23 ديسمبر، 2024 3:48 ص

بالتاكيد هي ليست ( حرية ) !

بالتاكيد هي ليست ( حرية ) !

شاءت الصدف واني في السوق ان اقف امام محل لاحد الاصدقاء يبيع بعض المستحضرات الدوائية ومستحضرات التجميل وغيرها ، فشاهدت شابا عمره لا يتجاوز العشرين سنة يريد ان يشتري مستحضرا يجعل الوجه ابيضا بقدرت قادر المستحضر ، وان يجعله يبدو احمرا ، كنت في البداية اتصور ان هذا المستحضر يطلبه لاخته مثلا او احد اقاربه ولكنني ذهلت عندما عرفت انه يطلبه لنفسه ، والله العالم كم انفق على وجهه ليجعله بهذا الشكل لخدوده الحمر وحواجبه التي لا توصف لانني لو وصفتها ربما احتاج الى امرؤ القيس كي يصفها ، ناهيك عما شاهدته يرتدي من ملابس ضيقة جدا على جسده وبنطلون ذو السرج القصير والذي يبدو للناظر كانه منزوع عن جسده وما ان ينحني لالتقاط شيء حتى تظهر امامك مظاهر الانحلال الاخلاقي .
مثل هذا الشاب الكثير والكثير حيث تراهم يتسكعون في الشوارع ويرتادون المقاهي المشبوهة ( بالكبسلة ) وتناول بعض المشروبات الروحية اشاهدهم وانا اتذكر بعض الاماكن التي يكثر بها مثل هذا الشيء في بغداد كالمتسكعين في باب الشرقي والبتاوين وغيرها ، ناهيك عن ما نشاهده من ظاهرة متفشية بين الشباب وهي تناول ( النركيلة ) والمعسل بجميع انواعه منهم من يضع الحليب ومنهم من يضع المشروبات الغازية فيها ولا نعلم لهذا العلم من سلطان يتفننون في صنع النركيلة طبعا يذكروني بتفنن الصينيون والكوريون في صناعة القداحة مثلا او بعض العاب الاطفال الالكترونية البسيطة وغيرها فلا تجد وجها للمقارنة اصلا بين الاثنين ، فقد باتت المقاهي لا تستوعب الشباب لكثرة ارتيادهم عليها كل هذه الامور وما خفي كان اعظم مهدت الطريق المباشر امام شبابنا للانحلال الاخلاقي ، فهل يا ترى من الذي دفع بشبابنا الى الانخراط وسط هذه الامراض والاوبئة المتفشية بالمجتمع العراقي بشكل كبير والتي بدأت تنخر بهم وتدمرهم وتحكم عليهم في محكمة الشوارع بالفشل الذريع الذي لا اصلاح بعده ، ربما سنتناول بعض الاسباب التي ادت بهم الى هذا الطريق الوعر منها فهم بحاجة الى ذوي الاختصاص لمعالجة مشاكلهم الاجتماعية كالظروف المعيشية التي يعيشها معظمهم وخاصة سوء الحالة المعيشية وتردي الاوضاع الاقتصادية لدى معظم العوائل هذا من جانب ومن جانب اخر تجد للبطالة الدور الفعال والتي سببت بعزوف اكثرهم عن الدراسة وافتراش الشوارع والمقاهي ملاذا ومسكنا لهم .
حيث تجد جميع الشباب طاقات مهدورة وامام انظارنا ولنسا بقادرين على استغلال هذه الطاقة في خدمتهم اولا واخيرا بالتأكيد هي ليست ( الحرية ) والكثير الكثير من الاسباب التي ستجعل شبابنا ينخرط في انشاء نواة العصابات والمجاميع الارهابية وهو بالتأكيد مخطط لجعلهم وتوجيههم في هذا الاتجاه مخطط له مأرب نعلمها او لا نعلمها الاهم من ذلك اننا نشاهدهم بام اعيننا وهم ينخرطون فيما خطط اليهم من قبل لتشتيت طاقاتهم وافكارهم وتوجيهها للعدم ، فعلينا الاسراع بعلاج ما يمكن علاجه من الظواهر السلبية والتي تتكاثر كالسرطان في الجسد العراقي قبل ا نياتي يوم يصعب علينا علاجه فعلينا ان نؤسس رؤيا واضحة ومعالم مستقبلية لشبابنا بمقدار المستطاع وفق احسن المعايير الاخلاقية .