في تموز 2006، دخل حزب الله اللبناني الشيعي، المدعوم ايرانيا وسوريا والمؤيد من قبل شيعة العراق، بحرب مفتوحة مع اسرائيل التي دعمتها امريكا والغرب عامة وتعاطفت معها الدول العربية الحليفة لها كالسعودية وباقي دول الخليج ومصر وغيرها.
بعد ايام من الحرب الضروس، اضطرت اسرائيل وحلفائها القبول بايقاف الحرب واعلان السلام. وانتهت الحرب بالنتائج التالية:-
1- فشل اسرائيل بالقضاء على حزب الله كما وعدت في اول الحرب.
2- عدم نجاح اسرائيل بتحرير جندييها المختطفين من قبل الحزب الذين كانا سبب اندلاع الحرب.
3- عجز اسرائيل عن الدخول والتوغل في الاراضي اللبنانية.
4- خروج حزب الله وحلفاءه منتصرين امام العالم والراي العام.
5- ارتفاع شعبية حزب الله وايران وسوريا لدى الجماهير العربية واعلان التاييد لحزب الله والاشادة بانتصاره سيما في فلسطين والمناطق المجاورة.
6- اتساع ظاهرة تشيع المسلمين السنة سيما في مصر ودول المغرب العربي.
7- فضح اكذوبة اسرائيل بانها القوة التي لا تقهر في المنطقة.
8- اثبات امكانية هزم اسرائيل واذلالها بل وازالتها عن الوجود اذا ما توفرت الارادة الحقيقية من قبل الدول العربية والاسلامية لذلك.
9- تعزيز المكون الشيعي في العراق وفي المنطقة بشكل عام دينيا وفكريا وتراجع الفكر الاخر الذي تتزعمه السعودية.
10- تهيء واستداد اسرائيل لخوض معركة حاسمة انتقامية من حزب الله وحلفاءه ولكن بطريقة اخرى.
11- كشف نقاط الضعف الاسرائيلية ومعرفة القدرات القتالية والعسكرية التي يضطلع بها حزب الله وسوريا وايران.
هذه بعض نتائج حرب 2006، لكن ماذا صنعت اسرائيل وحلفائها كردة فعل عن هزيمتها هذه !؟
هناك بعض الردود نذكر منها الامثلة التالية :-
1- تعزيز التحالف بين امريكا والسعودية والدول الاخرى المناوئة للنفوذ الشيعي والتهيء لاستراتيجية جديدة في المنطقة.
2- الايعاز للحكومات العربية باللعب على الوتر الطائفي وتحريك الجماهير العربية ضد الشيعة والتشيع من خلال مفاهيم (الهلال الشيعي، الصفوية، المجوسية، اطماع ايران، اقصاء العرب السنة وقتلهم في العراق وغيرها) من اجل الاستعداد للمرحلة الجديدة.
3- دعم المجاميع الوهابية المسلحة في العراق وتوجيهها بتنفيذ اعمال تؤجج الطائفية فيه من قبيل اعمال التفجير والذبح على الهوية الطائفية وتفجير الاضرحة والمراقد المقدسة وغيرها… ونتيجة لذلك حدث الاقتتال الطائفي في العراق وخسر الشيعة مئات الالاف منهم وفقدت الدولة والجيش وقوى الامن العراقية مكانتهم الوطنية في نفوس العراقيين. وراح نتيجة لذلك الكثير من السنة ايضا.
4- تأسيس ودعم مجاميع مسلحة وباسناد ومباركة سعودية لاسقاط الدولة السورية، والضغط على ايران وضرب حزب الله.
5- سحب حزب الله الى معركة سوريا لاستنزافه واشغاله اولا وثانيا تسقيط موقعه المتنامي اسلاميا وعربيا في نفوس الجماهير العربية والاسلامية وهذا ماحدث بالفعل.
6- دعم المجاميع القتالية في سوريا كي تتمدد عراقيا وتأسس بما يسمى داعش من اجل خلق عدو شرس لشيعة العراق وايران وبالتالي قتل الشيعة واستنزافهم وتضعيف اسس الدولة العراقية وهذا ما جرى فعلا.
7- زيادة التوتر الطائفي والسير نحو تقسيم العراق طائفيا من اجل كسر الهلال الشيعي وقطع خط التمويل الممتد من ايران والعراق ثم سوريا فحزب الله، وهذا ما يجري العمل له في الوقت الحاضر.
وهكذا استطاعت اسرائيل وامريكا وحلفائهم ان يحققوا لانفسهم ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب المعلنة. فقد نجحوا بتسقيط حزب الله عربيا وفك ارتباطه بالجماهير العربية واضعافه وعزله واستنزافه وابادة مئات الالاف من الشيعة ومن السنة المناوؤن لهم دون ان يريقوا قطرة دم واحدة من اهلهم.
النتيجة لا يمكن التشكيك بان ما يجري الان في المنطقة من دعم المجاميع المسلحة في سوريا وانشاء داعش ومن ثم التحالف من اجل قتالها ما هو الا جزء من حرب اسرائيل على اعدائها التقليديين الذين ارغموا انفها موخرا عام 2006 وهو الهدف الحقيقي من وراء ذلك كله.