليج، والإنتفاضة الشعبانية عام 1991م، وتنامى الفكر الديني؛ ليواجهه بما يسمى( الحملة الإيمانية)، وسعى فيها الدوري لتقريب القوى المتشددة، تزامناً مع الحملات العالميةعلى القاعدة بعد أحداث 11 أيلول، الى أن تم عزلهما وإسقاط البعث في 2003م، ومطاردة القاعدة وصدور قوانين مكافحة الإرهاب، تحت مظلة الأمم المتحدة.
عمدت القاعدة على البحث عن أرض رخوة، وإستغلت تشكيل نظام جديد، يحضى برفض الحكومات الدكتاتورية العربية، ووجود ساسة أغبياء كانوا أدوات للفوضى والحرب الطائفية، وتشكلت بالعراق من 90% أجانب؛ قتل معظمهم، والدوري يقود جيش الطريقة النقشبندية، ويرتبط بأبنة صدام المخلوع، لكسب عواطف طائفية، وبقايا النظام وأجهزته القمعية.
أدى الإنشقاق في صفوف البعث، وهزيمة القاعدة في العراق؛ الى فقدان القيادة، وتأسيس قوة بأسم( جيش المجاهدين)، يضم كبار ضباط البعث ومخابراته وفدائيّه، بقيادة أجنبية؛ ليكونوا أكثر قسوة، ففي سوريا عراقيون، وفي العراق من جنسيات مختلفة، و 90% من داعش داخل العراق عراقيون، وأعلنوا خلافة العراق والشام، والظهور العلني، بعد سقوط الموصل وعدة مدن عراقية.
كان الدوري يتحرك قريب، من أرض معركة، لإستغلال العلاقات العشائرية والخلايا النائمة، من أجل زيادة زخم الهجوم على مصفى بيجي، وإيقاف تقدم القوات العراقية الى الموصل والأنبار، بعد قُصم ظهر الإرهاب، وبدأت العشائر تنخرط مع القوات المسلحة والحشد الشعبي.
قتل الدوري مع 12 من مرافقيه، وفجر ثلاثة أحزمتهم الناسفة، وإنقرض البعث وداعش؛ بِعد تنازلي للإنهيار، وشخص أبناء تكريت قبل غيرهم، من كان يقلتهم، ويريق أنهار الدماء في العراق.
تقارب فكري ظلامي، أفضى الى زواج غير شرعي بين القاعدة والبعث، والمولود أكثر تطرفاً وتوحشاً سمي داعش.
البعث وداعش والقاعدة، وكل العصابات الإرهابية، التي تجوب الدول العربية والإسلامية، بعملياتها الإنتحارية، وقعوا بمستنقع الرذيلة والإنحراف الفكري والأخلاقي، وكان البعث هو الممول، وعزت الدوري أبن فراش الخيانة، وكل بعثي هو داعشي بلا شك، والعكس أيضاً صحيح؟!.