23 ديسمبر، 2024 4:26 م

بادّعاء داعش , إسقاط النظام السوري عبر الموصل , ب”تعاون” المالكي , وعبر الجولان

بادّعاء داعش , إسقاط النظام السوري عبر الموصل , ب”تعاون” المالكي , وعبر الجولان

سبق وأن تناولت في مقال قبل أشهر قليلة يدور حول تسريبات من الداخل الأميركي لتغيير النظام السوري “بوسائل جديدة” لإسقاط نظام الحكم في سوريّا تبنّتها الولايات المتّحدة بحماس: أميركا خطوات متّجهة لإسقاط الأسد إعلاميّاً وتوحيد معارضيه أحد أشراطها ولاية ثالثة” .. فمنذ بدء “الأزمة” في سوريّا قبل أكثر من ثلاث سنوات لم تتدخّل أميركا حين بدأ ربيع سوريّا ولزمت نفس النهج في “الحياد” الّذي ادّعته في ربيع مصر وليبيا وتونس < عدى ليبيا تدخّلت بعد أن استعصت > أعلنت بعدها بأسابيع وقوفها جانب المعارضة السوريّة لمّا استعصت أيضاً بالسلاح وبالدعم المعنوي , استمرّ ذلك لغاية ما تضائل أملها بسقوط النظام السوري .. اليوم  وعبر خطوات من ضمن أهمّها < الاتفاق مع روسيا حول أوكرانيا “وبأيّ شكل” مع تخفيف الضغط على الجزائر وتهدئة ملف إيران النووي وتوحيد المعارضة السوريّة الخ > لحقها أخيراً حشد دولي “لمكافحة داعش” ولمدّة ثلاث سنوات” , فلو لاحظنا أنّ أحداث الموصل أتت عقب الأنباء المسرّبة تلك مباشرةً بعدها بات الأمر مكشوفاً للعالم عن الغرض الحقيقي وراء “السهولة” الّتي دخلت فيها داعش الموصل ؛ رغم أن الكثيرون ومنذ ليلة سقوط الموصل ولغاية اليوم بات في حيرة ودهشة عن السبب الّذي يكمن وراء هذا السقوط السريع والمفاجئ , بينما هو لا مفاجأ ولا يحزنون فقط لو وضعنا أعيننا صوب الهدف الّذي أعجز اميركا لغاية الآن “سوريّا” سندرك أن أميركا لن تتراجع عن هدفها بسهولة خاصّة و”حلفائها” في المنطقة كثيرون بل ستحاول إسقاط النظام بأيّ شكل وبطرق وأساليب مختلفة لا يهم كيف ستكون ولا نتائجها حتّى وإن كانت جحيميّة على المنطقة فهؤلاء الحلفاء يتحمّلون ؛ بعد عجز أميركا عن طريق البحر ومن تركيا ومن الأردن , فإسقاط النظام السوري بات امراً مصيريّاً بالنسبة لأميركا ليس لعداء فارغ مع النظام لكن من منطلق صراعها المصيري مع روسيا والصين ؛ وحتّى الهند النامية , وعليه  .. فلا يخفى أنّ داعش تتمركز في الجهة القريبة من الموصل , ففي درعا المحاددة للأردن  فشلت , وتوسيع رقعتها الجغرافيّة عبر الرقّة إلى دولة مجاورة كالعراق يفسح الطريق لأميركا “لعولمة” هدفها السوري باسم داعش كما عولمت حربها على العراق والحجج والتبريرات تكاد تكون هي هي الّتي ادّعتها لاحتلالها العراق خاصّةً وقد حاولت أميركا من قبل ولأكثر من مرّة خلق ممهّدات “لأسلحة دمار شامل” تبرّر لها مهاجمة النظام السوري “رسميّاً” خاصّةً وقد تأكّدت أنّ سوريا باتت خالية من الأسلحة الكيمياويّة ممّا يسهل عليها عمليّاتها العسكريّة البرّيّة إن اضطرّت لها كما سهلّ عليها “مبارك” تأكّدها اليقيني من خلوّ العراق من أسلحة الدمار الشامل .. وممّا سيسهّل عليها “نجاحها” أكثر تواجد المعارضة المسلّحة على تمام الشريط الحدودي “الأممي” بين الجولان وبين سوريّا و”بمساعدة من قوّات الأمم المتّحدة” ومن إسرائيل كما يدّعي النظام السوري , وقد هاجم الجيش السوري النظامي قبل ثلاثة أيّام قوّات المعارضة أعند سفح “جبل الشيخ” من جهة سوريّا لقطع الطريق على وصول التنظيمات المسلّحة إلى بلدة “صحنايا” العصيّة على هذه التنظيمات ولتحرير ما استولت عليه هذه المعارضة من أراضي في الجولان والقنيطرة .. 

الموصل سقطت تحت رعاية حكوميّة عراقيّة , ونتيجة لذلك , ولإبعاد اللغط علاوةً على “تكتيكات” أميركيّة أخرى ؛ فوجئ المالكي بقرار أميركي بعزله أبلغه به وزير الخارجيّة الأميركي كيري فخاب ظنّه بولاية ثالثة على الرغم من “تعاونه في الموصل” بمساعدة السعوديّة , فما جرى للموصل دلائل تدين المالكي بما لا تقبل الشكّ باتت في متناول الجميع , ولربّما منحه نائب رئيس جمهوريّة تحرّصاً أميركيّاً لإبعاد المالكي , حاليّا , عن احتماليّة فتح الملفّات بحقّه ومنها ما جرى في الموصل ..

القتال دائر الآن في قلب العاصمة السوريّة دمشق بعد هدوء تام في العاصمة استمرّ أكثر من عام ونصف العام ! .. القتال هذا الّذي لا يدور في نيويورك ولا في واشنطن ولا في كاليفورنيا بل بعيداً بآلاف الأميال , فالقادة العسكريّون لهذه العواصم  ما أن بلغوا أكثر من ألف “خبيرعسكري” داخل العراق وبعد اجتماع “أصدقاء” العراق وموافقتهم على بنوده العسكريّة بدوافع مكافحة الإرهاب ؛ حتّى توالا الضغط القتالي ووصل قلب الشام , .. طبعاً هو هذا غرض “التحالف من كلّ هذا اللف والدوران “والألغاز” .. أنا عن نفسي لا أجد غيره .. لنراقب سير المعارك فقط على خطّ موصل ـ قامشلي ـ حلب ـ دمشق لأنّ منها سيتحدّد نوع السياسة الدوليّة الّتي ستسير عليها الدول الفقيرة من العالم وهي الغالبيّة , ولعدّة عقود من السنين ..