انبهرت حقا من روعة هذا “الفلم العائلي” وطريقة اخراجه المميزة (للمخرج باول كنغ)، وهو يتحدث عن عائلة انجليزية تتبنى دبا صغيرا ناطقا،بعد ان يهرب نازحا من غابات البيرو، حيث تجده العائلة بستجدي الشفقة بمحطة القطارات اللندنية، وتنشأ بينه وبين صبي العائلة الصغير علاقة صداقة وود…الفيلم يستند لقصص اطفال شعبية شهيرة للكاتب مايكل بوند، ولكنه قدم هنا بطريقة آخاذة تنبض بالحياة والحركة والمقالب الطريفة الكوميدية، واعتقد أن الكبار سيستمتعون بمشاهدته تماما كالصغار، وهو من وجهة نظري يتفوق على الكثير من الأفلاام المماثلة، نظرا لبراعة الاخراج والتصوير الواقعي الجميل، الذي لم يترك شاردة ولا واردة الا وتطرق لها، خالطا الواقع بالخيال والفانتازيا بشكل مبهر ومتماسك، ابتداء من الفيلم التسجيلي الاستهلالي القديم،
الذي يتحدث عن مغامرة اكتشاف صنف من الدببة الناطقة بالأدغال البيروفية، ثم لطريقة نزوح الدب الصغير بالبحر، مختبأ بقارب نجاة في سفينة ضخمة، وقد تزود بكم كبير من مرطبانات “الميرمالادا” اللذيذة، ومن ثم تمكنه من الوصول سالما لمدينة لندن، وتوقفه بمحطة القطارات الشهيرة، باحثا عن ملاذ آمن وعائلة تتبناه: ثم نرى كما كبيرا من طرافة المواقف الكوميدية…كطريقة تعامله مع الحمام، ثم لشفقة العائلة وتبنيها له، ثم لجملة من المواقف الظريفة، منها طريقة تعامله البدائي مع الحمام المنزلي، واسلوب تناوله للطعام واستخدامه لأدوات المنزل، ثم ننتقل للحبكة البوليسية التي تتمثل بملاحقة ابنة العالم الجغرافي المكتشف له، ساعية لتحنيطه انتقاما من تجاهل الجمعية الجغرافية البريطانية لاكتشاف أبيها الراحل، كما ندخل بجملة تداعيات وملاحقات طريفة، منها ملاحقته أي الدب للص “محافظ” محترف، وتجواله بانحاء لندن حتى ينجح بتسهيل القبض على اللص، ثم تمكنه من النجاة من “محنطة المتاحف” المثابرة (نيكول كيدمان)، بمشهد يسخر من توم كروز في “ميشن امبوسيبل”…وننبهر من مشاهد مراجعة العائلة لمركز الوثائق، لتقصي اسم المكتشف المجهول، ثم ينتهي بمشاهد ملاحقات شيقة لمغامرة بحثه بذاته عن المكتشف،الذي نعلم انه توفي، وترك ابنته العالمة الناقمة على الكائنات “الغريبة”، والتي تسعى باصرار لتحنيطها بالمتحف المتخصص! هذا الفيلم الظريف حافل بالقفشات الكوميدية، ويتحدث عن مغامرة الدب “بادينغتون” بالعاصمة البريطانية الشهيرة، ويقوم باداء الصوت الممثل البريطاني الشهير كولين فيرث، أما الذي ساعد هذا الدب البيروفي الظريف على تبني عائلة “براون” له، فهو النص الذي علق حول عنقه، والذي يوصي بضرورةالاهتمام به كدب صغير وحيد، كما تشمل تنقلاته زيارات لمعالم لندن الشهيرة، ومن ضمنها قصر “بوكنغهام”!
الفيلم يسوق لندن كمدينة ودودة تتقبل الأغراب وتحسن ضيافتهم، وهو فيلم عائلي “دافىء” من الطراز الأول، يبعث على الفرح والأمل والحنين، ويحوي كما كبيرا من المشاهد المتقنة والمبتكرة، ويبدو لزجا “كشطائر المربى” التي يعشقها الدب الصغير، ومصور بطريقة تناغمية، ويعتبر مدرسة باسلوب تصميم الانتاج واللقطات، وربما يكون واحدا من أفضل أفلام “العائلة”!
لعبت نيكول كيدمان دورا مميزا (كمحنطة متاحف)، وأضافت بعدا تفاعليا أضفى على الفيلم جاذبية طاغية، واظهرت مواهب تمثيلية جديدة في مجال “الكوميديا الاجتماعية”.