الدول لديها اجهزة ومؤسسات وخبراء مختصون يراقبون – اقصد الدول المحترمة- يراقبون عادات و.تقاليد وتصرفات ومن ثم ردود افعال الشعوب حول اجراءات او قرارات حكوماتها اولا وحول افعال الدول الاجنبية مع تلك الشعوب وتلك الحكومات الممثلة لها ديموقراطيا او وراثيا او دكتاتوىيا ،
فإن وجدت ان الشعوب محترمة من حكوماتها او ان تلك الحكومات تخاف من شعوبها وعلى شعوبها وتحسب حسابهم في الصغيرة والكبيرة و تراعي عدم استفزازهم في القرارات والاجراءات وتسيير الاقتصاد والاسعار والدوائر الخدمية والمواقع الوظيفية ، وتحمي شخصية البلاد المعنوية.
وإذا لاحظت ان تلك الشعوب لاتقبل الاهانة او الهوان او الاهمال او الإساءة او سوء الخدمة في الدوائر المحلية داخل بلادها و تأكدت ان حكوماتها تحرص على تقديم اعلى الخدمات لها ، تبدأ هذه الدول الاجنبية بالانتباه كثيرا في التعامل مع مواطني تلك البلاد بالحسنى والاحترام و التأني في التصرف بالذوق والادب وتحث دوائرها وموظفيها في المطارات ودوائر الهجرة ومفاصل السياحة ان احذروا من الاساءة او الاهمال او الاهانة مع مواطني الدولة الفلانية الزائرين لدولتنا لاننا يهمنا ان لايغضبوا ولاتسوء العلاقات او تتوقف التبادلات او الاقتصاد او او ،، مما الى ذلك من المصالح المشتركة للدول بحكم سنة الحياة وتعامل الامم والشعوب ،
اما اذا رات وعلمت بحكم المراقبة والتجسس والاستبيان ان الشعوب مهانة من حكوماتها ولا تحرك ساكنا ، ومعدومة الخدمات دون ان تعترض و جائعة رغم مواردها و مستضعفة رغم قوتها وفقيرة رغم غنى دولها و مضطهدة مقهورة في مراجعاتها ودوائر بلدها ووزاراتها ، فان الدول الاجنبية تضعها مع الهمل وتوجه موظفيها ودوائرها ان لا تتهاونوا مع الجنسية الفلانية واجعلوهم اخر الاولويات ، وان لم توجههم هكذا بالمباشر فعلى الاقل لا تنبه موظفيها على التعامل المحترم مع سواح تلك البلدان و طلبتها او متعالجيها او الوافدين منها لأي سبب،
وهذا يفسر لك اهانة بعض الجنسيات مثل العراقيين والمصريين رغم انهم اقدم شعوب الارض و اولها حضارة وتقدما واكثرها ازدهارا الى منتصف القرن الماضي، ولكن تراهم و امثالهم في كل مطار عالمي وتلمس احتقار سائحيهم في بلدان اوربا ابتداء من تركيا الى اخر دول الشمال الاسكندنافي و حتى في دول آسيا المتقدمة مثل كوريا واليابان وغيرها ، فلا دخول بدون فيزا معقدة ولا احترام لما يمتلكون في دول الوجهة ، ولا اكتراث لشؤون الشكاوى في مراكز الشرطة او غيرها ، ولا استعادة لما يخسرون او يضيعون من اموال ، فان قلت ولكن ربما بسبب ان بعض الشعوب يسافرون للعمل او الهجرة فيعاملون هكذا ، اقول لك ان العراقيين مثلا في تركيا وبعض البلاد الاوربية الاخرى يعتبرون السواح رقم واحد ومن المستثمرين الاوائل اقتصاديا في الاموال والعقارات والتهريب النقدي ، وان العراق كبلد يستورد من تلك البلدان نسبة كبيرة من تصنيعها وزراعتها ويدعم بالتالي اقتصاداتها بشكل مركزي ، بل وهناك دول تعيش على نفط العراق كتصدير وعلى مساعداته و امواله المتدفقة ومع هذا تعامل العراقي بشكل مهين الى درجة انك لايمكن ان تجد فيها الا من تخلى عن كرامته تماما او اضطر للسفر اليها لخراب البنية التحتية تماما في بلده علاجا او دراسة .
ليس القضية قضية عمل او هجرة او قلة او كثرة ، بل قضية ان الذي لايحترم نفسه لايحترمه أحد ، وهذه معادلة منطقية طبيعية تنطبق على الدول كما تنطبق على الافراد.