18 ديسمبر، 2024 11:17 م

باكونا أخطر من كورونا

باكونا أخطر من كورونا

وجه إبراهيم الصميدعي الإعلامي العراقي القريب من أحزاب الخضراء رسالة فديو الى رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال والى أحزاب وعمائم المليشيات يطلب منهم إيجاد حل لإيقاف الفساد في أزمة وباء تضرب العالم والعراق وعدم استثمار المرض لملئ الجيوب بالملايين. ويشرح الإعلامي في الفديو ان موظفا كبيرا في وزارة الصحة قد اتصل به ليقنعه بعدم ترويج فكرة تخصيص الفنادق للمرضى المصابين بالكورونا لان من يشرف على فنادق القمار وغيره من الاعمال التي تدور فيها يريد تأجير غرف هذه الفنادق بمبالغ مرتفعة يمكنها ان تدر عشرات ملايين الدولارات شهريا ٬ ويقول الصميدعي انه وبحسب دراسة فان لدى العراق بين 12-14 الف سرير لاستقبال المرضى في المستشفيات ويمتلك التيار الصدري مستشفى يحوي على اربعمائة سرير بالمواصفات المطلوبة لكن هذه القيادات تطرح فنادق الخمس نجوم -التابعة للدولة -التي تشرف عليها لتتربح ماديا ٬ بينما يقوم أصحاب الفنادق في دول اخرى ومنها الأردن بوضعها في خدمة الدولة مجانا دعما وتضامنا مع الشعب. ويقول الصميدعي في الفديو “ان المؤلم في الوضع العراقي انه حتى في هذه المصيبة فأن تجارة الموت ٬ تجارة الدم وتجارة الفساد على قدم وساق “. وهو ما يجري حاليا٬ فمنذ بدء ظهور الكورونا في العراق والى اليوم تتجاهل الحكومة هذه الجائحة تجاهلا غريبا وكأن الامر لا يعنيها بتاتا ٬ فلم تتكون خلية الازمة الا قبل اقل من أسبوعين٬ وفي حين قامت جميع الدول في وقت مبكر بمنع السفر الى ايران التي ظهرت فيها الجائحة وانتشرت بسرعة كبيرة ٬ لم تقم السلطات العراقية لا بغلق الحدود البرية حيث يدخل المسافرون الإيرانيون بشكل عادي دون فحص ولا فرض الحجر الا قبل أيام ٬ونفس الامر ينطبق على السفر بالطائرات فما زال العراق يستقبل عدة رحلات يوميا بين بغداد ومدن إيرانية ومدن إيرانية وعراقية مما اضطر العراقيون في النجف الى الاعتصام امام المطار لمنع دخول الإيرانيين خاصة وان الإصابات التي تم تأكيدها في المستشفيات هي إصابات مرضى عادوا من ايران. وقد صور شباب فديوات وزعت في شبكات التواصل الاجتماعي دخول الإيرانيين في النقاط الحدودية مع البلدين الى المدن العراقية دون أي فحص. وقد استهجن العراقيون عدم اتخاذ الحكومة أي إجراءات سواء على مستوى فرض الحجر او توفير الكمامات وترشيد بيعها الذي شهد ارتفاعا غير معقول واستغلال أصحاب الصيدليات لهذه الازمة٬ وبالأخص قيام العمائم بحث الناس على زيارة المراقد الدينية دون أي اهتمام بانتشار المرض وعدواه الى الاخرين وفي عدم احترام للإجراءات الصحية التي تتخذ في كل دول العالم اليوم م. اما الامر الأكثر مأساوية فهو اهمال أي دعم للناس بعد اعلان الحجر ٬ فلم يخطر ببال الحكومة مثلا القيام بأي اجراء لدعم العاطلين بسبب الحجر ومن فقد عمله والمسنين ٬ اذ بإمكانها ان تستخدم البطاقة التموينية بشكل يومي او اسبوعي كبادرة دعم للمواطنين بمختلف احتياجاتهم كما شاهد العالم مثل هذه الإجراءات وفي كل مكان بضمنها الدول الجارة للعراق٬ وبدل اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة الجائحة ٬ يعلق عادل عبد المهدي في اجتماع للجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية لمكافحة كورونا بأن “الوضع الصحي في العراق جيد وان الإصابات معقولة” ٬وهذا عكس ما أورده مراسل وكالة رويتر الذي نقل عن مسؤولين في الصحة العراقية واحد السياسين قولهم بأن اعداد الكورونا في العراق اكثر مما تصرح به السلطات ٬وأثر ذلك تم اغلاق مكتب الوكالة. ليس ذلك فحسب بل ان اهمال رئيس الوزراء المقال في أتخاذ أي اجراء عاجل وضروري من شأنه مساعدة العراقيين مثل اطلاق مساعدة مادية او غذائية بالتنسيق مع الاف من “المتطوعين” من المليشيات الذين عادة ما يبتزون الناس في احلك الأحداث هو تصرف غير مسؤول ويفتقر لأي حس بما يحدث من كارثة عالمية وما يعانيه الشعب العراقي ؟ كان بإمكان عبد المهدي ان يقوم ببادرة تجاه المواطنين تخفف من معاناتهم ومن غضبهم وموقفهم منه لكنه فضل حجب حقيقة ما يحدث ليظهر انه مشغول اكثر بالمحافظة على كرسي رئيس الوزراء الذي لم يفقد الامل بالعودة اليه ! ما يزال هناك اجراء في هذا السياق يمكن لعبد المهدي او أحزاب العملية السياسية والعمائم القيام به ان ارادت وهو تكليف الجمعيات الكثيرة الموجودة في ظل مليشياتهم مثل تلك التي توصل المعونات لليمن بسرعة وبتنظيم حكومي متقن غير مهتمة بصرف الملايين٬ بمساعدة الاف العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر والمعوزين وهي قادرة فلماذا لم يخطر ببال أي من هؤلاء بتوسيع ذلك ليشمل أبناء جلدتهم ايضا؟

