22 ديسمبر، 2024 10:40 م

بالإنتخابات المسلمون الأتراك يواصلون الإنتصارات

بالإنتخابات المسلمون الأتراك يواصلون الإنتصارات

في عام 1453 إفتتح السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون، و أصبحت عاصمة الإمبراطورية العثمانية الإسلامية.

إنتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918 بهزيمةالإمبراطورية العثمانية و إحتلال أجزاء واسعة منها من قبل جيوش الحلفاء.

تزعم القائد العسكري الجنرال مصطفى كمالأتاتورك (1881-1938) ما سمي بحرب الإستقلال لتحرير الأناضول المحتل، بعد أن رفض أوامر السلطان العثماني محمد السادس بالتخلي عن الواجب و العودة إلى إسطنبول المحتلة من البريطانيين، فإستقال من الجيش و نظم عام 1919 قوات التحرير التي قاتلت اليونانيين والبريطانيين و الفرنسيين و الإيطاليين تحت قيادته، حتى تمكن في عام 1922 من طرد القوات المحتلة من بلاده، و إعلان إلغاء السلطنة العثمانية و تأسيس الجمهورية التركية في عام 1923.

ألغي أتاتورك العمل بالشريعة الإسلامية، فأغلق المدارس الإسلامية و حولها إلى مدارس علمانية، وألغى المحاكم الشرعية، كما أبطل العمل بالشريعة الإسلامية في القانون عام 1926، و حلت بدلاً منها مجموعة من القوانين الأوروبية، مثل القانون المدني السويسري، و قانون العقوبات الإيطالي، وقانون التجارة الألماني. كذلك أمر بمنع تعدد الزوجات، و إستبدال عقود الزواج الشرعي بالزواجالمدني، و في عام 1934 منح النساء حق التصويت و الترشح في البرلمان. ثم في عام 1928 أبطل كتابة اللغة التركية بالحروف العربية، و حلت محلها الحروف اللاتينية في الكتابة مقروناً بحملة لتعليم الشعب الأبجدية الجديدة، و التي روج لها أتاتورك آنذاك على أنها حراك لمحو الأمية. و هو مؤسس تركيا الحديثة و بطلها القومي في أعين مريديه، و عدو الإسلام و محطم الخلافة في أعين خصومه.

كان أتاتورك صارماً في مواجهة أي حراك إحتجاجي ضد سياساته، و قمع كل أشكال المعارضة، و لعل أبرز أشكال هذا القمع كان ضد ثورة الأكراد، التي خرجت في عام 1925، إحتجاجاًعلى سياساته المخالفة للإسلام، و أُخمد الحراك خلال شهرين، و إنتهى بإعدام قائده.

في إنتخابات عام 1950 فاز الحزب الديمقراطيبرئاسة عدنان مندريس (1899-1961) بأغلبية ساحقة شكّل على إثرها حكومة وضعت حداً لهيمنة حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك. و كان مندريس قد خاض حملته الانتخابية على أساس عدم تدخل الحكومة في شئون القطاعات الخاصة كما كان يحدث في السابق، و وعود بتخفيف الإجراءات العلمانية(الأتاتوركية) الصارمة، و إعطاء المزيد من حرية الإعتقاد و الديمقراطية. و في إنتخابات عام 1954 إستمر مندريس في رئاسة الحكومة بعد فوزه بأغلبية ساحقة.

وجه المعارضون الأتاتوركيون إلى مندريس تهماً عديدة منها إهتمامه بإرضاء مشاعر الفلاحين الدينية ما أدّى إلى ظهور تيار ديني مطالب بخلط الدين بالسياسة و عودة الخلافة و تطبيق الشريعة الإسلامية.

في عام 1960 تحرك الجيش التركي ليقوم بأولإنقلاب عسكري خلال العهد الجمهوري، و قام الضباط الإنقلابيون بإيقاف نشاط الحزب الديمقراطي و إعتقال رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء عدنان مندريس و عدد من الوزراء. و بعدمحاكمة شكلية سجن رئيس الجمهورية مدى الحياة و الحكم بالإعدام على رئيس الوزراء عدنانمندريس و وزير الخارجية و وزير المالية بتهمةإعتزام قلب النظام العلماني و تأسيس دولة دينية.

على الرغم من كل ذلك واصل المسلمون الأتراك بإنتخاب الشخصيات ذات التوجهات الدينية و كان آخرها إنتخابات 2023، حيث فاز رجب طيب أردوغان ذو التوجه الإسلامي عن حزب العدالة والتنمية بمنصب رئاسة الجمهورية بنسبة 52،16% على خصمه كمال قلجدار أوغلي ذو التوجه العلماني (الأتاتوركي) عن حزب الشعب الجمهوريبنسبة 47,84%. و لقد كانت نسبة مشاركة الشعب التركي في الإنتخابات 83.88%، حيث كانت كل جهة تقاتل للفوز بالحكم عبر صناديق الإنتخابات لبناء بلدها بالمنهج الذي تراه صحيحا.