23 ديسمبر، 2024 5:29 ص

مع بداية عام 2018 ، لخص الرئيس الصيني (شي جين بينغ) لشعبه حصاد الاصلاح الذي بدأ في بلده منذ 40 عاما وبالأرقام فأعطاهم قيمة الناتج المحلي وماتحقق من فرص تأمين طبي وفرص حماية للمسنين بالأرقام أيضا ، كما ذكرأعداد المنازل التي تم توطين الفقراء فيها وعدد المشاريع التي أسهمت في تطور الصين وازدهارها فضلا عن أرقام اخرى عديدة ..يقال ان الرؤساء المحترمين يتحدثون بالأرقام لأن الارقام لاتكذب وهو مافعله الرئيس الصيني ، فهل نتحدث قليلا عن أرقامنا نحن ؟..
لو تناولنا أحد المسؤولين لدينا انموذجا ، يمكننا مثلا أن نتحدث عن عدد أفراد حمايته الذي يرعب من يفكر يوما في التعرض له ولن نذكر طبعا الاسماء الفضائية التي يستلم المسؤول رواتبها بدلا عنها ، كما لن نذكر عدد قطع السلاح التي يستلمها المسؤول بالنيابة عنهم فكلها أرقام مرعبة ..
يمكن ان تكون الارقام لدينا مدعاة للسخرية أيضا ، فعندما قرر رئيس الوزراء حضور مؤتمر اعمار العراق في الكويت ،ضم الوفد المرافق له 143مسؤولا من الرئاسات الثلاث والوزارات والمحافظات والهيئات والمنظمات ، وبينما يصرح المسؤولون الدوليون بصعوبة حصول العراق على المبلغ الذي يحتاجه لاعمار المدن المهدمة لارتباطه بالفساد ، يترتب على العبادي مهمة كشف ذمة مرافقيه لاثبات عدم ارتباطهم بالفساد وهي مهمة عسيرة حتما خاصة اذا كان اثبات ذلك يتطلب ذكر الارقام التي لاتكذب !!
وهنالك ارقام تتسبب بخلافات مثيرة للسخرية والجدل أيضا ، ففي محافظة ديالى دب خلاف كبير بين عدد من المرشحين للانتخابات حول أرقام تسلسلهم في القوائم الانتخابية وانتهى ذلك باشتباكات بالأيدي واطلاق رصاص ، وهذا مؤشر كبير يمنحنا صورة واضحة عن مستوى الانتخابات المقبلة ، فاذا كان المرشحون يتقاتلون من أجل رقم في قائمة فكيف سيكون الحال اذن حين ( يمتلكون ) مقاعد السلطة ويصبح الالتصاق بها مهمتهم الاولى والانتفاع منها مهمتهم الثانية ..
للأرقام في بلدي دور مهم منذ ان ارتبطت بمليارات الدولارات التي تسربت من ثروة العراق وبصفقات الفساد التي ترتب عليها ذلك ، وبعدد الرجال الذين تساقطوا في الحروب وماتبعها من عنف وأحداث ساخنة ولأننا اعتدنا على كذب المسؤولين وفسادهم فلا نتوقع أن نحظى بأرقام صادقة او نأمل بمجيء يوم يطلعنا فيه المسؤولون على حصاد اصلاحهم او مشاريعهم العملاقة في البلد ..وبالأرقام ..