قبل أكثر من شهر تقريباً صرح هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر وخلال إجتماع مع قيادات مليشيا الحشد وإلى جانبه السفاح المالكي حيث قال العامري وهو يستعرض كيفية تم تأسيس مليشيا الحشد ومن أمر بتأسيسها وتشكيلها, حيث قال ” بدئنا قبل 9 / 6 يعني من بداية عام 2014 بدأ الحشد وبدأت التشكيلات وبدأ الإخوان من فصائل المقاومة يتواجدون, وقرار الحشد وقرار تشكيل الحشد وهيئة الحشد كان قرار الأخ المالكي ” … وهذا كلام خطير جداً وله أبعاد خطيرة في ما لو أخذت بنظر الإعتبار وعليه يترتب معرفة حقيقة دخول داعش إلى العراق ويكشف من هم المتواطئين في ذلك الأمر الجلل.
وهنا يكشف العامري وبإمضاء المالكي الذي وافق على كل كلمة صدرت من العامري بأن الحشد تشكل منذ بداية عام 2014 وبأمر من المالكي حيث كان يشغل منصب رئيس وزراء العراق, وهذا قبل أن يدخل تنظيم داعش للعراق بستة أشهر تقريباً, وهنا نتسائل لماذا شُكل الحشد في تلك الفترة ؟ من يقول إن لدى الحكومة معلومات استخباراتية تؤكد محاولات تنظيم داعش لدخول العراق نرد عليه بالقول : إن كانت الحكومة والمالكي على معرفة بذلك الأمر لماذا أولاً قام بنقل طلبة الكلية العسكرية الجوية إلى قاعدة سبايكر ؟ ثانياً لماذا لم يعلن عن تشكيل الحشد في وقتها ويرسله إلى الحدود العراقية السورية لصد هجوم داعش ؟ لماذا لم يحصن تلك الحدود ؟.
وفي الوقت ذاته نعود إلى تصريح الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات الموصل – الذي إختفى بعد الإدلاء بهذا التصريح – خلال لقائه مع قناة البغدادية الفضائية والذي أكد خلاله إنه قد أبلغ القيادات العسكرية وأبلغ المالكي شخصياً وكذلك أبلغ السيستاني من خلال عبد المهدي الكربلائي في كربلاء عن وجود محاولات لتنظيم داعش لدخول الموصل ومع ذلك لم يتخذ الجميع أي إجراء مناسب أو يقومون بإتخاذ التدابير اللازمة, أي إن المالكي والسيستاني ووكلائه والقيادات العسكرية التابعة للمالكي كانوا على علم بمحاولات دخول داعش للموصل, بل الأكثر من هذا إنهم كانوا يريدون دخول هذا التنظيم إلى العراق ومن أجل ذلك قاموا أولاً بتشكيل مليشيا الحشد مقدماً لكي يكون هناك مبرر لوجودها, فالمالكي لا يستطيع الإعلان عن تشكيل هذه المليشيا لأن ذلك سيثير حفيظة المعارضين وكذلك الرأي العام الدولي, أما ثانياً أتخذوا جانب الصمت عن تلك المعلومات التي أبلغهم بها الغراوي.
