22 ديسمبر، 2024 3:21 م

بالتآزر مع الحشد .. الجيش يعزز ولاءً وطنياً مطلقاً

بالتآزر مع الحشد .. الجيش يعزز ولاءً وطنياً مطلقاً

(1)
خروج العراق، من البند السابع، وفق توصيف الامم المتحدة، يعني بأبسط تفسير، أن الدبلوماسية العراقية أفلحت في إقناع الامم المتحدة بمدنية العراق، شعبا متحضرا ذا حكومة تنزع للسلام.. بغض النظر عن ملاحظاتنا الداخلية ضمنا.. ولم يعد ذاك البلد المهووس بالحروب إعتداءً على جيرانه، بين مدة وأخرى.. كلما خرج من حرب، ورط نفسه بالدخول في ثانية،… ومن عَهِدَهُ كذلك، لم يعد كذلك!
يأتي الخروج من البند السابع، متزامنا مع إعلان رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، إنتهاء العمليات العسكرية، ضد “داعش” بالقضاء عليه نهائيا، ونفاذ العراق الى مرحلة البناء الحضاري لمجتمع السلام.. داخليا، وفي علاقاته مع الخارج.
إقرار مجلس الامن الدولي.. أمس الاول، بخروج العراق، من طائلة البند السابع؛ معناه إكتساب أهليته للحوار الحضاري، من دون الاضطرار الى اللجوء للقوة العسكرية، في تمرير القرارات الدولية بشأنه؛ لحماية الآخرين، من حوله إقليميا وعالميا.
(2)
طالت مجادلات أعضاء مجلس النواب، خلال المرحلة التأسيسية، لعراق ما بعد 2003، بشأن العيد الوطني، فتباينت الآرء، بين يوم 23 آب.. تأسيس الملكية و14 تموز قتل الملكية و9 نيسان سقوط الدولة، مثل ستارة شباك، عثر صدام، متعلقا بها لتسقط معه! فرفض “القومجية” الاختيارين الاول والثاني؛ لانهما صنعا بأيد بريطانية 1921 وأمريكية 2003، ورفض العقلاء أوسطهما؛ لأنه لم يكن خير الحلول؛ إذ ليس من المعقول يضمخ عيد العراق بدم العائلة المالكة، التي أغتيلت بفظاعة، من دون ذنب ولا إساءة ولا جرم او حتى مقاومة؛ إنما ضحية تهافت العسكر على السلطة!
وأغفل الامر.. ثولناها… ريثما صنع أبطال الحشد الشعبي والجيش، مأثرة وطنية خالدة، تصلح عيدا أطلقه رئيس الوزراء رسميا، ليشرع به مجلس النواب قانونا، يجيب لهفة الشعب الذي يصبو الى ايجاد أسباب للفرح، يستذكر خلالها الحسنيين.. بطولات الشهداء والاحياء بتحقيق النصر على حد سواء.
(3)
وما دمنا إتفقنا شعبيا، مع رئيس الوزراء، بشأن 9 كانون الاول 2017 عيدا وطنيا، منتظرين قانونا يسنه النواب؛ إذن ثمة شروط علينا الاتفاق حولها؛ كي لا نصبح شعبا يفكر بذاكرة مثقوبة، منها: حسن التحوط؛ كي لا تتكرر مأساة مثل إحتلال الموصل يوم 10 حزيران 2014، من خلال تدعيم الجيش المؤمن بحرفيته القتالية، مرهون الكرامة بالنصر او الشهادة.. إحدى الحسنيين، كما أسلفت، وألا ننسى أن فرحنا بالعيد وبهجة الاجيال التالية علينا به، معمدة بدم الشهداء ويُتمِ ابنائهم وثُكلِ أمهاتهم وترمل زوجاتهم، وحرمانهم الحياة.. “شباننا تريد الهوى والموت ما خلاها”.
على المحتفلين بالعيد الوطني الذي صنع سرورنا به مقاتلو الحشد الشعبي المقدس والجيش والعشائر المتآزرة معهم، متخذين من تأوهات الجرحى وعوق المصابين، سمفونية مجد نفخر بها، ونحن نستعيد المدن التي إغتصبها الارهاب، ونشرع بإعمارها.. إن شاء الله.. وفق أحدث الانساق العمرانية المتقدمة.
(4)
طبتم وطاب ذكركم ما دام في نخل أرض السواد تمر، وانتم تنتشلون سفينة العراق من طوفان الفصل السابع، متحولا من بلد يتحاور مجلس الامن معه بالقوة العسكرية، الى وطن مسالم.. متحضر، باعتراف الامم المتحدة.. بلد مدني وليس عسكريا، وقد رست السفينة من طوفان تضاربتها أمواجه.. فحطت على قمة أرارات، من جبل الجودي؛ واجدة عيدا وطنيا للعراق، ظل يبحث عنه سنوات، ولم يجد إلا بقوة رجاله من أبطال الحشد والجيش والعشائر المتآزرة معهم.
مبارك العيد الوطني.. عيد النصر بنفاذنا الى حومة السلام، نهزم الارهاب الذي “بجى” الدول العظمى!
• مدير عام مجموعة السومرية