23 ديسمبر، 2024 6:37 ص

باريس ليست مكانا للموت

باريس ليست مكانا للموت

اتصل بي سعادة السفير الفرنسي مؤكدا ضرورة ادامة الزخم الاعلامي لمؤتمر البيئة المزمع عقده في العاصمة الفرنسية والذي لا تبعدنا عنه سوى ايام معدودات. (التآخي) من جانبها كان لها حضورها اذ اعدت ملفا عن البيئة قبل اكثر من شهرين وواصلت اهتمامها المعهود بالامر لايمانها بان البيئة وحضانتها وامنها لها مهمة انسانية واممية مشتركة ومخاطرها تهدد البشرية مثلما يهدد الظلام الارهابي نور الحياة الدافق من شريان الوجود.

حين تمر بالذاكرة الإنسانية كلمة مثل فرنسا لا بد من استعادة التاريخ والثورة والفن والحداثة أي ببساطة كل ما يميز الذائقة الإنسانية بالجمال وهو على اية حال ليس بالأمر الجديد على فرنسا. العطور، الطرز الحديثة، الوجودية، إيفل، الحرية، العلمانية، هذه هي فرنسا النور والأزل وأُضيف إليها في الراهن …. الإرهاب!!!!

باريس ليست مكانا للموت ولن تكون، هكذا هي ثقة العالم المتحضر بها أنها بوصلة الحياة في اتجاهها صوب البناء وليس أدل على ذلك من سعيها الدائم للفرح والبحث عن الحب والعمل من اجل الإنسانية جمعاء.

ففي الوقت الذي يضرب الإرهاب الغاشم وبطريقته الجبانة الغادرة الأبرياء من المواطنين الآمنين ويروع الشيوخ والأطفال والنساء من قبل حفنة أوغاد خانوا التراب الذي أواهم وآباءهم من التشرد والجوع والخوف بعدما وجدوا أنفسهم عراة إلا من باريس وخانوا قوس النصر الذي مروا من تحته بذلهم الآتي معهم من بلدانهم وخانوا نهر السين الذي روى عطشهم بعد جفاف. كل تلك الخيانات لم تثنِ الفرنسيين عن ان يعملوا بجد من اجل الوطن.

ان الاهتمام بمشروع البيئة برغم قسوة الوضع الأمني الذي تمر به فرنسا لهو مدعاة للفخر لكل البشرية وتحديدا الأحرار منها لان من يعرف طعم الحرية فقط هو من يقدر احترام الحياة اما الذي لا يعي ذلك فهو خارج التاريخ وخارج الوعي وخارج كل شيء.

أوصل الفرنسيون رسائلهم للإرهاب والإرهابيين ومؤداها ان باريس ليست مكانا للموت ولتموتوا بغيظكم ايها الأوغاد فنحن نصنع الحياة وانتم تصنعون الموت.

إننا امة العدالة والحرية والمساواة هكذا يقول لسان حال الفرنسيين ولم ننكسر في الحربين الكونيتين اللتين كانتا اكبر ضررا علينا من اليوم لذلك وسيكون في وهم من يظن بانكسارنا نحن وانتم اليوم او غدا فأينا أحسن عملا؟

في اقليم كوردستان تم اتخاذ تدابير قانونية واجراءات من شأنها حماية البيئة وتطويرها وقد قطع القانون مشاوير مهمة في هذا المجال بما يضفي جمالا اروع واعمق على سحر الطبيعة وثقافة البيئة وحمايتها واحدة من الركائز الحضارية التي تحرص عليها حكومة الاقليم معززة بتجاوب جماهيري وشعبي يعكسان الوعي المتنامي ازاء اهمية الحفاظ على البيئة وتطويرها لانها حاضنة المجتمع ومحط حركته وبرغم تزايد الاعداد المليونية من اللاجئين وضراوة المجابهة مع قوى الارهاب الظلامية التي ذاقت طعم الهزائم على ايدي البيشمركة الابطال وعدم التزام الحكومة الاتحادية المؤسف ببنود الاتفاقية النفطية من خلال عدم الايفاء بالحصة المقررة للاقليم من الموازنة فان اجراءات حماية البيئة تمضي قدما وتتطور كلما لاحت اية فرصة لذلك.

الخطاب الباريسي يهزم الارهاب ليقول هكذا نستعد لمؤتمر البيئة العالمي رغما عنكم مكررين مجددا بان باريس ليست مكانا للموت ايها الأوغاد فيد تبني ويد تقاتل يد

تزرع ويد تحصد يد تكتب ويد تهب الناس الخبز مع الفكر إنها فرنسا قلب الحداثة والتنوير فلا تأخذكم بالله لومة لائم ان لن تعوا هذا.

الآن من حقنا ان نتساءل أين نحن من هذا؟ هل نفكر كما يفكر الآخرون؟! نحن نحرص على تحقيق منجزات واقعية بمنظار الواقع ورؤاه ومديات الاستفادة من الجهود الجمعية المشتركة لصناعة اليوم والغد الافضل ونتخلص من النشيد الممل والمكرر على هوادة العاطفة بعيدا عن العقل ومنطقه .

فهل مازلنا نريد حفظ الامن من خلال كتابة التنظيرات العنترية من دون حفظه كواقع، فقط انظروا الدرس الفرنسي الجدير بالتعلم، والأمر ليس صعبا إذا كان صدقا!!