يا أبن أم ٍ بكت ْ عينا وادخرتْ أخرى
بحق ِ عينها
لا تسفك دمع َ عينيك على حزن ٍ عتيق
لا تُعَلِم ْ جسدَك َ
سأتخِذه ُ يوما شراعا
فابق َ ناصع َ البياض
هي طفل ٌ جائع ٌ لا يخاف ُ الشارع
هي امرأة ٌ متوسلة ٌ أن ينتهي الليل
هي عجوز ٌ وحيد
هي جائع ٌ آخرٌ يتبعه ُ آخر
الحقيقة ُ
هي عندما يتفق ُ عليها العدو والصديق
الحقيقة علّمته الصمت
ليتها علمتنا
ليتني أصمت
يا أبن َ أم ٍ أعنّي على الصمت
نحن ُ نبحث ُ عن شيء ٍ لا نعرفُه ُ ولا يجدُنا
نحن ُ لسنا سوى متطفلين
محشورين بين الحقيقةِ وبينه
قد منحتْهُ نفسَها خالصة ً
فمنحها أكثر من نفسه
أترانا نبكي لأننا لم نجدها ؟
فما بال ُ من يدمي نفسه ؟
أ يجلد ُ نفسَه ُ أم يجلد ُ الألم ؟
نحو شرقٍ أو غرب ٍ أو لا اتجاه
باعد خطاك َ يا حسين
اقبضْ على لحيتك
وأرسلْ قبضتَك َ مع الريح
لتكون لواقح َ لحقيقةٍ بعدك عقيمة
لم تلد ولم تولد
تناثرت كزئبق ٍ بين الشقوق
أو صارت كعثرة ٍ في الطريق
نلقيها على جانبه
ونكمل ُ المسير
اختزلْت َ الأرض َ وصرت َ قبلة ً لكل فقير
أنت َ نبي ٌ دون رسالة ٍ لكنك َ مبشرٌ ونذير
شبّهْتُ جراحك َ بجراح ِ المسيح
بعدك َ ما ظنّ الزمان ُ أن يقيم َ أودَهُ
وظلّ كسيح
ونحن ننام على جرف ٍ من حرير
غارت ِ الأرضُ من رحم ٍ طاهر ٍ نزفك
بين ترابها رحمٌ آخر
احتواك َ وقبّل َ جرحَك
باعد خطاك َ وأطل ِ المسير
علّك َ تصلنا يوما
في حبِّك َ ما زال يتناطح ُ الكثير
قل فينا شيئا، فأنت فصيح
لن تُعجزك َ الكلمات ُ… قد تكون َ لنا دليلا
ارجع ْ إلى الكوفة
ما زالت خيمتُك َ في أرض ِ كرب وبلاء
يحرسها الغرْثى والفقراء
علّك َ تصلنا يوما
من كثرتِهم سيمطرون عليك َ في الصحراء
إن كانوا يتمسحون بأشباه وأشباح
فكيف لن يكونوا لك َ أتباعا ؟
لا يصدقون كيف خذلك َ الأجداد،
و خافوا من الصلب ِ على يد ِ ابن زياد ؟
إنهم يُقطّعون كل يومٍ إلى أجزاء
وعُبيد ُ الله تناسل َ وصار كثيرا من العباد
بنو أمية أورثوا كل جبار ٍ قدير
مُورِّثاتُهم تعتقت وتعتقت
وخلافتُهم باضت
ملوكا وسلاطين
قلوبُهم معك َ وسيوفُهم على المندسين
وشوراك َ
شوراك
تتقلب ُ بين أيادي المتظاهرين