انقلبت العبارة التي تحمل النساء والاطفال الذين كانوا يحتفلون بالعيد ، وغرقت وسط مياه النهر العاليه وهي تحمل اكثر من مئتين من الاطفال والنساء في مياه جزيرة مدينة الموصل ، وحدثت الكارثة الأكبر امام انظار العالم ، وجثث الاطفال والنساء تتقاذفها امواج النهر العالية وانتشر الناس على امتداد مجرى النهر، الذي ابتلع بين امواجه احباؤهم ، والناس انفسهم يحاولون أنقاذ الغرقى جرفتهم المياه فمازال اكثر من مئة من الاطفال والنساء تحت امواج النهر .
صور المأساة ومشاهد تدمي القلب لاطفال فقدوا امهاتهم وامهات فقدت اطفالها وهم يقفون على حافات النهر، وصور تُظهِر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصوراً لأطفال انتُشِلت جثثهم من النهر. احدهم كان يبكي لان خمسة من عائلته ما زالوا تحت امواج النهر ، كارثة انسانية ، فالعبّارة تجاوزت حمولتها لطاقتها الاستيعابية فغرقت تلبية لفساد الفاسدين.
وزارة الداخلية العراقية تقول ، بأن أسباب الحادث واضحة بحسب تحقيقاتهم الأولية ، وتشير إلى أن حمولة العبارة أكبر من طاقتها الاستيعابية. ونحن نقول بان صبر الشعب وطاقته وتحمله للطبقة الفاسدة ولاحزاب السلطة هي من تجاوزت طاقة تحملهم الاستيعابية ، وأن صبرهم قد نفذ وعليكم ان ترحلوا ايها الفاسدون الى غير رجعة كفاكم فسادا كفاكم قتلا كفاكم تنكيلا بشعب ابتلاه الله بقسوة الارهاب وبظلمكم وفسادكم .
بالأمس رأي العالم كله اطفالنا ونساؤنا وهم يغرقون دون ان تمتد اليهم يد الحكومة وان المواطنين البسطاء هم من كانوا ينقذون الاطفال والنساء ، متطوعين من الناس هم من قاموا بأتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز . غابت اجهزتكم ايتها الحكومة اين اجراءات وزارة الداخلية ، غابت فرق انقاذكم ، غابت تحوطاتكم واهتمامكم بحياة المواطنين ، كنتم غائبون تماما ، جثث الاطفال كان تطفوا وتعود الى المياه ولااحد ينقذها كانت شهقات انفاسهم مابين الهواء والماء تناجي الله ، كانت ارواحهم مابين الموت والحياة تستغيث لمن يمد لها يد العون وينقذها علها تستنشق بعضا من الهواء ، يسعفها، لكن يد الله هي التي مدت اليهم ، وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لغريق ، يا شعبا رَحِمَ اللّهُ الاحباب كَانَ حلما للصغار من الاطفال حلما مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى وابكي على الاطلال .
يد الله مدت أليهم رحمتهم فرفعتهم اليه شهداءا ؛ كانت يد الله الرحيمة هي العليا ويدكم السوداء هي السفلى ، خلصتهم من ظلمكم وقسوتكم وظلم الارهاب وبشاعته ، اطفال ونساء خرجوا يستنشقون هواءا نقيا بعد ان كممت يد الارهاب لسنوات اصواتهم ويدكم الفاسدة افواههم ، خرجوا بحثا عن الحرية التي فقدوها فماتوا غرقا، خرجوا رفضا للاهمال الذي طالهم فمدينتهم المحررة منذ سنتين مدمرة بالكامل لم يعمر منها شارع او مدرسة او بيت ، وجدران بيوتهم المهدمة واطلال ذكرياتهم مازات تئن تحت وطأة الدمار ، انتم تسرقون أموالهم وأحلامهم وتعيشون حياتكم مترفين تنعمون بالسفر والمال والجاه والسلطه وهم يعانون ، احلامهم مؤجلة ، يبحثون عن فسحة حياة آمنه يصارعون الحياة احياءا ، وصارعوها بالامس امواتا.
، بالامس لبس الاطفال ثيابهم الملونة الجميلة واحذيتهم الصغيرة وحملوا بالونات ملونه وهم في احضان امهاتهم كانوا يبحثون عن ملاعب وزورقا يحملهم ، عن فسحة من الحياة ومن الهواء النقي وعن العاب وارض خضراء تضم برائتهم ومركب ينقلهم الى حيث يحلمون ،عن مكان فيه امل وامن وامان عن متنفس ينقذهم من بطش الفاسدين وينسيهم ظلم الاحتلال لسنوات ، بالامس وفي عيد نوروز لم يتجمع الناس امام الالعاب والمكانات السياحية او اشجار اعياد نوروز لم يعلقوا على الأشجار هداياهم ، لم ينتظروا استلام الهدايا والزهور ، بل تجمعوا امام الطب العدلي ، ينتظرون أستلام جثث ضحاياهم ابناؤهم اطفالهم نساؤهم ، ومازالوا بالانتظار بل انهم باتوا الليل وهم ينتظرون ، فجثث اطفالهم كانت تطفوا وتعود الى اعماق النهر ، لازالت تحت امواج المياه العاليه لازالوا ينظرون الى النهر ويطالبوه بان كفاك ايها النهر اعد لنا احبابنا أخرجهم ألينا ، حتى وان كانوا أمواتا فقط نريدهم ، اهل المدينة باتوا الليل وهم ينتظرون امام النهر الذي ابتلع الطفولة وابتلع كل افراحهم وضحكاتهم ، الناس يواجهون الموت والارهاب والفساد ، باجساد اطفالهم الطرية وهي تغرق، ومامن شعرة تهتز من مسؤول او ضمير يصحوا او عين ترتجف ، بالامس باتت جثث احبابنا تحت مياه النهر والمسؤولين يباتون في قصورهم وفي ابراجهم العاجية بل ان معظمهم باتوا في اوربا وملاهي وفنادق باريس وروما واسطنبول ، لاضمير يحركهم ، فهم ادوا واجبهم كاملا وقتلوا شعبا باكمله بالامس لم يغرق اطفالنا ونساؤنا بل غرقنا جميعا غرقت كبرياؤنا غرقت احلامنا غرق تاريخنا باكمله غرقت احلام اطفالنا التي كتمتها امواج النهر غرقت انوثة نساؤنا ومن كانت تكتم انفاسهم هي يد الفاسدين يد الحكومة الملطخة بالاموال الحرام ، هي من كانت تكتم الانفاس وتعيدها الى الماء بالامس غرقنا جميعا لاننا تركنا الفاسدين يحكمونا لسنوات طوال ، تحررنا من جيوش الارهاب فاحتلتنا جيوش الفساد ، سكتنا عن ظلمهم وفسادهم وطائفيتهم وعمالتهم وولائهم للاجنبي بالامس لم يغرق مئة من اطفالنا ونساؤنا بل غرقنا جميعا بالامس غرق العراق باكمله.