ما لم تتمكن حكومة الخضراء بالقيام به في ازمة كورونا شمر له شباب ساحات التحرير سواعدهم منذ البداية ٬ فهم من تصرف كدولة اكثر من الرئاسات الثلاثة ٬ استجابوا حالا لتطبيق كل إجراءات الوقاية والحماية من تحديد اعداد الشباب في الساحة وتأجيل التظاهرات والتجمعات حيث حددوا التجمع بخمسة اشخاص يلتزمون بأقصى تعليمات النظافة ولبس الأقنعة وتعقيم الخيم والساحة والشوارع المحاذية وحتى ابعد منها ٬ يوميا تقوم فرق من الشباب بتعقيم الساحات ثلاث مرات وبغسل الملابس واحترام المسافات بين المتواجدين في الخيم التي تقدم الخدمات المختلفة من اكل وطبابة ومكتبة. نشروا فديوات عديدة لتوعية الناس بشكل فكاهي ويتواصلوا يوميا مع الناس عبر الشبكات الاجتماعية ليشجعوا الأخرين على الالتزام بتعليمات الحجر الصحي وتعليمات النظافة والوقاية والمناعة مستعينين بالخدمة الطبية المتواجدة معهم منذ بداية الثورة.
يقوم المتظاهرين بكل ذلك على شكل دفعات ويتم التناوب فيما بينهم ٬ حتى ان البعض قد أتى من المحافظات لكي يأخذ أماكن غيره من أصدقاء تعرفوا عليهم سابقا. عبر التواصل المباشر تكلمنا مع حسن ٬ شاب من كربلاء يتشارك خيمة مع أصدقاء له ٬ ترك هذا الشاب الوسيم البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما زوجته وامه وابنتيه ليشارك رفاقه الدفاع عن الساحة٬ يوميا تتفقده والدته وزوجته ليطمئنن عليه ٬ يقول: يأتي البعض ليحذرنا من الكلام عن هذا السياسي او ذاك لكننا لا نبالي بكلامهم ٬ نحن هنا ولن نتزحزح ٬ باقون لنكمل الثورة ٬ ملتزمين بالتعليمات الصحية وبالحجر . قبل أيام ٬ هجمت القوات الحكومية على ساحة التحرير ليلا ٬ لكننا خرجنا جميعا وأجبرنا اتباع المليشيات على التراجع. ولمناسبة مرور نصف عام على الثورة سجل مجموعة منهم فديو جميل يطوف فيه المصور في الخيم المختلفة وفي استراحات الساحة ليهتف الجميع بصوت واحد: نصف عام على الثورة ٬ باقين ومستمرين. ومنذ انتشار جائحة كورونا لم يتوقف شباب ولا شابات التظاهرات في التحرير والحبوبي والبصرة وفي مدينة الصدر معقل التيار الصدري من الهتاف بحماسة كبيرة: باكونا -من سرقنا -اخطر من كورونا !