28 ديسمبر، 2024 2:36 م

بارقة أمل سيتفاءل بها العراقيون!

بارقة أمل سيتفاءل بها العراقيون!

منذ عامين ونصف، يكتب غيارى المرجعية من المتطوعين الأبطال، تأريخاً لم تألفه الأجيال، إلا في ملحمة كربلاء، لأنه نفس النداء، وبما أن طلب المجد يتطلب الشجاعة الفائقة، والإقدام الذي يزلزل الأقدام، عليه سطّر جند المرجعية الرشيدة والملبون لندائها، أروع الإنتصارات وأعظمها، ووضعوا الأشياء بمسمياتها، مع أن مغتسل الجثث يرّحل العشرات منهم، الى مقبرة وادي السلام، لكن الجرح العميق لا ينتبه لغزارة الدم، فالأرض غالية، والعرض أغلى، لذا كتبوا حقيقة عنقاء: نعم إننا رجال الحشد المقدس.كلمات يسيرة خجولة لاتشفي غلة الكاتب، وسط هذا العالم المليء بالملاحم الحسينية، مُذ كانوا يقارعون الطغاة على إمتداد التأريخ، لذا يستحق أن يقال عنهم حشد محمد وآل محمد، لأنهم جدّدوا كفاحهم، بعد مقاومة نظام الطاغية الملعون صدام، وغيروا ثقافتهم في أن أمان الجنوب، هو نفسه أمان للشمال، والغرب، والشرق، وإستكملوا عبادتهم الولائية، بمواجهة أزلام الإرهاب، والتكفير، والتطرف، ليس لأجل محافظاتهم، بل دفاعاً عن المحافظات الغربية والشمالية، فرسموا الزمان والمكان والحياة بشكل جديد، ونعموا بالراحة الأبدية.لا يرتقي شعب لأوج العلا، مالم يكن بانوه من أبنائه، فالأنتصارات المتحققة في ميادين الحرب، مع عصابات داعش الإرهابية، لم تكن لتتحقق لولا وجود رجال مجاهدين، قادوا ثورة قيام مرجعية، وبين ليلة إغتصاب مريرة في العاشر من حزيران 2014، وبين هتاف إلهي وجد الغيارى فسحتهم، ليرسموا بارقة الأمل، التي سيتفاءل بها العراقيون فيما بعد، بإقرار قانون هيئة الحشد الشعبي، لتأتي الأحداث العظيمة تباعاً، ولتتحول أعراس الشهداء لأعراس تدق مضاجع الخونة، فطوبى لكم أيتها الكواكب الدُّرية.قضية إعادة الأمن هي أهم مايحتاجه العراق، بعد نهاية داعش الإرهابي، وهذه يعوزها سند لتحقيقها، بمعية الجيش والشرطة، وهي تلك القوة الرديفة التي أفرزتها فتوى الجهاد الكفائي المباركة، حيث كانت مدداً إلهياً لتحقيق النصر، على يد مًنْ حمل أعظم عقيدة، ليواجه قوى الشر الظلامية، وليعلن الحشد أن الشهادة ليست غاية، بل نتيجة لأن الأصل في الجهاد طلب النصر، فكيف إذا كان النصر العراقي ملوناً، بدماء هؤلاء المتطوعين الأبطال؟ إنه نصر يتغلب على لغة الموت نفسها؟!   إقرار قانون الحشد الشعبي، هو ترجمة لعقد ولاء وطني بين الشعب وحشده، الذي وقف مع جميع مكوناته على مسافة واحدة، فوهب روحه دفاعاً عن الأرض والعرض أينما حلَّ، ولا يمكن لمَنْ تربى في أحضان المرجعية الرشيدة، إلا يكون ذو نفس مؤمنة راضية مرضية، لأنه يدرك تماماً أنه في طريق تأدية الواجب الإلهي، فتثمين جهود الحشد المقدس وتكريم شهدائهم، هو بمثابة رد جزء من الدين الذي في أعناقنا، لعوائلهم الكريمة التي بات أولياؤها في جنات النعيم.