(ان الحياة كلمة وموقف .. الجبناء لايكتبون التاريخ .. التاريخ يكتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق واحب الفقراء ) تشي جيفارا
كثر الحديث عن زيارة البابا للعراق والادعاء ان نتائجها على العراق ستكون ايجابية وتكون عامل للتغيير نحو الافضل .. في رأي المتواضع كلا ! كلا! التغيير في العراق لايصنعه او يقوم به الخارج لازيارة البابا ولا رئيس دولة عظمى ولا عاهرات الامم المتحدة مهما وضع لها من مكياج للتجميل .. التغيير الحقيقي يقوده العراقيون انفسهم والعراقيون الوطنيون يمثلهم ثوار تشرين البواسل ثوار في فكرهم وبصيرتهم ووعيهم وسواعدهم العزلاء ونفوسهم الصادقة والصابرة ..
علينا ان نتذكر ان التغيرات الكبرى في التاريخ سواء على الصعيد الديني او الانساني او المجتمعي كان يقودها قلة مؤمنة صادقة بقضيتها ولعل التجربة الاسلامية خير مثال نهتدي به فانتصار نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم في بداية الدعوة ومن وراءه القلة من الثوار وهم المؤمنين في مكة الذين جابهوا جبروت اغنياء قريش ومشركيها كانوا قلة مؤمنة صادقة التفت حول الرسول ورسالته العادلة آمنت وهاجرت معه وقاتلت وقدمت الانفس والمال في سبيل الدعوة وانتصرت .. لم يطلب مؤمنوا مكة العون من الخارج لكي تنتصر دعوتهم لم يطلبوا العون سوى من السماء .. عندما حاربت الملائكة في صفوفهم بهولاء القلة المؤمنة انتصر الاسلام .. ثوار تشرين ولاتهمني اعدادهم وساحاتهم ولكن مايهمني انهم فئة مؤمنة بعدالة قضيتها وصابرة حتى تحقيق النصر بسم الله الرحمن الرحيم ( ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا الفا ) وهي التي ستقود التغيير وستنتصر كما كان ( انتصار الثورة الجزائرية .. التجربة الجيفارية في امريكا اللاتينية .. ) ان انتصار الثوار على الكثرة التي تمثلها الاحزاب الفاسدة المتربعة على عرش السلطة لهو انتصار لم يكن بقياس العدد والعدة انما بقياس النوع وانتصار الثوار سيكون في التغيير الحقيقي الذي سيحصل في العراق وليس تغير في مراكز السلطة .. قد يتراجع الثوار في موقع ويخسرون منازلة ولكنهم لن يسقطوا سينتصرون في النهاية هذا هو ماّل التاريخ .. هجرة النبي محمد من مكة الى المدينة لم تكن هزيمة بل هو انسحابا منظما وتأسيس بؤرة جديدة للدعوة غرضه الاعداد للنصر النهائي لمشركي قريش في عقر دارهم وكذا سيحصل ( المنطقة الخضراء )
ليكن دليلكم ايها الثوار تلك التجربة العظيمة بكل أبعادها الروحية والايمانية وكذلك تجارب مناضلي العالم الثالث .. قد يكون ازلام السلطة والاحزاب الفاسدة ومليشياتهم كثر لكنهم بلا روح ولا إيمان انهم مجموعة لصوص مرتزقة تعيش على المال الحرام .. في العراق اليوم هناك من يحسب حساب للزيارة نعم واود ان اقول امرا ان الزيارة جاءت لتدعم الكاظمي معنويا وبمباركة من الانكليز .. ان احزاب السلطة سيتفاعلون مع الزيارة من زاوية من حساباتهم الضيقة والمصلحية وليس الوطنية جاءت الزيارة في محاولة للتخفيف من هواجس السلطة والخوف من المستقبل وما قد يجره على مواقعها بعد تنامي قوة الثوار الذين اصبحوا يهددوا اركان السلطة علما ان ثوار تشرين لم يحركوا ساكنا لاقبل الزيارة ولا اثنائها ولابعدها وفي رأي المتواضع انهم حسن فعلوا بتجاهل الزيارة ( كما تجاهلهم البابا فهم ايضا تجاهلوا الزيارة ) ان وضعهم الحالي لايستدعي منهم القفز والنظر الى الخارج بل عليهم تنظيم صفوفهم ووضع الرؤية الصحيحة للمرحلة الحالية والمستقبلية فهذا الموقف هو الذي يجنبهم السقوط في مأزق المواقف غير المحسوبة التي تضر بقضيتهم والتي تسعى ورائها جهات عديدة لأسقاطهم في السلطة وخارجها ..في دراسات لباحثين اكاديميين انه بمجرد وصول عدد المشاركين في الاحتجاجات الى 3.5% من عدد السكان فأن نجاح الثورة لامحالة .. يعني في العراق اذا وصلت الاحتجاجات الى مليون وربع فان الثورة ستنتصر فقط اسأل سؤال واحد الايوجد في العراق اكثر من 5 مليون شخص ممتعض من الفاسدين لماذا السكوت اهو الخوف ام ماذا
الثوار لن يسقطوا قد يخسروا معركة وقد يخسروا ساحة ولكنهم لن يسقطوا تحية لثوار 1 تشرين والنصر قادم لامحالة والمجد لشهداء الثورة الذين سيبقون نجوما مضيئة في سماء العراق
(الانسان قد يتراجع ولكنه لن يسقط ابدا ارنست همنغواي في روايته الشيخ والبحر )