فكان الإتفاق على النحو التالي, تأسيس مليشيا الحشد وذلك من أجل ضرب المعارضين السنة وكذلك خلق فراغ أمني يمكن المالكي من البقاء في السلطة لولاية ثالثة عن طريق إعلان الطوارئ بالإضافة إلى فسح المجال لدخول إيران مباشرة إلى العراق وفتح ممر أرض آمن إلى سوريا من أجل دعم نظام الأسد وكذلك الإقتراب أكثر من الحدود السعودية والأردنية, وبطبيعة الحال هذا المخطط لا ينجح ولا يمكن أن يتم تقبل هذه المليشيات إلا بإيجاد عذر وذريعة والتي كانت هي دخول داعش للعراق وارتكاب مجزرة واحدة على الأقل من أجل إثارة الشارع عاطفياً وطائفياً, وهذا كله يحتاج إلى غطاء شرعي وفتوى تصدر من السيستاني كي يضمن الجميع – المالكي وأعوانه وإيران – نجاح الخطة, فكان الإتفاق مع السيستاني ووكلائه على إصدار فتوى الجهاد الكفائي, من يقول إن السيستاني خارج هذا الإتفاق ويحاول أن يبرر له نرد عليه بالقول لماذا عندما ابلغ الغراوي مرجعية السيستاني بأن داعش يحاول الدخول إلى الموصل لم يتخذ أ إجراء ؟ لماذا لم يبين ذلك في إحدى خطب الجمع ويقول وصلتنا معلومة من قيادات عسكرية تؤكد إن داعش يحاول الدخول إلى العراق وعلى الحكومة إتخاذ ما يلزم ؟ لماذا ألتزم السيستاني الصمت والسكوت طيلة الوقت وغض الطرف عن تلك المعلومات العسكرية المهمة طوال فترة شهرين بحسب إعتراف الغراوي ؟! هذا لأنه سار ويسير وفق المخطط المرسوم له وبإتفاق مع السفاح المالكي فلم يصدر منه أي موقف يؤدي إلى وأد هذا المشروع الفارسي الإيراني المالكي الخبيث الذي سبب لكل العراق الألم والمعاناة والفساد والمجازر فكانت مرجعية السيستاني هي من باع العراق مع المالكي وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في الثانية من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي للعقائد والتاريخ الإسلامي …
{{… من المرجعية من السيستاني من معتمدي السيستاني من ممثلي السيستاني خرجت الفتنة, قتل الأبرياء, مثل بالجثث, حرقت الجثث, سحلت الجثث, وقعت مجزرة كربلاء,وقعت المجازر في كل المحافظات تحت اسم المرجع, تحت اسم السيستاني, تحت فتوى السيستاني, تحت عباءة السيستاني, سرقت الأموال, فُسد وأفسد في الأرض تحت اسم المرجعية وتحت فتوى المرجعية وتحت غطاء المرجعية وتحت عباءة المرجعية وتحت حماية المرجعية, تحت حماية السيستاني واسم السيستاني ومرجعية السيستاني, قلتنا بإمضاء وبقيادة السيستاني وبفتوى السيستاني كما يقتل الآن الأبرياء كما ترتكب الآن الجرائم في المحافظات الغربية ومحافظات الشمال والمحافظات الشرقية والمحافظات الجنوبية باسم المرجع, باسم السيستاني بفتوى السيستاني …}}.
فلولا تلك الفتوى لما نجح مخطط المجرم المالكي, لأنه كان قد ضمن صدورها وهذا ما جعله يؤسس هذه المليشيا قبل دخول داعش للعراق وبفترة كبيرة قرابة الستة أشهر وبحسب إعتراف هادي العامري وكما يقال الإعتراف سيد الأدلة, وبخلاصة بسيطة المالكي وبأمر من إيران أسس مليشيا الحشد بالإتفاق مع السيستاني الذي جعل العديد من الشباب العراقي يلتحق بهذه المليشيا من خلال الفتوى الأمر الذي جعل تلك المليشيا تحظى بقبول الدولة وتستقطب الناس بل حتى إنها أصبحت مهيمنة على الأجهزة الأمنية والعسكرية بسبب الفتوى, وكانت النتيجة هي دخول داعش وإرتكاب المجازر بحق العراقيين من قبل تلك المليشيات ومن قبل تنظيم داعش الإرهابي بالإضافة إلى فتح أبواب الفساد على مصراعيها أمام قادة تلك المليشيا وأمام السيستاني الذي أخذ يجمع الأموال بحجة التبرع لتلك المليشيات فكلنا يذكر فتوى التبرع بمبلغ خمسة آلاف دينار من كل زائر في أربعينية الإمام الحسين ( عليه السلام ) وكذلك فتح صناديق التبرع في كل زقاق ومحلة وشارع, فكانت حصة السيستاني هي الأموال وحصة المالكي هي تنفيذ أجندة إيرانية تضمن له البقاء في الحكم.