26 مايو، 2024 12:52 م
Search
Close this search box.

بالتصريح بالتلميح هنا البصرة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

(إلهي رجوتك ثلاثاً لا تجعلها بيد مخلوق: سعادتي، رزقي، حاجتي)، كان يهمس في دعاء الصلاة وقت الظهيرة، وكان قربه شاب في مقتبل العمر يسمع كلمات الرجل العجوز.
 حديث ينطلق بعبرات وآهات، لرجل مسن بسيط من أهالي البصرة، عندها بادره بالسؤال: تقبل الله يا عم كيف هي أحوال البصرة؟ فأجاب: إجمع كل مدن العالم وتصفح أرصفتها، لن تجد مثل هذه الفيحاء الغليظة والحجارة الصلبة، فكلها كنز لا يقدر بثمن! ولكن يا بني المشكلة ليست في الأرض وإسمها، بل فيمن يحكمها وتسلط عليها؟!
وأكمل حديثه يا بني: رمال وحصى، ومعادن ونفط، وماء ونهر، وسمك وطير، ونخل وتمر، آه هل تعرف إن البصرة، من أكثر مدن العالم إنتاجاً لأنواع كثيرة من التمور، ففيها يزرع حوالي 14 نوعاً؟ وهل تعلم أن النخيل لوحده، يعد ثروة زراعية هائلة، فيما لو تم إستثمارها بالشكل الصحيح؟
 بني: العالم كله يأكل من خيرات البصرة، لكن إسألني: هل أنت سعيد، ورزقك متوفر يسير، وحاجتك مقضية في هذه المدينة؟! الجواب: كلا أبداً لم يوفر لي احد هذه الثلاث: سعادتي، رزقي، حاجتي!
أتعلم يا ولدي: إن السعادة والرزق لن يتحققا لأهل البصرة، إلا بوجود أناس من أهلها، يعرفون مواطن قوتها، وطرق عيشها، ومَنْ يستحق هذا الشرف فإنه ذو حظ عظيم، فمن نِعم الخالق (عز وجل) أن تكون حاجات المحافظات الأخرى، مقضية على يد هذه البصرة المظلومة (البقرة الحلوب). قاطعه الشاب: لكن يا عمي أُطلق مشروع البصرة، عاصمة العراق الاقتصادية بجدارة، رغم التحديات والصعوبات التي واجهت أبناءها، وإنتفضوا ليعلنوها صراحة: نحن بوابة العراق وشريانها.
 نعم يا بني جلّ ما يفعله أهل البصرة الآن، أن تأخذ إستحقاقها فلم تعد الأمور كما كانت سابقاً، اليوم ورد على حكم أهل البصرة رجال بررة، يقدمون كل ما يستطيعون، لأن دعائي أنا الشيخ المسكين، ومثلي الآف من أهليها، قد نقلوا قضيتنا من الأرض الى السماء، فتحققت أمينتنا بأن نرى أولادنا وأحفادنا، يحققون سعادتهم، ورزقهم، وحاجاتهم، بيسر وأمان.
نعم يا ولدي، إنها من بركات ذلك السيد الجليل، عندما نرى أن الأمور تذوب بين يديه، وما أن يبدأ حديثه، حتى كأن الحاضرين على رؤوسهم الطير، ويتهامس جميعهم حول منطقه وأسلوبه البليغ، فتنتهي المشاكل وتذهب أدراج الرياح، وكان يكرر قوله: لا يصح أن تشهد سله الخير هذه المصاعب وقلة الخدمات، لأنه بالتصريح أو بالتلميح هنا البصرة، فأنتم من يأكل بخيركم، جميع مَنْ في العراق، وهم ينظرون لكم نظرة خاصة، فما بال مَنْ يعدكم خيراً في قادم الأيام، ليحكم بينكم ويوفر لكم الخبز والكرامة، فيا ترى مَنْ ذلك الرجل الحكيم؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب