الاوضاع المزرية الحالية التي يواجهها الشعب العراقي بسبب من فشل العملية السياسية العراقية الجارية منذ عام 2003، تستدعي الى وتتطلب جهدا وطنيا إستثنائيا لتشمير السواعد والسعي لإعادة بناء العراق ولاسيما بنيته التحتية المتهالکة والخدمات العامة التي صارت هي الاخرى تعاني من حالة أشبه ماتکون بالشلل، ولاريب من إن آخر شئ ليس العراق والشعب العراقي بحاجة إليه هو زجه في حرب طاحنة جديدة لاناقة له فيها ولاجمل، کما يدعو الى ذلك باقر صولاغ القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي الذي نعلم جميعا بأن صاحبه وولي أمره النظام الايراني.
صولاغ وعلى طريقة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، دعا يوم الخميس الماضي 4 تشرين الاول/أکتوبر الى تأسيس “جيش عقائدي” تعداده لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص! أما لماذا فإن صولاغ”المتعنتر فجأة”قد قال في منشور على حسابه في فيسبوك، بأن“الشر.. قادم إلى منطقتنا، فترامب أعلن بوضوح إنه بصدد إنشاء ناتو عربي يتألف من الدول الخليجية، مصر، والأردن وبتمويل سعودي- خليجي؛ لمواجهة الشر القادم”! أي أن صولاغ يحث ويحفز الى إستعداد لحرب جديدة ضد الولايات المتحدة الامريکية رغم إن العراق لايزال لحد الان يعاني من آثار الاحتلال الامريکي للعراق، فهل يعقل أن يدعو الشعب الذي يعاني من أوضاع أسوأ بکثير من تلك التي کان عليها في أيام النظام السابق للإستعداد لحرب جديدة ضد أمريکا، أليس ذلك الجنون بعينه؟
هذه الدعوة المشبوهة والخبيثة واضح وضوح الشمس في عز النهار إنها خطوة على طريق جعل العراق جبهة أمامية لمواجهة طاحنة تنتظر النظام الايراني ولأن هذا النظام الخبيث الذي يمکن تشبيه نفوذه في بلدان المنطقة عموما والعراق خصوصا بالسرطان، يخاف من أن تنتقل المواجهة الى داخل إيران لأنه يعلم بأن الشعب الايراني کله يکرهه ويرفضه وإن معاقل الانتفاضة تقف ضده بالمرصاد، وإن أي أوضاع غير طبيعية في داخل إيران لايمکن أبدا أن تمر دون سقوط النظام ومن هنا فإن باقر صولاغ وکأي تابع لنظام معادي لشعبه يقدم خدماته”رغم أنفه” بأن يعمل على جعل وطنه محرقة وأبناء شعبه بمثابة کبش فداء لنظام صار العالم کله يعلم بأن شعبه والمقاومة الايرانية صارا أقرب مايکونا من إسقاط هذا النظام وإلحاقه بسلفه النظام الملکي وإننا واثقون أشد الوثوق من أن باقر صولاغ ينفخ في قربة مثقوبة ليس لها من أي صدى وتأثير إلا عند العملاء وخونة الوطن فقط!